تنذر الإطاحة العملية بقائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي الميجر جنرال عودي آدم وتعيين نائب رئيس هيئة أركان الجيش موشيه كابلينسكي قائداً لجبهة القتال ب"حرب جنرالات"ستستعر حتماً بعد انتهاء الحرب، وليس مستبعداً أن تؤدي نتائجها الى"قطف رؤوس"كبيرة، كما لن يتفاجأ أحد اذا امتدت رقعتها الى المستوى السياسي. وأجمع المعلقون في الشؤون العسكرية على أن آدم دفع ثمن فشل الجيش في تحقيق"مكاسب ملموسة"في عملياته البرية تحديداً، مشيرين الى سلسلة اخفاقات مني بها وإلى تمرد ضباط ميدانيين على آدم وإلى عدم ارتياح المسؤولين السياسيين وعموم الإسرائيليين لسير الحرب البطيء، ما حدا برئيس هيئة الأركان الى البحث عن"كبش فداء"وجده في شخص آدم الذي كان تجرأ على انتقاد اركان الحكومة بداعي تقييدهم العمليات العسكرية. ورأى معلقون في خطوة حالوتس استباقاً لمساءلته، بعد أن تضع الحرب اوزارها، عن فشل الجيش أو بكلماتهم"حماية قفاه"بعدما قرأ وسمع الانتقادات التي وجهت اليه على خلفية اعتماده الطيران الحربي في الايام الأولى من الحرب لقناعته بأن الطيران وحده قادر على حسم الحرب، لكنه اضطر متأخراً الى إقرار عمليات التوغل البري. وكتب المعلق الأبرز في"هآرتس"زئيف شيف متسائلاً عن مسؤولية حالوتس عن الفشل، وقال إن وجود مشكلة في القيادة الشمالية لا يعني أنها موضعية"إنما في القيادة الأعلى"، ملمحاً الى أن حالوتس بات يدرك هو أيضاً أن له حصة في الفشل"وثمة من يلاحظ ان ظهور حالوتس في وسائل الإعلام وفي الايجازات للصحافيين ليس عادياً"، ما يعزز اعتقاد البعض بأن كابلينسكي هو القائد العسكري الأبرز في هذه الحرب. وأفادت الصحيفة في عنوانها الرئيسي ان اطاحة آدم جاءت في أعقاب"عدم نجاح الجيش في قتاله"، وأشارت الى انه منذ فترة يسود عدم ارتياح لسلوك القيادة الشمالية في ادارة المعارك وأن مسؤولين في"القيادة العامة"يرون ان آدم ومرؤوسيه ارتكبوا أخطاء كثيرة في عدد من القرارات وأنه"لم يكن حازماً كما ينبغي، في حض قواته على التحرك"، ما استدعى تعيين كابلينسكي"الخبير الأول في الحرب البرية"قائداً فعلياً للجبهة. ومن الأخطاء المنسوبة لآدم خطف حزب الله الجنديين الاسرائيليين في 12 تموز يوليو الماضي و"القتلى في المعارك في مارون الراس وفي المعركة الأولى لاحتلال بنت جبيل"التي كبدت الجيش خسائر بشرية فادحة، واستهداف تجميع الجنود المظليين في كفر جلعاد الاحد الماضي. ونقلت"يديعوت احرونوت"عن محافل عسكرية وصفها اطاحة آدم بانها"هزة أرضية"واعتبارها"محاولة لتحميل آدم ملف الفشل"وتساءلت:"صحيح ان ثمة عدم ارتياح لأدائه، لكن ماذا عن مسؤولية رب البيت حالوتس". وفي السياق ذاته كتب يارون لوندون: لم يكن قائد المنطقة الشمالية هو من أقر خطة المعارك. ولم يكن هو الذي دفعنا لنصدق انه من الممكن تقويض حزب الله بمساعدة قوات برية قليلة، قاصداً ان حالوتس هو من يقف على رأس الهرم وهو من تباهى ب"القدرات المتميزة لسلاح الطيران"التي تبين لاحقاً انها مجرد غطرسة، أو"خطيئة الغطرسة"بلغة المعلقين الاسرائيليين. وبرأي المعلق العسكري رون بن يشاي فإن آدم تصرف"كمقاول تنفيذ اطفاء الحرائق بدلاً من أن يبادر ويقود"، لكن الخطأ الافدح الذي ارتكبه تمثل بمحاولته دحرجة المسؤولية عن الفشل العسكري الى عتبة المستوى السياسي فما كان من أقطابه سوى مباركة قرار حالوتس اطاحته. وتوقع بن يشاي ان تشكل الاطاحة نذر حرب كبيرة بين الجنرالات ستنعكس على الضباط والجنود. من جهته كتب امير اورن في"هآرتس"ان حالوتس تجنب اطاحة آدم رسمياً لتفادي المس بمعنويات الجنود أو منح حزب الله انجازاً.