وصف مسؤولون عراقيون وأميركيون مبادرة المصالحة الوطنية التي أطلقها"عملياً وميدانياً"رئيس الوزراء نوري المالكي بأنها"الفرصة الأخيرة لانقاذ البلاد من الحرب الأهلية والتقسيم"، خصوصاً أنها تسعى الى الغاء الميليشيات وضم الجماعات المسلحة الى العملية السياسية. وفي هذا الإطار أكد القيادي في المجلس الوطني لوحدة وبناء العراق محمد الجبوري الذي فاوض القوات الاميركية في وقت سابق، باسم سبعة فصائل مسلحة ان هذه الجماعات دخلت في هدنة موقتة غير معلنة مع الميليشيات التابعة للاحزاب. وقال ل"الحياة"ان"المسلحين ركزوا عملياتهم ضد القوات الاميركية في الانبار وبدأوا تقليص نشاطاتهم في بغداد"، مشيراً الى الدور الايجابي للرسالة التي وجهها المرجع الديني آية الله علي السيستاني الى العراقيين للضغط على الميليشيات الشيعية. إلى ذلك طالب عضو"هيئة علماء المسلمين"عصام الراوي بتشكيل لجنة تنسيق ومتابعة"تتدارك الأزمة وتشخص أسباب العنف على غرار لجنة التنسيق المشتركة بين الحزب"الاسلامي"والتيارالصدري التي اعلنت الاسبوع الماضي. لكنه استبعد"اتفاقات رسمية لعقد هدنة في بغداد بين الفصائل المسلحة والميليشيات والحكومة"وقال:"اذا خضعت الميليشيات الشيعية لهدنة غير معلنة من زعامات احزابها ومرجعياتها الدينية فان الجماعات المسلحة ستخضع لهدنة مماثلة تعلنها مرجعياتها الدينية". ويجتمع المالكي مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في لندن يوم الاثنين ثم مع الرئيس بوش في البيت الابيض يوم الثلثاء. وتراجعت شعبية الاثنين في استطلاعات الرأي منذ غزو العراق في عام 2003 وهما يتوقعان ان يتحدث المالكي للناخبين الأميركيين والبريطانيين عن اماله للعراق الجديد. وربما يركز المالكي على اجتماع اليوم للهيئة العليا للمصالحة الوطنية. وفي الأحاديث الخاصة يقول احد كبار المسؤولين في حكومة المالكي"بأمانة انتهى كل شيء. اواصل عملي لأنه الوسيلة الوحيدة للتصدي لشعوري بالاكتئاب". لكن على رغم التفاؤل الذي أعرب عنه المالكي، خلال اطلاقه المبادرة ، في حضور الرئيس جلال طالباني ورئيس البرلمان محمود المشهداني نقلت وكالة"رويترز"عن العضو البارز في البرلمان رضا جواد التقي، من"التحالف"الشيعي الذي يتزعمه المالكي قوله ان"الوضع مخيف وأسود. تلقينا معلومات عن خطة لتقسيم بغداد. والحكومة عاجزة عن تسوية الوضع". ووصف المالكي المبادرة ب"مبادرة العراقيين المشتركين في العملية السياسية"، نافياً وجود ضغوط قد تقود الى حذف عدد من بنودها وقال ان"التوافق بين جميع الاطراف اسهم في انضاج البنود من خلال المناقشات المستمرة"، لافتاً الى تشكيل"جبهة وطنية واسعة تضم كل الاحزاب والتيارات التي تعارض الحكومة"، محذراً من أن من"لا ينخرط في هذه الجبهة سينحصر في زاوية ضيقة"، ومؤكداً"اعلان جماعات مسلحة وقف أي عمل من شأنه ان يسيء الى هيبة الدولة ويهدد امن المواطنين"، ونفى"وجود مقياس لمعرفة حجم هذه الجماعات". وقال ان"كل عراقي من حقه ان يكون جزءاً من مشروع". وحرص المالكي على اطلاق مبادرته قبل زيارته واشنطن، حيث سيلتقي الرئيس جورج بوش الثلثاء المقبل.