تابع المسؤولون اللبنانيون، وعلى مختلف المستويات، معالجة ازمة اللبنانيين في ساحل العاج، ووضع المجلس الأعلى للدفاع خطة عملانيّة لمساعدتهم وإجلاء من يرغب في ذلك منهم. وترأس رئيس الجمهورية ميشال سليمان اجتماع المجلس عند الاولى بعد ظهر امس في القصر الجمهوري في بعبدا لدرس السبل والجهود الآيلة الى حماية أفراد الجالية اللبنانية في ساحل العاج ومساعدتهم، وحضره رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ووزراء الاشغال العامة والنقل غازي العريضي والخارجية والمغتربين علي الشامي والداخلية والبلديات زياد بارود والمال ريا الحسن، اضافة الى كل من قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام للنقل البري والبحري ومندوب من طيران الشرق الاوسط. وتغيب وزيرا الدفاع الوطني الياس المر والاقتصاد والتجارة محمد الصفدي لوجودهما خارج البلاد. وبعد الاجتماع تلا الأمين العام للمجلس اللواء الركن عدنان مرعب بياناً اعلن فيه ان «المجلس اطلع على تطورات الاوضاع في ساحل العاج، وعلى التدابير والجهود التي بذلتها الدولة ومؤسساتها المعنية حتى الآن، وبحث وضع خطة عملية لمساعدة افراد الجالية اللبنانية في ساحل العاج وتأمين أفضل السبل لحمايتهم وتأمين حاجاتهم الاساسية وإجلاء من يرغب منهم خارج ساحل العاج، وذلك بالتنسيق مع السفارة اللبنانية والسلطات الرسمية المعنية والاممالمتحدة». وأضاف: «بعد التداول وزع المجلس المهمات على الوزارات والاجهزة المعنية وأعطى التوجيهات اللازمة للتمكن من متابعتها وتنفيذها». وكان سليمان التقى قبل الاجتماع الحريري وعرض معه التطورات. وكشف الوزير الشامي في مؤتمر صحافي أنه سيرسل 3 سفراء ومستشارين الى أبيدجان فجر غد الخميس لمساعدة البعثة والجالية اللبنانية. 650 لبنانياً تحت الحماية الفرنسية وتابع الرئيس الحريري الجهود التي تبذلها القوات الفرنسية في ساحل العاج للمساعدة على تأمين الحماية للجالية اللبنانية هناك، والتقى لهذه الغاية قبل ظهر امس في بيت الوسط السفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون في حضور المستشار محمد شطح. وقال السفير الفرنسي بعد اللقاء: «أطلعت الرئيس الحريري على المهمات التي تضطلع بها القوات الفرنسية في ساحل العاج لتأمين حماية الرعايا اللبنانيين، وقد استقبلنا المئات منهم ووصل عددهم بالامس الى 650 وهم الآن تحت حماية القوات الفرنسية». وأضاف: «اليوم لم يستطع أي مدني الوصول الى مطار ابيدجان على رغم ان حركة الملاحة متوافرة فيه ونحن نأمل بأن تعود الحركة فيه الى طبيعتها وتعاود شركة الخطوط الجوية الفرنسية عملها هناك في شكل طبيعي، مع العلم ان ما يقارب ال12 الف فرنسي في ابيدجان والحكومة الفرنسية لم تتمكن بعد من المباشرة بعلمية الاجلاء، لذا فإن من يرغب في مغادرة البلاد، عليه ان يقوم بذلك على مسؤوليته الخاصة». وأكد ان «القوات الفرنسية تبذل قصارى جهدها لتأمين سلامة الاشخاص الذين لجأوا الى حمايتها وسنستمر بالقيام بذلك في اطار الصداقة مع لبنان والتضامن مع المواطنين المهددين. ان الاوضاع تتطور هناك بسرعة وافضل سبيل لتأمين حماية الاشخاص هو في عدم التنقل ومغادرة اماكن تواجدهم، وهذا، وان لم يكن يشكل حماية مطلقة، الا انه يشكل خطوة اولى في هذا الاتجاه». وقال: «اننا نقوم باتصالات مع السلطات اللبنانية وجاء لقائي مع الرئيس الحريري في هذا الاطار وكنت التقيت امس وزير الخارجية علي الشامي وعدداً من الشخصيات السياسية اللبنانية»، مشيراً الى ان فرنسا «تبذل كل ما في وسعها لحماية الارواح في ساحل العاج حيث الوضع معقد الآن، فابيدجان مدينة كبيرة وفيها العديد من الجاليات الاجنبية وهناك حوالى 80 الف لبناني و12 الف فرنسي، لذا فليس من الممكن، لا سياسياً ولا امنياً تأمين الحماية للجميع». لقاء الحريري - اردوغان وكان الحريري التقى اول من امس في انقرة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وأجرى معه محادثات تناولت آخر المستجدات الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية بين البلدين. وعقد الحريري بعد اللقاء محادثات مع وزير الخارجية أحمد داود أوغلو خلال مأدبة عشاء أقامها الأخير في منزله على شرفه حضرها نادر الحريري والمستشار هاني حمود وعدد من كبار موظفي وزارة الخارجية التركية واستمرت ساعتين، تم خلالها استكمال المواضيع التي بُحثت في اللقاء مع رئيس الحكومة التركية. ميقاتي يتشاور مع بري والشامي بدوره اجرى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة من الاتصالات بعدد من أركان الجالية اللبنانية في ساحل العاج الذين أبلغوه أن «اللبنانيين بخير وأن المشكلة الاساسية التي تواجهم حالياً هي كيفية تسهيل انتقالهم الى الدول المجاورة»، لافتين الى «وجود صعوبات واشكالات عدة في هذا الموضوع». وعلى الأثر اجرى ميقاتي، بحسب بيان لمكتبه الاعلامي، إتصالاً بالوزير الشامي أطلعه خلاله على الوضع، متمنياً «تكثيف الاتصالات عبر البعثات اللبنانية في الدول المجاورة لساحل العاج لتسهيل انتقال اللبنانيين إليها وإقامتهم فيها حتى استتباب الأوضاع وإرسال طائرات لبنانية الى الدول المجاورة لتسهيل عودة اللبنانيين الى بيروت، الى حين تمكن طيران الشرق الوسط من تسيير رحلات مباشرة الى مطار أبيدجان». كذلك تبلغ من الجالية اللبنانية أن الوضع الأمني داخل أبيدجان «لا يزال مضطرباً والتنقل حذر جداً، وأن التعديات التي لحقت بمؤسسات اللبنانيين وممتلكاتهم تراجعت حدتها بعد سلسلة التدابير الوقائية الفردية التي اتخذها اللبنانيون». وأجرى ميقاتي أيضاً إتصالاً هاتفياً برئيس المجلس النيابي نبيه بري بحثا خلاله في أوضاع اللبنانيين في ساحل العاج و «الاجراءات الضرورية لتأمين سلامتهم». تنسيق مع الاممالمتحدة والاردن وفي الاممالمتحدة شدد السفير اللبناني نواف سلام على اهمية دور قوة عملية الاممالمتحدة في ساحل العاج في حماية افراد الجالية اللبنانية المعرضين للتهديد. واطلع سلام من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ودائرة حفظ السلام في المنظمة الدولية على مناطق انتشار القوة. واتصل للغاية نفسها بالبعثة الفرنسية في الاممالمتحدة للتنسيق في شأن حماية الجالية اللبنانية وتسهيل وصول الراغبين من افرادها الى مطار ابيدجان. واجرى اتصالات مماثلة بالبعثة الاردنية لوجود كتيبة لها من ضمن عملية الاممالمتحدة المنتشرة هناك. تسهيل مرور بلا اذونات الى ذلك عقد الامين العام المركزي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بيار الاشقر اجتماعاً استثنائياً حضره عدد من اركان الجامعة في المجلس القاري الافريقي، اطلعوا خلاله على النشاطات التي يقوم بها الرئيس العالمي احمد ناصر ومتابعته للاوضاع من خلال اتصالاته برئيس الجالية في ابيدجان نجيب زهر وسفير لبنان علي عجمي. وقال الاشقر ان مسعد حجل اتصل خلال الاجتماع برئيس الكاميرون الذي اعطى تعليماته لمراكز الحدود لاستقبال اللبنانيين الآتين من ابيدجان من دون اي معاملات. كما اعلن رئيس المجلس الوطني في ليبيريا عزت عيد تأمين كل ما يلزم لاستضافة اللبنانيين في منروفيا وتم التنسيق مع الامن العام الليبيري لتسهيل مرورهم من دون معاملات واذونات مسبقة. وأعلن الاشقر استعداد اللبنانيين في مختلف الدول الافريقية لاستضافة النازحين واجلاء من يرغب منهم الى لبنان.