طالبت الدورة التاسعة لمجلس وزراء السياحة العرب التي عقدت اخيراً في مقر جامعة الدول العربية، بمشاركة محدودة من وزراء السياحة في مصر والسودان والعراق ولبنان وليبيا وممثلين عن وزراء السياحة في باقي الدول العربية، بضرورة وضع برنامج عملي لتنمية السياحة العربية من خلال عدد من الخطوات اهمها تشجيع الاستثمارات العربية في المجال السياحي، إذ أن المنطقة العربية تعاني من نقص حاد في الغرف الفندقية وعناصر الترفيه، وتشجيع السياحة بين الدول العربية، والنظر في مقترح تقدمت به المنظمة العربية للسياحة والاتحاد العربي للمعارض باقامة معرض متخصص عن السياحة العربية البينية، اضافة الى برنامج"اعرف وطنك العربي"لسياحة الشباب الذي يتضمن تنظيم جولات عربية سياحية لمجموعات من الشباب العربي من الجنسين للتعرف على المعالم والامكانات السياحية بين الدول العربية. وقال وزير السياحة الجزائري نور الدين موسى رئيس الدورة الحالية للمجلس:"على رغم أن السياحة العالمية باتت صناعة واعدة وتنمو بمعدلات مرتفعة ولها دورها الكبير في الاقتصاد العالمي، الا انها لا زالت غير قادرة على احتلال هذه المكانة في المنطقة العربية". وأكد أنه كي تحتل السياحة العربية مكانتها المرجوة في الاقتصاد العالمي فهذا يتطلب وضع استراتيجية عربية واقعية وعملية وملموسة للاستغلال العقلاني والناجح للموروث السياحي العربي لتعزيز مردوده كمقصد سياحي على الساحة الدولية. وشدد موسى على ضرورة وضع برنامج لتنمية السياحة العربية البينية لافتاً الى أن بلاده رسمت خطة للنهوض السياحي حتى عام 2015 تعطي اولوية قصوى للمستثمر العربي لاعتبارها مقصداً سياحياً واعداً في منطقة البحر المتوسط. وقال إن بلاده ستستضيف في تشرين الثاني نوفمبر المقبل ملتقى المستثمرين العرب وسيكون الاستثمار في المجال السياحي احد عناصره، الى جانب النهوض بتنمية الموارد البشرية العاملة في مجال السياحة وايجاد كيان سياحي عربي يكون قادراً على النهوض والمنافسة في المجال السياحي. وأكدت الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الاجتماعية السفيرة نانسي باكير على أهمية صناعة السياحة في الاقتصاد العالمي، معربة عن أملها في أن تحتل مكانتها على الساحة العربية، ونبهت الى ان عدد السياح في العالم بلغ حوالي 808 ملايين سائح في عام 2005 بزيادة قدرها 5.5 في المئة عن عام 2004، وتحصل اوروبا على 433 مليون سائح بنسبة 54.9 في المئة، فيما يبلغ نصيب الشرق الاوسط 35.9 مليون سائح بنسبة 4.8 في المئة من السياحة العالمية. ويتوقع المراقبون انتعاش السياحة العالمية بنسبة عالية خلال العام الجاري. ولفتت باكير الى أن هناك تحديين خطيرين يهددان السياحة العالمية هما الارهاب ووباء انفلونزا الطيور، وقالت انه يبدو أن خطر الارهاب بات محدوداً حتى في تأثيره السلبي على السياحة وأن المهم هو كيفية ادارة الازمة ووضع الخطط للتعامل عند وقوع الكوارث لأن الأمن والأمان لهما دور بالغ في السياحة. وأكد مندوب تونس السفير الشاذلي النفاتي على أن مجلس وزراء السياحة العرب أعد خلال العام الماضي دراسة تقييمية لواقع السياحة العربية والمعوقات التي تعترضها في هذا القطاع وسبل النهوض به في المجال الاقتصادي. وقال إن رئاسة المجلس تطمح من وراء هذه الدراسة الى رسم صورة للواقع السياحي ووضع آفاق المستقبل وتكريس جهود المجلس من خلال اهداف محددة نجد انعكاساتها في مجال السياحة العربية.