تل ابيب، بروكسيل - أ ف ب، رويترز - انتقدت المفوضية الاوروبية امس اسرائيل بسبب القيود التي تفرضها على تنقل موظفي الوكالات الانسانية في الاراضي الفلسطينية، معلنة زيادة مساعدتها ل"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة" اونروا بمعدل الضعفين تقريبا، فيما بحث رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيللنبرغر مع مسؤولين اسرائيليين في تل ابيب في الوضع الانساني في الاراضي الفلسطينية. وزعم وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز على مسمع رئيس الصليب الاحمر ان اسرائيل "تهتم كثيرا بتحسين ظروف حياة السكان الفلسطينيين" في الضفة الغربية وقطاع غزة. وافاد بيان لمكتب بيريز انه قال لكيللنبرغر ان "اسرائيل تتحرك مع ذلك في مواجهة مأزق صعب ذلك ان كل عملية لرفع اجراءات الحصار وحظر التجول تليها هجمات ارهابية في الاراضي الاسرائيلية". واضاف ان "رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر اعلن انه مدرك لحاجات امن اسرائيل لكن على الدولة العبرية وبامكانها، برأيه، ان تقوم بالمزيد في هذا المجال الانساني". وكانت كاترين برتيني، الموفدة الشخصية للامين العام للامم المتحدة كوفي انان، اعلنت مطلع ايلول سبتمبر ان "ازمة انسانية خطيرة ترتسم في الضفة الغربيةوغزة". واوردت مثالا على ذلك "المستويات المرتفعة في مجال سوء التغذية بين الاطفال والمستويات المرتفعة في مجالات الفقر والبطالة وتدهور الظروف الصحية". واكدت ان هذه الأزمة "مرتبطة بشكل وثيق" بالاجراءات التي اتخذتها اسرائيل التي اعادت احتلال غالبية مدن الضفة الغربية وعززت حصار هذه المنطقة اضافة الى حصار قطاع غزة بعد عمليات ضد الاسرائيليين. وتطرق بيريز مع محدثه الى مسألة العسكريين الاسرائيليين المفقودين في لبنان. وكان "حزب الله" اسر ثلاثة جنود اسرائيليين في تشرين الاول اكتوبر عام 2000 في قطاع مزارع شبعا المتنازع عليه. وتعتبر اسرائيل ان هؤلاء الجنود قضوا لانها لم تتلق اي معلومات عن مصيرهم. ويحتجز الحزب ايضا الحنان تنانبوم الكولونيل في الاحتياط وعمره 54 عاما، وهو رجل اعمال يقدمه الحزب على انه عميل لجهاز الاستخبارات الخارجية الاسرائيلية "موساد". واعتبر ثلاثة عسكريين اخرين في عداد المفقودين في لبنان منذ عام 1982 اضافة الى الطيار رون اراد الذي اسقطت طائرته فوق الاراضي اللبنانية عام 1986. واعلن كيللنبرغر ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر تبذل "الكثير من الجهود حول هذه المسألة لكنها للاسف لم تنجح حتى الان". ورئيس الصليب الاحمر الذي وصل الاحد الى تل ابيب في زيارة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية من ستة ايام، بحث ايضا المواضيع نفسها مع وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر الذي سمح للصليب الاحمر "بتوسيع اتصالاته مع الضباط الاسرائيليين والادارة المدنية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية بهدف تقديم اقصى المساعدة لتحسين الظروف الانسانية"، كما اعلن بيان صادر عن مكتبه. من جهة اخرى، اعلن المفوض الاوروبي المكلف شؤون العلاقات الخارجية كريس باتن ان "اونروا والموظفين الاخرين في المنظمات الانسانية يجب ان تتاح لهم امكانية الوصول الى كل المناطق التي تلزمها مساعدة انسانية". وقال ان المفوضية "قلقة جدا" ازاء واقع انه "تم صد اكثر من 20 بعثة انسانية تابعة للاتحاد الاوروبي" امام معابر اسرائيلية مستنكرا ايضا "التأخير" في نقل المساعدة. وخلص الى القول ان "على اسرائيل السماح فورا بوصول كامل وآمن وليس مقيدا للموظفين الدوليين وموظفي الوكالات الانسانية". وكان الجيش الاسرائيلي منع الاسبوع الماضي مفوض الوكالة بيتر هانسن من الوصول الى منطقة المواصي في رفح جنوب قطاع غزة المحاصرة منذ اشهر. الى ذلك، اعلنت المفوضية ان بروكسيل ستضاعف تقريبا مساهمتها في "اونروا" مع مبلغ متوقع بقيمة 237 مليون يورو للسنوات الاربع بين 2002 و 2005. وفي الفترة السابقة 1998-2001 قدم الاتحاد الاوروبي مساعدة بقيمة 137 مليون يورو للوكالة. وحسب المفوضية، فإن الاتحاد الاوروبي هو "اكبر مساهم في موازنة اونروا العادية" اذا حسبت ايضا المساهمات الفردية للدول الاعضاء. وتقدم الوكالة مساعدة لحوالى 9،3 مليون لاجىء فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والاردن ولبنان وسورية، خصوصا في مجالات التعليم والصحة.