قال نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق اللواء دان هارئيل إن حزب الله رفض طلب حركة حماس بمهاجمة شمال إسرائيل من الأراضي اللبنانية خلال الحرب على غزة. ونقلت صحيفة هآرتس عن هارئيل قوله خلال مؤتمر دولي حول "تفعيل النيران" الذي ينظمه سلاح المدفعية وعقد في بلدة زِخرون يعقوب"، إن "الجيش الإسرائيلي يعلم بأنه خلال العملية العسكرية (الرصاص المصبوب) طلبت حماس مرتين من قادة حزب الله إطلاق قذائف صاروخية على الشمال لكنهم قرروا عدم الاستجابة". وأضاف هارئيل، الذي ألقى محاضرة في المؤتمر حول "تفعيل النيران خلال الرصاص المصبوب"، أنه "عمليا، قرر حزب الله منذ انتهاء حرب لبنان الثانية ألا يطلق (صواريخ) ولو حتى مرة واحدة باتجاه إسرائيل". وتابع أن تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أن "ارتداع" حزب الله من إطلاق صواريخ نابع من الخوف من رد فعل إسرائيلي شديد جدا سيلحق ضررا بمكانة حزب الله داخل لبنان وأن هذا الأمر هو "دليل على القيادة الإيرانية تكبح قادة حزب الله". وقال هارئيل، الذي كان نائب لرئيس اركان الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على غزة، إن الهجوم المكثف على البنية التحتية لحماس ومواقعها أدت إلى "انكسار المنطق القتالي لحماس بشكل كامل، وهي، ببساطة، لم تأت لمواجهة قوات الجيش الإسرائيلي وكانت هناك مشكلة في العثور على العدو لمقاتلته بسبب شدة ضربة النيران (الإسرائيلية) وقيادة حماس اختبأت". ومن جهة أخرى، تطرق هارئيل إلى إطلاق حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة القذائف الصاروخية على المدن والبلدات في جنوب إسرائيل خلال الحرب على غزة وقال إن هذه كانت المرة في حياته العسكرية التي كانت لديه فيها اعتبارات "قانونية وشرعية" بشأن مهاجمة أهداف وإدارة القتال وتحديد قواعد حذر لمنع إصابة المدنيين "غير الضالعين في القتال" وبذل جهد كبير في تحذير المدنيين الفلسطينيين من هجمات. ويذكر أنه في مقابل هذا الادعاء من جانب الجيش الإسرائيلي فإن تحقيقات إسرائيلية غير حكومية وأخرى دولية أظهرت أن الجيش الإسرائيلي استخدم قوة عسكرية مفرطة خلال الحرب على غزة، إلى حد اتهام الجيش بارتكاب جرائم حرب وانتهاك قوانين الحرب والقانون الدولي. من جانبه، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي في المؤتمر نفسه إنه في الغارات الجوية الأولى للطيران الحربي الإسرائيلي في اليوم الأول للحرب تم تدمير 60% من مواقع حماس لإطلاق الصواريخ، علما أنه في هذه الغارات، التي كان بين أهدافها مركزا للشرطة الفلسطينية، أسفرت عن مقتل 150 شرطيا على الأقل، وهؤلاء ليسوا من مقاتلي حماس أو الفصائل الفلسطينية الأخرى. وأضاف أشكنازي أن الجيش الإسرائيلي وصل إلى "هذه القدرات" بفضل "المعركة بين الحربين" التي تم خلالها جمع معلومات استخبارية دقيقة بشأن البنية التحتية لحماس. وتابع أشكنازي أنه في الحروب المستقبلية لن تكفي "قدرات النيران عن بعد والمعلومات الاستخبارية وإنما سيتعين علينا الدمج بين مُركبات النيران (أي القصف الجوي والبري والبحري) والاجتياح البري". وتوقع أشكنازي ألا تواجه إسرائيل جيوشا نظامية في الحروب المستقبلية وإنما هذه الحروب ستدور في مناطق مأهولة ومكتظة بالسكان "ويجب أن نكون قادرين على إيجاد العدو في هذا الحيز وفصله عن السكان".