أكد الاسرائيليون من جديد عدم ثقتهم بأركان المستويين السياسي والعسكري، وتمنت غالبيتهم على رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس ورئيس هيئة اركان الجيش الجنرال دان حالوتس الانصراف الى بيوتهم، وسط أنباء ان الأخير سيفعل ذلك حقاً في حال حمّلته التحقيقات الجارية في أوساط الجيش المسؤولية عن الاخفاقات في الحرب على لبنان، أو حتى جزء منها. ويتوقع الانتهاء من التحقيقات في غضون اسابيع او شهر على الأكثر. ولا تزال العناوين الرئيسة وتعليقات كبار الصحافيين تلاحق الجنرال حالوتس وتطالبه بالاستقالة في أعقاب استقالة أحد ضباط الجيش الكبار غال هيرش من منصبه. ويرى المعلقون في الشؤون العسكرية ان الجيش بحاجة ماسة الى هزة تخرجه من أزمته المتفاقمة وتعيد ثقة الاسرائيليين به بعد ان اهتزت صورته"الأيقونة"خلال الحرب، مضيفين أنه لا بد اولاً من تنحي حالوتس ليستعيد الجيش هيبته، في نظر الاسرائيليين على الأقل. وأيدت غالبية الاسرائيليين، في استطلاعين للرأي نشرتهما في اليومين الماضيين القناة الرسمية في التلفزيون الاسرائيلي وصحيفة"يديعوت أحرونوت"، مغادرة الثلاثي اولمرت - بيرتس - حالوتس مناصبهم في اعقاب فشل الحرب على لبنان. وأيد 53 في المئة من المستطلعين للقناة الأولى استقالة رئيس الحكومة من منصبه فيما عارضها 33 في المئة ولم يدل 14 في المئة برأيهم. اما"يديعوت احرونوت"فلم تطرح سؤالاً مماثلاً على المستطلعين واكتفت بالاستماع الى ردهم على السؤال عما اذا كان ينبغي على بيرتس وحالوتس الاستقالة. ووفقا لاستطلاع الصحيفة أيد 72 في المئة استقالة بيرتس 59 في المئة في استطلاع القناة الأولى وعارضها 28 في المئة. ورأى 71 في المئة 62 في استطلاع القناة الأولى وجوب استقالة رئيس هيئة أركان الجيش. وأيد 58 في المئة من الاسرائيليين ان يقوم المستوى السياسي بإقالة حالوتس في حال رفض الاستقالة. ورغم ان 72 في المئة أعلنوا انهم ما زالوا يثقون بقدرات الجيش الاسرائيلي على الدفاع عن الدولة وهي نسبة أقل بكثير مما كانت عليه قبل الحرب قال 50 في المئة ان ثقتهم بالجيش تراجعت مقارنة لما كانت عليه قبل الحرب. وفيما اصدر مكتب قائد الجيش بيانا امس نفى فيه نية حالوتس الاستقالة، كما أجمعت عناوين كبرى وسائل الاعلام، عادت الأخيرة ونقلت عن قياديين في الجيش ان حالوتس ينتظر التوصيات التي سيأتي بها تحقيقان يجريهما جنرالان متقاعدان في اوساط الجيش وانه سيتنحى في حال اشار أي منهما الى مسؤوليته عن الفشل. ونقلت"يديعوت أحرونوت"عن جنرال كبير قوله ان حالوتس لم يعد يسيطر على ما يدور داخل الجيش وان الفشل يلاحقه في كل خطواته"ما سيضطره في نهاية المطاف الى التنحي". وكرر الجنرال القول ان الجيش بحاجة الى هزة لاعادة ثقة الضباط والجمهور بالجيش. واستبعدت الصحيفة ان يثمر الاجتماع الذي عقده وزير الدفاع عمير بيرتس مع قيادة الجيش امس لتهدئة الوضع في المؤسسة العسكرية نتائج حقيقية في الاتجاه المطلوب. وواصل"الطاقم الاحتجاجي لجنود الاحتياط"امس جمع التواقيع على عريضة تطالب حالوتس بالاستقالة. وجاء في العريضة:"اننا لا نثق بقدرات حالوتس على قيادتنا الى الطريق الصحيح بتحقيق انتصار في الحرب المقبلة". الى ذلك، نقلت الصحيفة عدم ارتياح حالوتس من سلوك رئيس الحكومة اولمرت الذي اضطر الى الاتصال بقائد الجيش هاتفيا لينفي ما جاء في الصحف بأنه، أي اولمرت، تجنب اعلان دعمه لرئيس الأركان. وقالت أوساط قريبة من حالوتس انه لا يصدق اولمرت في قوله انه يقف وراءه. واضاف احد القريبين من حالوتس ان اولمرت يحاول عبر ترك حالوتس وحيداً في المعركة التي يشنها ضده ضباط واعلاميون ان يبرىء ساحته من الفشل في الحرب ويدحرج المسؤولية الى المستوى العسكري. ووصفت القناة الأولى في التلفزيون الاسرائيلي الوضع النفسي لقائد الجيش بأنه في حال"احتضار".