توصلت المفاوضات الأميركية - الفلسطينية من خلال الوسيط اللبناني الى اتفاق على الانسحاب بعد وصول القوات المتعددة الجنسية الى بيروت وتمركزها في منطقة المرفأ لتنظيم الخروج من العاصمة. واستمر التفاوض على سلسلة تعريفات مثل معنى "الشرف العسكري"، و"السلاح الثقيل" و"أمن المخيمات" وغيرها من مفاهيم لتحديد المسؤولية المادية والمعنوية. الملاحظات الأميركية بتاريخ 19/8/1982 وتدابير الانتقال 1- تونس: علمنا أن الحكومة التونسية مستعدة لاستضافة عناصر م. ت. ف. الذين يغادرون بيروت. وعلمنا ايضاً انه من الضروري التقدم بطلب رسمي الى الحكومة التونسية بهذا الشأن، وهذا ما يفترض القيام به من قبل م. ت. ف. 2- اليمن الشمالي: اعلمتنا الجمهورية العربية اليمنية بأنها قررت قبول خمسمئة عنصر فقط، وقيل لنا إن مكتب م. ت. ف. في صنعاء بلغ هذا القرار وأيضاً ان جميع عناصر م. ت. ف. المتوجهة الى اليمن يجب ان تكون من عناصر فتح. ولقد اعلمنا أن العدد المقبول من المتوجهين الى هناك لا يشتمل على المتطوعين اليمنيين الذين قد يغادرون بيروت من ضمن خطة المغادرة. من المهم جداً ان تتصل م. ت. ف. بسلطات اليمن الشمالي فالخطة تعتمد على مغادرة ألف عنصر من م. ت. ف الى اليمن الشمالي. وان خفض العدد الى خمسمئة سيخلق مسائل جسيمة يقتضي التغلب عليها. هل ان م. ت. ف. تفكر بارسال المتطوعين اليمنيين كجزء من الألف المنوه عنهم في اتصالات سابقة. 3- الجرحى والمرضى من الفلسطينيين: من المهم ان نعلم نحن ... وهيئة الصليب الاحمر الدولي، بأسرع ما يمكن عدد الجرحى المطلوب نقلهم بحراً الى اليونان على متن السفينة المستشفى التابعة لهذه الهيئة ووفقاً لعرض الحكومة اليونانية بالاعتناء بأولئك الاشخاص. لا يكفي معرفة عددهم، بل متى يمكن ان يكونوا جاهزين للنقل. من وجهة نظرنا، يجب ان يتم هذا الامر في مهلة اقصاها 22 آب اغسطس 1982، اذا كان لدى م. ت. ف. مخططات اخرى لارسال الجرحى والمرضى الفلسطينيين فيقتضي اعلامنا فوراً بذلك. ونشير الى ان الحكومة المصرية عرضت خدماتها الصحية لأولئك الاشخاص. 4- مهمة اخرى لهيئة الصليب الاحمر الدولي: الوقت ضاغط ومن الضروري ان نعلم عما اذا كانت م. ت. ف. ترغب بأن تقوم هذه الهيئة بنقل عناصر اخرى من م ت ف. لقد قمنا بتدابير معقدة وبالتعاون الوثيق مع هيئة الصليب الاحمر الدولي لاستئجار بواخر واحضارها الى بيروت وفقاً لبرنامج مغادرة محدد. وكان تعاون هذه الهيئة في اتخاذ هذه التدابير لا يقدر بثمن. نريد ان تقرر الآن م. ت. ف. في ما اذا كانت ترغب بأن تقوم الهيئة بهذا الدور. في حال الايجاب عليها اعلام الهيئة للمساعدة في مغادرة عناصر م. ت. ف. 5- الاردن كبلد مقصد: اعلمتنا الحكومة الاردنية انها جاهزة لمعالجة مسألة مقاتلي م. ت. ف. والتدقيق فيها قبل المغادرة من بيروت الى الاردن عبر قبرص. انما هي بحاجة الى قائمة بالأسماء. وزارة الاراضي المحتلة كانت على اتصال بمكتب م. ت. ف. للحصول على اللائحة التي يمكن للاردن بموجبها اعلام م. ت. ف. عن اسماء المقبولين. والا قد نصل الى وضع نكتشف فيه بعد وصول عناصر من م. ت. ف. الى قبرص بأنه لا يمكنهم دخول الاردن. والحكومة القبرصية لا ترغب بأن توضع في موقف حيث يكون عندها عناصر من م. ت. ف. لا مكان يغادرون اليه. تحتاج الحكومة الاردنية الى 48 ساعة للتدقيق بالأسماء، وبعد ذلك تؤكد موافقتها بأسماء المقبولين، وسترسل فريق ارتباط الى قبرص للمساعدة في اجراءات النقل الجوي من هناك الى الاردن. لقد فوجئنا بأن م. ت. ف. تقدر عدد المغادرين الى الاردنوالعراق ب400 عنصر. نرغب بالحصول على تفصيل لهذا العدد، اي معرفة عدد المغادرين الى الاردن والى العراق كل على حدة. 6- اليمن الجنوبي: لا يمكننا التأكيد بعد بأن اليمن الجنوبي جاهز لاستقبال 1000 عنصر من م. ت. ف. وبالطبع لدينا صعوبات بالاتصال اذ ليس لدينا علاقات ديبلوماسية مع هذا البلد. الاجتماع بالفرنسيين بتاريخ 19/8/1982 بعد الاجتماع مع فيليب حبيب توجهتا في اليوم نفسه بعد الظهر الى مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر وكان محيط القصر وبعض انحائه تعرضا لأضرار بالغة نتيجة القصف الاسرائىلي، حيث اجتمعت مع مسؤولين عسكريين ومدنيين. وكان الفرنسيون جاهزين للتمركز في المرفأ والتعاون مع الجيش اللبناني هناك. - كان من المقرر ان يتم اجلاء الاسرائىليين عن المرفأ قبل دخول وحدة الجيش اللبناني اليه والتي كان المتفق عليه ان تتخذ مواقعها يوم الجمعة 20 آب الساعة السادسة مساء بعد انسحاب الاسرائىليين. - تم الاتفاق ان تصل الدفعة الاولى من المغادرين بحراً يوم السبت 21 آب الساعة 00،11 صباحاً وان تتألف كل دفعة من 3 شاحنات وان يكون هناك فاصل عشرين دقيقة بين الدفعات. - طلب الفرنسيون اتخاذ تدابير احترازية من قبل الفلسطينيين لجهة عدم تخزين السلاح او تلغيمه تلافياً لوقوع حوادث. وهذا التدبير يتقيدون به اثناء الابحار. الملاحظات الفلسطينية بتاريخ 20/8/1982 حول خطة المغادرة والملاحظات الاميركية بتاريخ 19/8/1982 1- تونس: بما يتعلق بموضوع الاتصال مع تونس فقد قمنا بهذا الاتصال سابقاً وقد ابلغتم به في مذكراتنا السابقة كما قمنا بتسليم دولة رئىس الوزراء اللبناني صورة عن المراسلات بيننا وبين الحكومة التونسية وموافقتها على استقبال 1000 مقاتل. 2- اليمن الشمالي: سنقوم بارسال 500 مقاتل فلسطيني الى اليمن الشمالي وما يزيد سيكونون من المتطوعين اليمنيين. 3- الجرحى والمرضى: في ما يتعلق بهذا الموضوع نقترح بأن يتم التنسيق في ما بيننا وبين هيئة الصليب الاحمر الدولي لفرز الجرحى الذين سيتم نقلهم بحراً والذين سيتم نقلهم براً الى سورية. علماً ان تقديم الاعداد وجاهزية الحركة لهؤلاء الجرحى لن تكون ميسرة قبل 25/8/1982. 4- بما يتعلق بتقديم المساعدة من قبل هيئة الصليب الاحمر الدولي بنقل المقاتلين الفلسطينيين، فنرجو ان نذكركم بمذكراتنا السابقة ونعتقد بأن البواخر التي ستحضر لنقل المقاتلين، إضافة الى ثلاث بواخر اضافية يونانية طلبناها للمساعدة في نقل المقاتلين، هي كافية لهذا الغرض، مع التأكيد على تقديرنا لدور هيئة الصليب الاحمر الدولية الانساني في نقل الجرحى والمساهمة في تبادل الاسرى والجثث والبقايا. 5- الاردن: نود ان نعلمكم بأن العدد المغادر للاردن هو فقط 265 وهم جميعاً جزء من قوات جيش التحرير الفلسطيني الموجود حالياً في الاردن. ولن تكون هناك اعداد اضافية تقتضي التدقيق او القوائم المسبقة. وقد احطنا الحكومة الاردنية علماً بذلك. وجميع اسماء وذاتيات هذه الوحدة هي موجودة لدى قيادة الجيش الاردني. والعدد المغادر الى العراق هم عناصر من جبهة التحرير العربية وعددهم 135. 6- اليمن الجنوبي: ابلغناكم في مذكراتنا السابقة عن ترحيب اليمن الجنوبي بأي عدد ترغبه م. ت. ف. ونقترح للتأكد من طرفكم من هذا الموضوع ان يكون اتصالكم بالحكومة اليمنية من خلال اي سفارة يمكن ان تقدم هذا التأكيد. 7- في ما يتعلق بالأعداد النهائية لبلدان المقصد فهي الأعداد المذكورة نفسها في مذكرتنا تاريخ 13/8/1982 ومن المحتمل ان يجرى تعديل على العدد المغادر للجزائر ليكون 600 بدلاً من 200. 8- بما يتعلق بخطة التنقل داخل بيروت، اقترح تزويدنا بالتوقيتات النهائية لوصول البواخر حتى يتسنى لنا ذلك. ويمكن ترتيب كل هذه التفاصيل مع لجنة الارتباط اللبنانية - الفلسطينية. 9- بما يتعلق باستفسارنا الشفهي من خلال العميد نبيل قريطم حول المفهوم في تصنيف قاذف RPG فإننا نعتبر ان هذا السلاح سلاح فردي. ونرسل لكم نموذجاً من هذا السلاح للاطلاع عليه والذي يستخدم من قبل رجل واحد. ملاحظات فلسطينية بتاريخ 21/8/1985 1- نود ان نعلمكم بأن الحكومة اليونانية قد ابلغتنا بأنها تقدمت بطلب من الحكومة الاميركية لتقديم ضمانات للبواخر التي طلبت من قبلنا وهي ثلاث بواخر للركاب وباخرة للجرحى، ولكنهم تلقوا رداً اميركياً بعدم علمهم بهذا الطلب من م. ت. ف. 2- نود ان نذكركم بأننا كنا قد اعلمناكم بمذكراتنا السابقة عن هذا الموضوع، وقد طلبتم من العميد قريطم معلومات مفصلة عن هذه البواخر مثل اسمها وعلمها واستيعابها وموعد وصولها ولم نتمكن من تقديم هذه المعلومات لعدم توافرها بطرفنا. نود ان نشكركم على الجهود التي تبذلونها في تأمين البواخر للمغادرين وكذلك الطائرات ونرجو ان نشعركم بأننا نرغب بتحمل كافة مصاريف ونفقات السفر براً وبحراً وجواً لجميع مراحل التنقل لكافة بلدان المقصد ونغدو ممتنين لو تكرمتم باعلامنا تفاصيل النفقات والجهة التي تسدد لها هذه النفقات. ملاحظات الولاياتالمتحدة على مغادرة عناصر م. ت. ف. الى الاردنوالعراق بتاريخ 21 آب 1982 1- نقدر المعلومات التي قدمتها م. ت. ف. في ما يتعلق بأعداد الاشخاص الذين سيقبلون في بلدان مختلفة. 2- لقد وافقت الحكومة اليونانية على فصل خمسة ضباط عسكريين لمرافقة المغادرين الى لارنكا. سيلتحق هؤلاء الضباط بالباخرة Sol Georgious عندما تدخل الحوض هذا الصباح الساعة التاسعة وسيقومون بكل ما يلزم من جهود لتسهيل العمل قبل المغادرة. 3- ان م. ت. ف. اصبحت الآن على علم بالشروط التي ستسمح بموجبها الحكومة الاردنية للمغادرين بالدخول الى الاردن. وليكن معلوماً بأن كل عنصر يغادر على Sol Georgious لا يتمكن من الدخول الى عمان سيذهب الى العراق. 4- يتوجب بعد الصعود الى Sol Georgious ان تفصل الذخيرة عن الاسلحة وألا توضب بالمستوعبات نفسها بل كل منها على حدة. من المعلوم أن كل صناديق الاسلحة سترافق عناصر م. ت. ف. الى وجهات المقصد. اما صناديق الذخيرة فيفترض معالجتها بصورة مختلفة لشدة تخوف الخطوط الجوية من نقل الذخائر الحية على متن طائرات تجارية. 5- تعديل على خطة المغادرة التي سلمت في 18 آب: - الفقرة الثالثة تقرأ "مراقبو الأممالمتحدة" مجموعة مراقبي الأممالمتحدة الموجودين في بيروت سيتابعون عملهم في هذه المنطقة. 6- ربطاً على سبيل المعلومات سيناريو تحرك عناصر م. ت. ف. الى الاردنوالعراق. وهذا يعني الاذعان لقرار اسرائىل برفض تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 516 تاريخ 1/8/1982 الذي طالب بوقف فوري للنار في لبنان وعبر حدوده وبارسال مراقبين دوليين لمراقبة الوضع في بيروت. سيناريو تحرك عناصر م. ت. ف. الى الأردنوالعراق - السبت 21 آب: الساعة 00،9 - تدخل الباخرة sol Georgious الى الحوض الثاني الرصيف الخامس. الساعة 00،11 - تبدأ عناصر م. ت. ف. بالوصول الى المرفأ وتبدأ عمليات الصعود الى السفينة فوراً مع اخذ كل الاحتياطات اللازمة في ما يتعلق بالذخائر والأسلحة. تبحر السفينة الى لارنكا فور الانتهاء من صعود عناصر م. ت. ف. إليها ومن المؤمل ان يتم ذلك حوالى الساعة 00،14. ستواكب مدمرتان تابعتان للأسطول السادس السفينة sol Georgious من حدود المياه الإقليمية اللبنانية الى حدود المياه الإقليمية القبرصية. - الأحد 22 آب: صباحاً: ستأخذ السلطات القبرصية على عاتقها نقل عناصر م. ت. ف. من السفينة الى المطار وكذلك الأسلحة والذخائر المؤمنة Secured لقد تم تأمين طائرتين لنقل عناصر م. ت. ف. الى وجهات المقصد: - بوينغ 747 لنقل 265 عنصراً الى عمان. - بوينغ 707 لنقل 135 عنصراً الى بغداد. تدابير المغادرة تمت تحضيرات مغادرة م. ت. ف. ومقاتليها بحراً عبر: - المحادثات غير المباشرة بين أطراف عدة: م. ت. ف. - الحكومة اللبنانية - الحكومة الإسرائيلية - الجانب الأميركي والتي أدت الى الاتفاق على عملية المغادرة. - المحادثات بين م. ت. ف. وكذلك الجانب الأميركي ودول عربية لاستقبال قيادات من م. ت. ف. وأعداد من المقاتلين الفلسطينيين. - المحادثات بين الأميركيين ودول اوروبية لتشكيل قوة متعددة الجنسيات والتي تألفت بالنهاية من قوات فرنسية وأميركية وإيطالية. - تنظيم عمليات النقل والانتقال الى بلدان المقصد. كان الجانب الأميركي هو الذي يقوم بهذه المهمة بالتحديد السيد Covey من اعضاء فريق فيليب حبيب والذي كنت على اتصال دائم معه لتنسيق عملية المغادرة وفقاً لبرنامج نظم لهذه الغاية ويحدد بدقة تاريخ وصول البواخر، سعتها، تاريخ ابحارها، بلد المقصد والوقت المحدد للوصول إليه. هذا البرنامج كان عرضة احياناً وفي آخر لحظة لمسائل طارئة ناجمة عن جهوزية البواخر التي تنقل المغادرين وهي بواخر تجارية يونانية. المشكلة مع هذه السفن انها لم تكن احياناً جاهزة للحضور في الوقت المناسب لأنها تعمل بين الجزر اليونانية. لذا كان على الفريق الأميركي ان يطلب مساعدة الحكومة اليونانية لمعالجة اي تأخير محتمل في وصول البواخر. وبالفعل تمت عملية المغادرة من دون اي تأخير ووفقاً للبرنامج المعد سلفاً لهذه الغاية. وكانت الحكومة اليونانية تشترط قبل المساعدة الضمانة الأميركية لحماية السفن التي تقوم بإرسالها عوضاً عن السفن المتخلفة. هناك مشكلة اخرى برزت آخر لحظة وهي نقل اشخاص مع اسلحتهم وذخيرتهم على بواخر تجارية وهذا مخالف لقوانين النقل البحري، إذ من المفروض وضع الأسلحة في صناديق خاصة بالأسلحة والذخائر، ولم تكن هذه البواخر مجهزة بصناديق لهذه الغاية، فاقترحت على فيليب حبيب ان تجهز هذه البواخر بحاويات عادية تستعمل صناديق للأسلحة والذخيرة كل منها على حدة. وهكذا كان. تجميع دفعات المقاتلين المغادرين والانتقال الى المرفأ كان الملعب البلدي في محلة الطريق الجديدة افضل مكان لتجميع المقاتلين المغادرين وصعودهم الى الشاحنات. طريق الانتقال من الملعب البلدي الى المرفأ كان يمر في البداية عبر شارع مار الياس الى منطقة وادي ابو جميل ثم مقهى الحاج داوود فالمرفأ، إذ ان اكثر طرقات بيروت الغربية كانت مسدودة بحواجز ترابية. ظهرت صعوبات باستعمال هذا الطريق فاستعيض عنه في ما بعد بالطريق المحاذي للبحر بعد ان ازيلت عنه الحواجز الترابية. الجيش اللبناني امّن وسائل النقل بواسطة عشرين شاحنة. كانت الشاحنات تحضر صباح كل يوم من ثكنة الياس الطرابلسي قرب المستشفى العسكري في بيروتالشرقية الى الملعب البلدي عبر طريق المرفأ إذ ان بقية المعابر بين بيروتالشرقيةوبيروت الغربية كانت مقطوعة. كان يواكب قافلة المغادرين من الملعب البلدي الى المرفأ عناصر مواكبة من قوى الأمن الداخلي، وكذلك ضابطان من الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع هما الرائدان مختار خطاب وأحمد الجارودي. كنت أذهب باكراً الى المرفأ للتثبت من ان جميع ترتيبات المغادرة هناك قد اتخذت واعتمد على الضابطين المذكورين لإبلاغي عن اي حادث طارئ اثناء التحرك نحو المرفأ. التدابير في المرفأ كان يفترض ان تتمركز في المرفأ عناصر من الجيش اللبناني معهد التعليم بإمرة العقيد محمد سهيل دارغوث مع 350 عنصراً من طلائع القوة الفرنسية المشاركة في القوة المتعددة الجنسيات وذلك مساء 20/8/1982 اي عشية اول يوم من المغادرة بحراً في 21/8/1982. إنما ماطل الإسرائيليون بالانسحاب من المرفأ ولم يغادروا كافة المراكز هناك إلا في صباح 21/8/1982 وبعد ان تدخل فيليب حبيب شخصياً على ارض المرفأ. توزعت عناصر الجيش اللبناني على مداخل المرفأ على تسعة مراكز ومعها عناصر من القوة الفرنسية. يضاف الى هذه القوى عناصر من الشرطة العسكرية في الجيش اللبناني لمواكبة دفعات المغادرين من "بوابة الشامية" حتى مكان الترجل من الشاحنات عند قاعة المسافرين في المرفأ. - تم تركيز مفرزة من الأمن العام قبالة رصيف الإبحار لتسجيل اسماء المغادرين تنفيذاً لما تم الاتفاق عليه مع الجانب الأميركي. - اثناء الصعود الى الباخرة، كان يوجد دائماً على مقربة من الرصيف فصيلة من القوة المتعددة الجنسيات. - كنت أشرف على عملية الإبحار من لحظة وصول المغادرين وترجلهم من الشاحنات وحتى صعودهم الى الباخرة ومن ثم اقلاعها. لقد فصلت السفارة الأميركية الى المرفأ ضابط ارتباط مدني اميركي مع جهاز اتصال مع السفارة الأميركية في اليرزة للإبلاغ عن اي حادث طارئ أو لإبلاغي رسالة ما. آلية العمل داخل المرفأ كانت الشاحنات تتوقف خارج المرفأ، وكل عشر دقائق تقريباً كانت تدخل المرفأ خمس شاحنات تواكبها عناصر من الشرطة العسكرية لغاية وصولها الى قاعة المسافرين حيث يترجل المغادرون ليتقدموا من الأمن العام على الرصيف لتسجيل اسمائهم، كان كل مقاتل يحمل سلاحه الفردي وعلى ظهره حقيبة صغيرة. وقبل الصعود الى الباخرة كان المغادر يعطي اسمه الى الأمن العام. بطبيعة الحال لم تكن الأسماء حقيقية ونحن من جانبنا لم نكن ندقق بصحتها وفقاً لبطاقة الهوية بل كان الأمن العام يكتفي بالاسم الذي يعطى له. اما القيادات الفلسطينية، فكنت استلم لائحة من م. ت. ف. بأسماء المغادرين منهم وأسلمها الى فيليب حبيب حتى يتأكد من مغادرة هذه القيادات.