ستكون قضية المهجرين من القضايا الأساسية التي ستطرح على اللبنانيين في المرحلة المقبلة. فأعدادهم اليوم وحتى الساعة الثامنة صباحاً اي الموعد المفترض لوقف إطلاق النار يفوق التسعمئة الف مهجر بحسب التقديرات الرسمية. والأرجح ان اعدادهم ستتناقص فور الاعلان، ولكن المشكلة ستبقى قائمة. عشرات آلاف العائلات من الجنوب ومن الضاحية الجنوبية والبقاع دمرت منازلها بالكامل، ومثلها دمرت جزئياً. وكان واضحاً منذ بداية الحملة ان اسرائيل راغبة في جعل المنطقة المحاذية لحدودها مع لبنان منطقة غير قابلة لعودة سريعة لأهلها. اعلن ذلك اكثر من مسؤول اسرائيلي. فالعودة كما ردد هؤلاء المسؤولون ستتيح ل"حزب الله"ان يعود الى تلك القرى. اذن، التدمير تم بعزيمة ووظيفة. لقد أصبح واضحاً ان عشرات القرى دمرت بالكامل: بنت جبيل وعيترون وعيناتا والخيام وعيتا الشعب ومركبا والطيبة وغيرها. سكان هذه القرى سيمضون اوقاتاً طويلة في المناطق التي تهجروا اليها. اي في صيدا وبيروت ومناطق الجبل اللبناني والشمال. عدد المباني التي دمرت في الضاحية الجنوبية ربما قارب الأربعمئة مبنى، ومتوسط عدد الوحدات السكنية في المبنى الواحد 20، اي اننا حيال 8 آلاف عائلة بلا منازل من الضاحية الجنوبية وحدها. رقم يضاف الى ارقام الجنوب والنتيجة لن تحدد وحدها حجم المشكلة، اذ يبقى ان نحتسب آلاف المنازل المدمرة خارج المنطقة المحاذية للحدود، إضافة طبعاً الى مناطق البقاع وتحديداً مدينة بعلبك. اذن، لبنان امام استحقاق كبير اسمه المهجرون، وسترتبط بهذا الأستحقاق مواعيد اخرى منها العام الدراسي والمواسم الزراعية والمساعدات… وغيرها الكثير من العناوين. والحديث بدأ وان جزئياً عن مجمعات موقتة لإقامة المهجرين وعن مناطق تهيأ لاستقبالهم، وعن هيئات رسمية وأهلية ستتولى ملفهم.