تواصلت المساعي، عشية لقاء القمة بين الرئيسين حسني مبارك ومحمود عباس، للتوصل الى صفقة تضمن اطلاق الجندي الاسرائيلي الأسير في غزة غلعاد شاليت. وينتظر ان يبحث مبارك وعباس التصعيد الاسرائيلي على الساحتين اللبنانية والفلسطينية. وسُجل تحرك امس من نواب وشخصيات فلسطينية، ينتمي بعضهم لحركة"حماس"، من اجل صوغ مبادرة سياسية تتضمن اعلان هدنة متبادلة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وتبادل أسرى بالتزامن. راجع ص8 رغم ذلك، نفى الجناح العسكري ل"حماس"ان يكون حل مشكلة الجندي الاسرائيلي وشيكاً. وقال الناطق باسم"كتائب عزالدين القسام"ابو عبيدة انه لم يطرأ أي تغيير في هذه القضية، مضيفاً أن الملف ما زال في ايدي فصائل المقاومة وليس في يد أي سياسي، بمن في ذلك الرئيس محمود عباس. ويأتي موقف ابو عبيدة رداً على تصريحات للرئيس الفلسطيني فهم منها خطأ أن الافراج عن شاليت اصبح وشيكاً. فقد نقل مترجم عن عباس، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي في روما امس، قوله انه قد يكون هناك"ما يدعو الى الاعتقاد بقرب الافراج عن الجندي". لكن مترجم وكالة"اسوشييتد برس"، نقل أن عباس قال"في ما يتعلق بالجندي المخطوف، ثمة جهود مكثفة لإنهاء هذه المشكلة في اقرب وقت"، مضيفاً:"آمل في كل الأحوال ان يكون الجندي بصحة جيدة وان يتمكن من العودة بسرعة الى عائلته. لكنني آمل كذلك في ان يحصل عشرة آلاف أسير فلسطيني معتقلين لدى اسرائيل على الاهتمام نفسه". وفي تعقيبه على ذلك، قال مدير دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ان الحديث عن اطلاق الجندي سابق لأوانه، موضحاً ان تصريحات عباس اسيء فهمها، وقال لشبكة"سي ان ان"التلفزيونية الاميركية:"لا اعتقد ان الرئيس عباس قصد القول ان الافراج عن الجندي وشيك"، مضيفاً ان"الجهود مستمرة، لكنني لن اقفز الى نتائج سابقة لأوانها في هذه المرحلة". وفي اطار هذه الجهود، أعلن الناطق باسم كتلة"حماس"البرلمانية صلاح البردويل أن 7 نواب وشخصيات سياسية فلسطينية يشاركون في صوغ مبادرة سياسية للخروج من الأزمة الراهنة. وصرح بأن هذه"المبادرة ترتكز على بندين مهمين هما: فك الحصار عن الشعب الفلسطيني ووقف العدوان الاسرائيلي في مقابل هدنة متبادلة، وتبادل الأسرى بشكل متزامن". وأشار إلى أن"اللجنة السياسية في المجلس التشريعي شكلت لجنة مصغرة من النواب عبدالله عبدالله وعريقات ومصطفى البرغوثي ومحمد فرج الغول ونبيل شعث وزياد أبو عمرو"اضافة الى البردويل نفسه. وأوضح البردويل أن اللجنة المصغرة ستبدأ مشاورات جادة مع عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية والفصائل الفلسطينية في شأن بنود المبادرة السبت المقبل، قبل عرضها على اللجنة السياسية التي سترفعها بدورها إلى المجلس التشريعي ليتبنى اصدارها. ولفت إلى أن هذه المبادرة ستأخذ في الاعتبار مبادرة هنية المؤلفة من خمسة بنود والتي تنص على وقف فوري لاطلاق النار بين الفلسطينيين واسرائيل واجراء عملية تبادل أسرى.