سلم السفير الاميركي جيفري فيلتمان بعد ظهر أمس الدفعة الاولى من المساعدات الانسانية المخصصة للبنان الى رئيس بعثة الصليب الاحمر الدولية اندرياس ويغر، في مقر السفارة الاميركية في عوكر، على أن تتولى اللجنة توزيعها على المحتاجين"في أكثر المناطق تضرراً". وتتكون الشحنة من صندوقين كبيرين يحتويان على مواد طبية للحاجات الاساسية، وتكفي عشرة الآف شخص لمدة ثلاثة أشهر، وتم تسليمها عبر مكتب مساعدة البلدان المنكوبة التابع للوكالة الاميركية للتنمية الدولية . وقال فيلتمان في كلمة للصحافيين:"ما ترونه خلفي جزء من ال30 مليون دولار التي قررتها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لضحايا لبنان. فالولايات المتحدة قلقة جداً على الوضع الانساني في هذا البلد". وأضاف:"تستجيب هذه المساعدات أيضاً لدعوات الاممالمتحدة وهي ستلبي الحاجات الملحة للنازحين. وكما ترون في هذين الصندوقين علباً تحوي معدات طبية للمساعدات الأولية، وهناك شحنتان مماثلتان إضافيتان سيتم توزيعهما قريباً إضافة الى مساعدات أخرى من الملاءات والفرش". وأنهى فيلتمان كلمته بأن بلاده"لن توفر جهداً لمساعدة الحكومة اللبنانية في هذه الظروف". وفي سؤال ل"الحياة"عن كيفية وصول هذه الدفعة وإذا كان ذلك يعني التوصل إلى اتفاق حول فتح"ممر آمن"أمام مساعدات أخرى، أجاب:"وصلت من طريق قبرص". وأضاف:"كانت الوزيرة رايس واضحة جداً في الاجتماعات التي عقدتها في إسرائيل بضرورة ضمان وصول المساعدات. كما أن اللجنة الدولية للصليب الاحمر والاممالمتحدة تجري مفاوضات مع إسرائيل، ونحن بدأنا بهذه الشحنة لتسريع عملهم، لكننا نريد أن نرى ممرات آمنة لكل المساعدات". وفي سؤال ثانٍ عن الجهة التي تحدد"الحاجات الضرورية"وضمان وصولها إلى أصحابها في الوقت الذي يقبع فيه كثيرون في منازل وليسوا ضمن مراكز إغاثة أو مدارس، قال فيلتمان:"لدينا ثقة كبيرة باللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي ستتولى تحديد حاجات المدنيين خصوصاً ان خبرتها في هذا المجال أطول من خبرتنا نحن، لكننا نعلم إن الشحنة هذه ستذهب الى الجنوب". وعلى هامش المؤتمر، قال مدير الوكالة الأميركية في الشرق الاوسط رؤوف سعيد إن الشاحنات التي ستتكفل إيصال المساعدات الى الجنوب ستسير من دون غطاء، وتحمل علم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في شكل واضح. وأضاف:"سنحاول مع الاسرائيليين بكل جهدنا للتوصل الى ممر آمن في أقرب وقت ممكن". وسئل:"الا تعتقدون بأن من سخرية الأقدار ان ترسلوا مساعدات طبية لضحايا يسقطون بواسطة اسلحة ارسلتموها الى اسرائيل؟". فأجاب:"اعتقد بأن الوزيرة رايس خلال زيارتها المنطقة اعلنت عن دعامتين للتعامل مع هذا النزاع احداهما المساعدات الانسانية والثانية ايجاد ارضية سلام دائم وشامل، ولا يمكننا ان ننتظر نهاية النزاع لنبدأ توزيع المساعدات الانسانية". وسأله أحد الصحافيين إن كانت هذه الشحنة تتضمن أدوية للاسلحة الفوسفورية التي قيل إن الاسرائيليين يستعملونها فأجاب"لست خبيراً طبياً وأعود وأكرر إن هذه العلب تحوي مساعدات طبية أساسية". وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت أعلن في وقت سابق من يوم امس ان اسرائيل تسمح"للطائرات التي تحمل معونات انسانية بالهبوط في مطار بيروت بتنسيق مسبق". ومن جهة أخرى، قال ناطق باسم المفوضية الاوروبية ان الاتحاد الاوروبي سيقدم عشرة ملايين يورو اخرى 12.7 مليون دولار، تضاف إلى مساعدات أخرى تقدر ب10 ملايين يورو جرى الاعلان عنها الاسبوع الماضي. وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن مساعدات إغاثة لأكثر من 20 ألف مهجّر لبناني، ومن ضمنهم الكثير ممن يعيشون في الحدائق العامة والأبنية المزدحمة، لا تزال عالقة في العاصمة السورية دمشق بانتظار تأمين ممر آمن لإيصالها إلى لبنان.