كشف تقرير صحافي أمس، أن تحقيقاً عسكرياً خلص الى أن ضباطاً من مشاة البحرية الأميركية المارينز لم يُحققوا في شكل مناسب في اتهامات لجنودهم بقتل 24 مدنياً، بينهم عشر نساء، وأطفال ورجل مسن مصاب بشلل دائم، في مدينة حديثة. ونقلت"نيويورك تايمز"، عن مسؤولين اثنين في وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، أن المسؤول عن هذا التحقيق الجنرال بيتر كياريللي، الرجل الثاني في القيادة الأميركية في العراق، اعتبر أن قائد السرية الميجور الجنرال ريتشارد هاك وقائد فريق القتال الثاني الكولونيل ستيفين ديفيس لم يُحققا جيداً في تناقضات وردت في التقرير الأولي عن الحادث. وقال أحد المسؤولين للصحيفة أن كياريليي"استنتج حدوث تقصير من بعض الضباط في أداء واجبهم". ولم يذكر المسؤولان اللذان اطّلعا على نتائج التحقيق، عدد الضباط المتورطين عدا هاك وديفيس. ورفع كياريللي نتائج التحقيق الى مكتب قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جورج كايسي. وأفادت الصحيفة أن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد لن يتمكن من الاطلاع على التقرير قبل أيام، لافتة الى أن نتائجه ستُعلن بعد ذلك. وكانت قوات المارينز ذكرت في البداية أن 15 مدنياً وواحداً من عناصر المارينز قُتلوا في انفجار قنبلة في احدى شوارع حديثة. إلا أن الجيش فتح تحقيقاً بعدما ذكرت مجلة"تايم"في آذار مارس أن شهوداً قالوا إن عناصر المارينز هاجمت المنازل بعد انفجار قنبلة أدت الى مقتل أحد زملائهم. وبحسب شهادات سُربت الى الصحافة، كانت عناصر المارينز تدخل من بيت الى بيت وتقتل الرجال والنساء والأطفال انتقاماً لمقتل الجندي الأميركي، في حين قُتل خمسة رجال عزل كانوا في سيارة قرب موقع الانفجار. ويُجري جهاز التحقيق الجنائي التابع للبحرية تحقيقاً جنائياً آخر في المجزرة. إلى ذلك، رفع مخرج أميركي اعتقله الجيش الاميركي على مدى 55 يوماً العام الماضي في العراق، دعوى أمام القضاء المدني ضد مسؤولين عسكريين على رأسهم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، لانتهاكهم حقوقه المدنية، بحسب مصدر قضائي أميركي. وفي شكوى قدمتها باسمه جمعية"اميركان سيفيل ليبرتي يونيون"أمام محكمة لوس انجليس الفيديرالية، أكد سايروس كار أن اعتقاله من أيار مايو الى تموز يوليو الماضي شكل انتهاكاً لحقوقه ولاتفاقات جنيف المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب. وكار 45 عاماً مولود في ايران وحصل على الجنسية الأميركية، بعدما هاجر الى الولاياتالمتحدة العام 1966 حيث انخرط في صفوف المارينز قبل أن يصبح أستاذاً جامعياً. وكار يعشق التاريخ وكان في العراق لوضع اللمسات الأخيرة على فيلم وثائقي حول سايروس الكبير 576-529 قبل الميلاد مؤسس دولة الفرس، عندما أُوقفت سيارة الاجرة التي كان فيها عند حاجز في شمال بغداد في 17 ايار 2005. واعتُقل كار ومصوره الايراني بعد العثور على أجهزة توقيت يُمكن أن تُستخدم في انتاج قنابل يدوية الصنع، في صندوق السيارة.