حذر الرئيس المصري حسني مبارك من انهيار عملية السلام في الشرق الأوسط بفعل الحرب الإسرائيلية على لبنان التي اعتبر أنها"تجاوزت الخطوط الحمراء"وانحدرت إلى"منزلقات خطرة". وأعرب عن أسف بلاده وانزعاجها"من عدم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار"، مشيراً إلى أن"التلكؤ والعجز"اللذين أظهرهما مجلس الأمن يعكسان"القصور الذي يعتري النظام الدولي الراهن". وأكد مبارك أن"تزامن عدوان إسرائيل على لبنان مع عدوانها المماثل على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة يؤكد حقيقة أن توقف عملية السلام هو لب المشكلة وجوهرها، ويؤكد الحاجة إلى إعادة النظر في مسار جهود السلام والتقويم الأمين لمسببات توقفها وإخفاقها". وأبدى في كلمة متلفزة أمس"أسف مصر وانزعاجها من عدم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار". وتوجه مبارك إلى المصريين قائلاً:"أتحدث أليكم، ولا يزال العدوان الإسرائيلي مستمراً على لبنان، متجاوزاً كل الخطوط الحمراء، مستهدفاً شعب لبنان وبنيته الأساسية، ومنتهكاً سيادته ووحدة أراضيه". وأشار إلى أن"عجز مجلس الأمن عن التعامل السريع والفعال مع العدوان الإسرائيلي، وعن تحمل مسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين"يعكس"الاختلالات الجوهرية في نظام الأمن الجماعي الذي تمثله الأممالمتحدة، والقصور الذي يعتري النظام الدولي الراهن". ودعا إلى"تحقيق دولي عاجل"في مذبحة قانا، مؤكداً أن"مصر تدين المذبحة البشعة بأقوى العبارات". واعتبر أن القصف الإسرائيلي على قانا"شاهد على انتهاك إسرائيل الصارخ للقانون الدولي وانزلاق عدوانها على لبنان الشقيق إلى منزلقات خطرة". وشدد على ضرورة أن يكشف التحقيق ملابسات المذبحة"ويُحمّل إسرائيل مسؤوليتها، وما أسفر عنه عدوانها المستمر من سقوط كثير من الشهداء والجرحى ونزوح مئات الآلاف من أبناء لبنان وتشريدهم". ولفت إلى أنه حذر في بداية الأزمة من"تداعياتها الخطرة على أمن واستقرار الشرق الأوسط والعالم. وأكدت أن العدوان الإسرائيلي ليس هو السبيل للتعامل مع الأزمة الراهنة، وأن الحاجة الملحة والعاجلة إنما تتمثل في وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، يفتح الباب أمام جهد دولي ينهي الأزمة، ويتعامل مع مسبباتها". ودان وزير الخارجية السوري وليد المعلم بشدة مجزرة قانا. وأكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني فوزي صلوخ ضرورة"حشد الجهود لتحقيق وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار". وقالت وكالة الانباء السورية"سانا"أن"المعلم دان بشدة المجازر التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب اللبناني وآخرها المجزرة التي ارتكبتها في قانا". وشدد على"تضامن سورية الكامل ووقوفها الى جانب الاشقاء في لبنان في مواجهة هذا العدوان الوحشي". واتصل المعلم بوزراء خارجية مصر والمغرب واليمن وليبيا والامارات العربية وقطر وتشاور معهم حول"ضرورة حشد الطاقات العربية للتوصل الى وقف فوري غير مشروط لاطلاق النار"، بحسب الوكالة السورية، كما التقى رؤساء البعثات الديبلوماسية العربية والاجنبية المعتمدين لدى دمشق. وحذر خلال اللقاء من"بعض الطروحات السياسية المتداولة على الساحة الدولية والتي تهدف الى إعطاء اسرائيل ما لم تستطع تحقيقه عسكرياً". وفي عمان، أكدت الحكومة الأردنية أن سفيرها لدى تل ابيب قدم احتجاجاً رسمياً أمس باسم المملكة إلى وزارة الخارجية الاسرائيلية"على العدوان المستمر ضد المدنيين في لبنان". وقال الناطق باسم الحكومة ناصر جودة خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي إن السفير علي العايد التقى المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية وعبر له"بأقوى العبارات الممكنة عن استنكارنا لما حدث في قانا". وأضاف جودة:"منذ اليوم الأول استخدم الأردن تأثيره وعلاقاته الديبلوماسية مع جميع الأطراف المعنية لوقف الاعتداءات على لبنان وبنيته التحتية، كما استخدم علاقاته الديبلوماسية مع إسرائيل". وأشار إلى أن"الحكومة تسخر جهودها كافة في سبيل وقف فوري ودائم لإطلاق النار وهو الموقف الذي يدعم بشكل رئيسي موقف الحكومة اللبنانية". وعن المطالبات الشعبية بإغلاق السفارة الاسرائيلية في عمان وطرد السفير، قال جودة إن"لا سفير لإسرائيل في الإردن لكن الاتصالات الاردنية مستمرة على المستويات كافة". وأضاف:"هناك وضع مأسوي على الأرض الآن والأهمية القصوى هي لوقف فوري ودائم لاطلاق النار ووقف العدوان على لبنان بكل أشكاله، وبخاصة استهداف المدنيين والبنية التحتية بعد الجريمة البشعة التي وقعت في قانا". وفي غضون ذلك، أعربت سلطنة عمان أمس عن إدانتها واستنكارها لمذبحة قانا. ونقلت وكالة الأنباء العمانية الرسمية عن مصدر في وزارة الخارجية أن"أول خطوة ينبغي اتخاذها هي تحكيم العقل والمنطق والتوقف الفوري عن استخدام القوة العسكرية والاقتتال". وشدد على"ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته من خلال اتخاذ خطوات سياسية تصحيحية للوضع بكامله تؤمن معالجة المسببات واستئصالها بشكل عادل ومنصف من دون تمييز، استناداً إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي". ورحب وزير الدولة الفلسطيني لشؤون اللاجئين وزير شؤون الأسرى بالإنابة الدكتور عاطف عدوان بتصريحات رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري التي قال فيها إن شروط التفاوض مع اسرائيل لتبادل الجنديين الأسيرين تغيرت. وأعرب عدوان عن تفاؤله"بإطلاق أسرى ومعتقلين فلسطينيين في اعقاب هذه التصريحات". واعتبر أن"صمود المقاومتين الفلسطينية واللبنانية من شأنه إضعاف اسرائيل ووقف عدوانها من دون قيد أو شرط". وأعرب رئيس الجمهورية العراقي جلال طالباني، في بيان عن"سخطه لنبأ استشهاد عشرات المدنيين الابرياء في قانا المنكوبة". وطالب باتخاذ اجراءات فورية لمساعدة الشعب اللبناني، معلناً تضامنه مع الشعب اللبناني في محنته و"دعمه للحكومة اللبنانية في جهودها الرامية الى بسط سيادتها على لبنان". وانتقد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى موقف مجلس الامن من العدوان. وقال في تصريحات صحافية امس تعقيباً على البيان الرئاسي للمجلس:"هذا بيان غير كافٍ وكان يجب على المجلس ان يقوم بمسؤولياته بصرف النظر عن مواقف الدول الاعضاء، لأنه يعاني من ازمة ثقة في دوره، وهذا موضوع خطير". واعتبر أن المجلس"سقط في هذا الاختبار بدرجة مذهلة". وقال:"نحن مستاءون من الدعم الموجه للعدوان الاسرائيلي ومنح إسرائيل الفرصة والفترة الزمنية التي تطلبها، والتي لا نعتقد أنها ستغير شيئاً".