تتجه الدراما السورية لإنتاج عملين يتناولان حياة الأديب جبران خليل جبران: الأول بعنوان"الملاك الثائر"للكاتب نهاد سيريس ومن إخراج فردوس الأتاسي، ومن المتوقع ان يعرض خلال شهر رمضان، والثاني بعنوان"أصوات العصر"للمخرج السوري حاتم علي عن سيناريو الكاتبة العراقية إيمان خضير، وقد لا يكون جاهزاً للعرض في الموسم الرمضاني، ما يسهل المهمة على المشاهد العربي لمتابعة العمل الأول من دون الاضطرار ليوزع وقته وخياله بين عملين يتناولان الشخصية نفسها من منظورين مختلفين، وربما مرحلتين متباينتين. إذ أن"أصوات العصر"كما قالت كاتبته ل"الحياة"يتناول المرحلة الأخيرة من حياة جبران وعلاقته مع الأديبة مي زيادة، فيما"الملاك التائه"يتناول سيرة حياة جبران بكاملها. أياً تكن التبريرات والرؤى فإن إنتاج عملين يتناولان الشخصية نفسها يحمل كثيراً من علامات الاستفهام والتعجب، خصوصاً أن عشرات وربما مئات الشخصيات الفكرية والتاريخية والأدبية العربية تستحق أيضاً الاحتفاء بها وتكريمها في أعمال تلفزيونية موجهة الى الجمهور العريض. وإذا ما نظرنا الى التجربة السابقة حيث وقعت الدراما السورية بمثل هذا"المطب"، مع مسلسلي"الناصر صلاح الدين"الذي أخرجه حاتم علي و"البحث عن صلاح الدين"للمخرج نجدت أنزور وهما يتناولان كما يظهر في العنوان سيرة صلاح الدين، أو مع مسلسلي"التغريبة الفلسطينية"و"عائد إلى حيفا"موضوع فلسطين، يتبين أن المشاهد لم يتلق هذه الأعمال كما يجب، خصوصاً أن عرضها في فترة زمنية واحدة، هي غالباً شهر رمضان، شكل إرباكاً حقيقياً لعشاق الدراما الذين راحوا يدمجون بين العملين. من هنا يتطلب هذا التشابه الدرامي الذي تفرضه العوامل الإنتاجية البحتة والبحث عن الربح، اهتماماً أكبر من القائمين على الدراما السورية في القطاعين العام والخاص، خصوصاً مع وجود نصوص كثيرة تنتظر من يخرجها الى الضوء لتتحول الى أعمال تلفزيونية تحقق الربح المنشود... فلا يتحول الأمر إلى منافسات بين شركات إنتاج لا يبعد مكتب الواحدة منها بضعة كيلومترات عن الأخرى، وبين فنانين يقومون في العام الواحد بأكثر من عمل مشترك، فالدراما السورية بغنى عن هكذا منافسات.