قال نائب رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس موسى ابو مرزوق في حديث الى"الحياة"امس ان"من المستحيل اطلاق الاسير الاسرائيلي من دون أي ثمن"، مشيراً الى ان قيادة الحركة تبلغت من وسطاء عدة ان اسرائيل"لم تقبل الى الآن مبدأ التفاوض"لعقد صفقة في شأن اطلاق الجندي الاسرائيلي. وكشفت مصادر فلسطينية امس ان احمد داود اوغلو كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اجتمع الى رئيس المكتب السياسي في"حماس"خالد مشعل وأبلغه دعم صفقة تبادل اسرى. وأوضحت:"اميركا طلبت من انقرة التحرك، ثم جرت اتصالات مع حماس. لكن اسرائيل انسحبت من الموضوع". ولاحظ ابو مرزوق وجود فرق بين الموقفين العربي والتركي، ذلك ان اطرافاً عربية عدة"تلعب دور الوسيط بدلاً من ان تكون طرفاً داعماً للشعب الفلسطيني"، مقابل اقتناع الجانب التركي بضرورة"قيام عملية تبادل بين الطرفين"الاسرائيلي والفلسطيني. وكانت دمشق شهدت في الاسبوع الماضي زيارات لكل من داود اوغلو الذي التقى مشعل ووزير الخارجية القطري حمد بن جبر آل ثاني ومدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان اللذين أجريا اتصالات هاتفية مع مشعل. وقال ابو مرزوق:"يحاولون الضغط على سورية للتدخل. سورية موقفها واضح ومفاده: اذا وقف استهداف الشعب الفلسطيني ستكون البيئة مناسبة للتحرك. سورية لا تتحرك والشعب الفلسطيني تحت القصف". في هذا الاطار، أوضحت مصادر سورية مطلعة ل"الحياة"امس ان"سورية وحماس ليستا مسؤولتين عن التصعيد"قبل ان تشير الى وجود"مرونة واقتراحات عدة على عكس ما يشاع عن تشدد"دمشق و"حماس"اللتين تعتبران الجندي الاسرائيلي"أسير حرب". واكدت المصادر:"ان سورية مع الحلول التي ترفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وان القرار هو في غزة وليس في دمشق". وترى المصادر ان"التصعيد الاسرائيلي لا يتعلق بقضية الجندي الاسرائيلي، بل انه ضمن مخطط أوسع في المنطقة للقضاء على حكومة حماس ومعاقبة الشعب الفلسطيني على خياراته، خصوصاً بعد التوافق على وثيقة الاسرى"، مشيرة الى ان"الطريق الوحيد للخروج من الأزمة هو سياسي وديبلوماسي وليس بتصعيد القصف والعدوان". وكان ابو مرزوق اشار الى وجود تيارين في اسرائيل:"تيار يريد استمرار الضغط سواء الديبلوماسي او استمرار العمل العسكري والعدوان او بنقل الأزمة الى سورية والقيادة السياسية للحركة في الخارج، وتيار يتصاعد على خلفية وجود توجهات داخل اسرائيل لقبول عملية التبادل بين الجندي الاسير واسرى من النساء والاطفال الفلسطينيين". وتابع القيادي في"حماس"امس:"ليس هناك شخص في الشعب الفلسطيني يريد اطلاق الجندي من دون ثمن ومن دون الافراج عن اسرى فلسطينيين. هناك 380 طفلا و120 امرأة"، قبل ان يؤكد ان قرار الحركة هو"مستحيل ان يخرج الجندي من دون ثمن". واضاف ابو مرزوق:"أمر واقع هناك حصار للشعب الفلسطيني. الأزمة قائمة. اذا أردوا الحل للأزمة، ليس هناك حل سوى الحل الديبلوماسي والسياسي".