اتفق أبرز المعلقين في كبرى الصحف الاسرائيلية الثلاث أمس، على أن التطورات السياسية والديبلوماسية والميدانية على جبهة الحرب الاسرائيلية على لبنان تقود الى استنتاج بأن نهايتها وشيكة، لكن ليس قبل أن يحاول الجيش الاسرائيلي تحقيق"أي مكسب"يلوح به للاسرائيليين مبرراً اعلان الحرب. وأكد المعلقون أن أركان المستوى السياسي في الدولة العبرية باتوا يبحثون عن سبل النزول عن الشجرة العالية من التوقعات التي نثروها عن دحر"حزب الله"خلال أيام وإملاء"قواعد جديدة للعبة". وكتب ناحوم بارنياع في"يديعوت احرونوت"أن مواصلة سقوط الصواريخ على اسرائيل و"الصعوبات العسكرية الميدانية دفعت بالاسرائيليين الى أن يدركوا أن توقعاتهم من الحملة العسكرية كانت مبالغة". وأضاف ان"اسرائيل مثلها مثل ذلك اليهودي الذي تعهد بالقفز عن السطح في السيرك لكن عندما اعتلاه جمد في مكانه من دون حراك، وإذ سئل لماذا لا تقفز، أجاب: لا مجال للحديث عن القفز. السؤال هو كيف يمكن النزول من هنا". وتطرق المعلق الى حديث رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت إيجابياً عن نشر قوات دولية على الحدود مع لبنان. وقال ان اولمرت الذي أراد منذ البداية تدخلاً دولياً عدل عن رفضه السابق لنشر قوات دولية ليبث للعالم انه يتعاطى معه بحثاً عن حل سلمي"في وقت جعلت صور قصف بيروت من اسرائيل مجرمة حرب في نظر الاعلام الأوروبي". واستبعد بارنياع أن تتحمس دول اوروبية لارسال قواتها الى المنطقة، بسبب تجربتها في افغانستانوالعراق. وأضاف ان الولاياتالمتحدة التي"خسرت عالمها في العراق"وفقدت من ثقلها قد تحاول اقناع دول اوروبية بإرسال قواتها"لكنها لن تكون قادرة على الإملاء عليها". من جهته، عزا المعلق السياسي في صحيفة"هآرتس"الوف بن عدول اولمرت عن رفضه، قبل أقل من اسبوع، فكرة القوات الدولية الى"انه أدرك عمق الوحل الذي سيضطر الى الخروج منه في غياب حسم عسكري". لكن الكاتب سخر من الشروط التي يضعها اولمرت بأن تكون القوات"ذات قدرات عسكرية وخبرة في القتال"يعوّل عليها"الهجوم على حزب الله وتجريده من صواريخه"وهي مهمة فشل في تحقيقها"الجيش الاسرائيلي بكل ما يملك من نيران ومعرفة لتضاريس المنطقة وتحضير مدروس لعمليته". ورأى المعلق السياسي في"معاريف"بن كسبيت في اعلان وزير الخارجية اللبناني اول من أمس ان الجنديين الاسيرين لدى حزب الله في صحة جيدة"خطوة أولى في الطريق الى المفاوضات"، ونقل عن أوساط سياسية اسرائيلية قولها انه ليس مستبعداً ان تشهد المفاوضات السياسية زخماً قوياً. وأضاف المعلق ان اولمرت بات يدرك جيداً ان الوقت المتبقي للحملة العسكرية أخذ في النفاد حيال حقيقة تململ"الجبهة الداخلية"الاسرائيليين من الوضع والخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الاسرائيلي واحتمال هروب المستثمرين وزيادة العبء في الموازنة العامة. وتابع ان اولمرت يرى انه وفقاً لسير الأمور حتى الآن سيخرج الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله من مخبئه منتصراً و"يلقي للأمة العربية خطاب حياته". وزاد أنه مع مرور كل يوم، يرى اولمرت"المنظومة الهائلة التي أقامها حزب الله خلف الجدار"، وأن المقاومة الصلبة جعلت من الحزب"أمرّ عدو يمكن توقعه". وأضاف انه ليس أكيداً ان تنتهي"لعبة القط والفأر"والغلبة لاسرائيل. وفي رأي كسبيت، فإن اعلان وزير الخارجية اللبناني عن أن الجنديين ما زالا على قيد الحياة هو تلبية للشرط الاسرائيلي الأول لوقف النار والتوصل الى تسوية سياسية. وأضاف ان تخويل"حزب الله"الحكومة اللبنانية التفاوض باسمه"خطوة ذات مغزى وعمل ايجابي"، بحسب مصادر سياسية اسرائيلية. وتحت عنوان"بدأنا نرى المشهد النهائي للحرب"كتب المعلق العسكري في"معاريف"عمير ربابورت ان نهاية الحرب تبدو وشيكة، خصوصاً إزاء المقاومة العنيدة ل"حزب الله"ومواصلته قصف اسرائيل بصواريخ فتاكة. ونقل عن مصادر عسكرية ان المشهد الختامي للحرب سيحمل معه انجازات عسكرية لاسرائيل"لكن ليس بالضربة القاضية. وإذ يواصل حزب الله تأدية مهماته ويتقن حرب العصابات فلا يتوقعن أحد أن تنتهي الحرب وحزب الله يرفع أعلاماً بيضاء". أصوات تطالب بوقف الحرب وعلى رغم ان الأصوات في اسرائيل التي تطالب حكومتها بوقف العدوان على لبنان ما زالت خجولة، الا ان ثمة تحركاً في هذا الاتجاه في الايام الأخيرة، وخصوصاً بعد تظاهرة السبت الماضي في تل ابيب. ونشر حوالي 400 اسرائيلي اعلاناً مدفوع الثمن في صحيفة"هآرتس"أمس تحت عنوان"كفى"جاء فيه أن"اسرائيل ترتكب جرائم حرب واسعة، بلد يدمر وأكثر من نصف مليون لاجئ؟ بلدات بأكملها تقتلع وعشرات آلاف العائلات خربت بيوتها. مواطنون قتلى بالمئات وآلاف المدنيين جرحى. لا يمكن لأي حجة تبرئة هذه الجرائم. والأعمال البربرية التي تنفذها اسرائيل في لبنان وتحت غطائها تواصل مذابحها في غزة. ينبغي وقف هذه الجرائم فوراً".