حطت أمس، ثلاث طائرات أردنية عسكرية من نوع"تشارلي 130"على المدرج الغربي لمطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، المقفل بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان منذ أسبوعين، والتي كانت بدأت باستهداف مدرجات المطار بالتحديد. وجاء هبوط الطائرتين تتويجاً لاتصالات دولية من أجل تأمين جسر إنساني بين لبنان والخارج، بهدف إغاثة المصابين وإجلاء الجرحى ذوي الحالات الصعبة. وحطت الطائرة الأولى في العاشرة والنصف قبل الظهر، والثانية في الواحدة بعد الظهر وتلتها الثالثة. وحملت إحدى الطائرات تجهيزات هي عبارة عن مستشفى ميداني نقال، فيما حملت الطائرتان الأخريان معدات طبية ومساعدات. وغادت الطائرات الثلاث مساء. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن مسؤول أردني رفيع المستوى في عمان"أن الأردن حصل على ضمانات إسرائيلية وأميركية لإرسال طائرات الى مطار بيروت تحمل مساعدات وتعمل على إجلاء الجرحى، وان اتصالات تمت خلال الساعات الپ48 الماضية بين الأردن وإسرائيل والولايات المتحدة وأطراف لبنانية تمارس نفوذاً على"حزب الله"من أجل ضمان أمن الجسر الجوي الأردني باتجاه بيروت". ولفت المسؤول الأردني الى أن عمان"استخدمت علاقاتها الجيدة مع واشنطن وتل أبيب بغرض مساعدة الشعب اللبناني". وكان في استقبال الطائرة الأولى وطاقمها في المطار، وزير النقل محمد الصفدي، القائم بالأعمال الأردني محمد الفايز، قائد القوة الأردنية للمستشفى الميداني العسكري العقيد الركن مرتضى مجالي، المدير العام للطيران المدني حمدي شوق وقائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير. وأكد الفايز"ان الأردن وبتوجيهات مباشرة من الملك عبدالله الثاني، سيدعم بكل طاقاته لبنان وشعبه، في هذه المرحلة". وشكر الصفدي المملكة الأردنية الهاشمية والملك عبدالله الثاني والحكومة على"المساعدة القيمة التي قدمت الى الشعب اللبناني وهي عبارة عن مشفى ميداني كامل التجهيزات مع فريق طبي متكامل سيكون في تصرف الجيش اللبناني، إضافة الى نقل زهاء 150 جريحاً الى الأردن للمعالجة جراء إصاباتهم الخطرة". كما شكر الحكومة الأردنية على"المبادرة التي قامت بها مع الجهات المعنية وأدت الى فتح المطار أمام الطائرات العسكرية الأردنية". وأوضح الصفدي"إننا طلبنا من الأممالمتحدة تأمين فتح حدود آمنة وممرات بحرية وبرية وجوية لمرافئ بيروت وطرابلس وصور، إضافة الى مطار بيروت، لتأمين إمدادات غذائية وطبية وغيرها لمساعدة النازحين. إلا أننا لم نتلق حتى الآن أي جواب رسمي في هذا الشأن. إن هذا الموضوع يعالج مع الأممالمتحدة ونحن في انتظار الجواب الإيجابي، ونتمنى ان نتبلغه في أسرع وقت ممكن، وطبعاً في حال بُلِّغنا بالجواب الإيجابي ستكون هذه الممرات تحت إشراف الأممالمتحدة وغطائها. واتفق مع الهيئة العليا للإغاثة على تأمين المساعدات وتسلمها عبر المرافئ ونقلها الى مستودعات الهيئة، ليصار بعدها الى توزيعها على مختلف الأراضي اللبنانية". وقدر الوزير الصفدي قيمة"الخسائر التي لحقت بلبنان حتى الآن، جراء العدوان الإسرائيلي المتكرر عليه من تدمير جسور ومرافئ وبنى تحتية بنحو بليوني دولار"، مشيراً الى انه"رقم غير نهائي باعتبار ان القصف العشوائي والتدميري مستمر على المنشآت الحيوية كلها". وأكد شوق"إن المدرج الغربي رقم 16 صالح لاستقبال مثل هذه الطائرات العسكرية"، مشيراً الى"أن حجم الأضرار كبير على المدارج ولا يمكن تقديره الآن، وان هناك كلاماً عن مساعدات إنسانية أخرى". وكانت وصلت أول من أمس، براً، فرقة من سلاح الهندسة الملكي الأردني الى لبنان من طريق دمشق وبدأت على الفور أعمال الإصلاحات في مدرجين في المطار، أحدهما بطول كيلومترين لاستقبال طائرات عسكرية أردنية من طراز"هركوليز سي -130"والآخر بطول ثلاثة كيلومترات لاستقبال طائرات"ايليوشن". وقال المسؤول ان"فريق سلاح الهندسة الملكي يستخدم معدات لبنانية لإصلاح مدارج المطار تمهيداً لإعادة فتحه". وسيرسل الجيش الأردني غداً الجمعة طائرة محملة مساعدات إنسانية الى لبنان على أن ترسل الهيئة الخيرية الهاشمية مساعدات إضافية السبت.