بدأ الحديث رسمياً في المغرب عن تأسيس قناة تلفزيونية تنطق باللغة الأمازيغية، في اطار مشروع حكومي لتسويق هذه اللغة وهوية ناطقيها كجزء من الهوية المغربية، وذلك بعد سنوات من التهميش والإقصاء، اللذين مورسا ضد من يسمون بسكان المغرب الأصليين". فاللغة الأمازيغية التي يتحدث بها قسم كبير من المواطنين في المغرب، كانت دائماً شبه غائبة عن الإعلام التلفزيوني المغربي، باستثناء نشرة إخبارية يومية، على القناة الأولى، كل يوم في الساعة الثانية بتوقيت غرينتيش، وشروع القناة الثانية في ترجمة بعض برامجها وأفلامها الى لغة الأمازيغ أو"تيفيناغ"بحسب التسمية العلمية، إلا أن تأسيس"المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية"، في السنوات الأخيرة، ساهم في ايجاد اطار اكاديمي للبحث والدراسة، قد يجعل تسويق الأمازيغية كلغة وثقافة، إعلامياً، أكثر جدية. بالنسبة الى وزير الاتصال المغربي، نبيل بن عبدالله،"يجرى حالياً التفكير في إحداث قناة تلفزيونية خاصة بالأمازيغية"، على اعتبار أن هذه القناة ستشكل"خطوة إضافية مهمة جداً"، في المشهد السمعي البصري المغربي. فعلى هامش لقاء حول"تدعيم حضور الأمازيغية في الإعلام المغربي"، جمع الوزير بن عبدالله مع عميد"المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية"، احمد بوكوس، أكد بن عبدالله أن الاجتماع تناول تقويم مكانة الأمازيغية في الإعلام البصري العمومي، والاطلاع على مدى بلورة القرارات السابقة في القناتين الأولى والثانية، مذكراً بدفاتر عمل التلفزيون، التي تلزم الجميع، بتخصيص عدد من المراحل والبرامج للأمازيغية. استهلالاً لذلك، أعلن وزير الاتصال المغربي عن برمجة القناة الأولى والثانية التابعتين للقطب الإعلامي العمومي، ابتداء من النصف الثاني من شهر أيلول سبتمبر، مجموعة من المواد الأمازيغية، ضمن شبكة برامجها، من بينها مواد حديثة الانتاج. في المقابل، وصف بوكوس، فكرة إحداث قناة وطنية للأمازيغية، بالقيمة المضافة للثقافة الأمازيغية، معلناً أن اجتماعات ستعقد في هذا الخصوص، داخل المعهد ابتداءً من السنة المقبلة، بغية تعميق النقاش حول هذا الموضوع.