وصفت الأممالمتحدة، أمس، الأوضاع الأمنية في دارفور بأنها بالغة السوء، وطالبت مجلس الأمن بفرض عقوبات على أربعة من قادة المتمردين والميليشيات لعرقلتهم السلام في الإقليم، وقالت انها تسلمت خطة من الخرطوم لمعالجة الأوضاع في المنطقة. وقال مبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك في مؤتمر صحافي في الخرطوم إن الأوضاع في دارفور شهدت منذ توقيع اتفاق السلام بين الحكومة و"حركة تحرير السودان"في أيار مايو الماضي تدهوراً مريعاً وخصوصاً في الشهر الماضي الذي ازدادت فيه المواجهات والهجمات بنسبة 140 في المئة، موضحاً ان الفصائل الرافضة للاتفاق والتي تؤيده تخوض معارك عنيفة في ما بينها. وأفاد انه طلب من مستشار الرئيس السوداني الدكتور مجذوب الخليفة الذي يرعى تنفيذ اتفاق أبوجا من جانب حكومته ومساعد الرئيس زعيم"حركة تحرير السودان"مني أركو مناوي ترك الباب مفتوحاً أمام رافضي اتفاق السلام للانضمام اليه، لافتاً الى أن الأممالمتحدة لن تتعامل مع حاملي السلاح من المتمردين بعد الآن. لكنه أثنى على رئيس الجناح الآخر في"حركة تحرير السودان"عبدالواحد محمد نور لأنه لا يشارك في المواجهات الجارية حالياً في الإقليم. وأضاف برونك انه طلب من مجلس الأمن فرض عقوبات على أربعة من قادة المتمردين والميليشيات الذين يعرقلون السلام في الإقليم. وكان مجلس الأمن أصدر قراراً بفرض عقوبات على معرقلي السلام تشمل حظر السفر وتجميد الأموال. وذكر برونك ان الأممالمتحدة تسلمت خطة من الحكومة السودانية لمعالجة الأوضاع في دارفور تنفيذاً لاتفاق سابق بين الرئيس عمر البشير والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان على هامش القمة الأفريقية الأخيرة في بانجول غامبيا، موضحاً أن المنظمة الدولية أبدت ملاحظات على الخطة في ما يتصل بنزع سلاح ميليشيا"الجنجاويد"، لكنه لم يفصح عنها. وأكد نائب مندوب السودان في نيويورك السفير عمر بشير أن الحكومة سلّمت خطتها إلى الأممالمتحدة في الموعد الذي حددته للمنظمة الدولية يوم الخميس الماضي عبر مندوبها في المقر الدائم في نيويورك، رافضاً الخوض في تفاصيل أكثر حول الخطة. لكن عضو الوفد الحكومي الى محادثات أبوجا المنتهية الدكتور عمر آدم رحمة قال إن الخطة من ثلاثة محاور، الأول يتعلق بإصرار الحكومة على تنفيذ الاتفاق في كل محاوره ونزع أسلحة الميليشيات والانتهاء بالحوار الدارفوري - الدارفوري الذي من ضمنه المصالحات القبلية والتنمية وطرح الأولويات في الاقليم ووضعها في الإطار السليم وتقوية وتعزيز دور المجتمع في الإدارة، مشيراً إلى أن المحور الثاني متعلق بما تم تنفيذه حتى الآن سواء بعمل مشترك مع الفصائل الموقعة أو من قبل الحكومة من إعلان العفو العام واطلاق المعتقلين في قضية دارفور وتكوين اللجان المختصة بتنفيذ الاتفاق. وأوضح ان المحور الثالث متعلق بالتنفيذ الكامل لاتفاق أبوجا وفق الجدول الزمني المتفق عليه مع إفساح المجال للذين لم يوقعوا الاتفاق للانضمام اليه وتوقيعه، مؤكداً أن ما طرحته الخطة وما يتم تنفيذه من قبل الأطراف الموقعة ومساندة الاتحاد الأفريقي لن يجعل هناك حاجة الى قوات أممية تحل محل القوات الأفريقية في دارفور. إلى ذلك، انفجر مستودع للذخيرة في منشأة لتصنيعها في حي الشجرة جنوبالخرطوم أمس، مما أدى إلى اصابة سبعة عسكريين. وأثار الحادث هلعاً في العاصمة بعد دوي انفجارات في المنطقة. واغلقت السلطات الطريق المؤدي الى مستودع الذخيرة. وقال الناطق باسم الجيش العميد محمد عثمان الاغبش إن الانفجار حدث نتيجة ماس كهربائي في أحد المخازن وانتقل الى مخزن آخر وورشة في المصنع ونتجت عنه اضرار في المعدات والمباني والاثاث. وقال إن الحادث لا علاقة له بأعمال تخريبية. في غضون ذلك، انفجر لغم أرضي في جوبا، عاصمة إقليم جنوب السودان، مما أدى إلى إصابة أحد جنود الأممالمتحدة بجروح بالغة نُقل على اثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. وقال شهود ل"الحياة"ان اللغم انفجر قرب ضريح زعيم"الحركة الشعبية لتحرير السودان"جون قرنق. وأفادت مصادر في جوبا ان التحريات اثبتت ان اللغم موجود في المكان منذ أيام الحرب.