أعلن كريستوفر هيل، كبير المفاوضين الأميركيين في المحادثات السداسية التي تهدف إلى تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية أمس، أن مسؤولين إيرانيين حضروا تجارب إطلاق الصواريخ التي أجرتها بيونغيانغ في الخامس من الشهر الجاري وسقطت في بحر اليابان الشرقي. وأشار هيل، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي، إلى أن هذا الأمر يزيد الشكوك الأميركية في شأن التعاون العسكري الحساس بين طهران وبيونغيانغ. وكانت صحيفة"سانكي شيمبون"اليابانية أول من أشار إلى حضور إيراني خلال تجربة إطلاق الصواريخ. وأثارت مسألة وجود مسؤول إيراني في كوريا الشمالية السيناتور الجمهوري جورج ألين الذي سأل هيل إذا كانت علاقات طهران العسكرية مع كوريا الشمالية تشكل"مصدر قلق شديد". ورد هيل بتأكيد ذلك،"إذ تملك كوريا الشمالية مصلحة في تسويق تكنولوجيا تطوير الصواريخ". ويعتقد بأن كوريا الشمالية باعت تكنولوجيا إلى إيران في السابق, لكن وجود تعاون مستمر أمر غير واضح، لكن خبراء يقولون أن صاروخ"شهاب -3"الإيراني الذي يبلغ مداه 2000 كيلومتر صنع بالاعتماد على تصميم وفرته كوريا الشمالية. وطالب السيناتور ألين كبير المفاوضين الأميركيين بتوضيح تقارير أشارت إلى ضلوع سورية وفنزويلا وميانمار بصفقات أسلحة مع كوريا الشمالية، وقال هيل"الأكيد انهم ضالعون". وكان مجلس الأمن اتخذ السبت الماضي قرار منع الدول من إرسال تكنولوجيا مرتبطة بالصواريخ أو معدات إلى كوريا الشمالية التي ردت بالتهديد بالقيام بتجارب جديدة. على صعيد آخر، قدم هيل، خلال جلسة استماع في الكونغرس، بادرة حسن نية إلى كوريا الشمالية عبر التشديد على أن واشنطن لا تسعى إلى إطاحة نظام حكم الرئيس كيم يونغ إيل"بل سلوكه"، ولا تزال ترغب في إجراء اتصالات مع بيونغيانغ. وجّد هيل تأكيد التزام واشنطن بالمحادثات السداسية، لكن بعض أعضاء الكونغرس انتقد التحرك"غير الكافي"لإدارة الرئيس جورج بوش ضد بيونغيانغ. وقال السيناتور الديموقراطي راس فينغولد إن"سياستنا حيال كوريا الشمالية خمدت فترة طويلة"، وطالب بتصدر كوريا الشمالية برنامج الإدارة للسياسة الخارجية". في غضون ذلك، أعلنت اليابان وكوريا الجنوبية انهما ستسعيان خلال المنتدى التالي لرابطة دول جنوب شرق آسيا آسيان والمقرر في ماليزيا بدءاً من الاثنين، إلى دفع كوريا الشمالية للعودة إلى المحادثات السداسية. لكن روسيا قلّلت من احتمال استئناف المحادثات السداسية قريباً. وفي طوكيو، قال وزير الدفاع فوكوشيرو نوكاغا إن" الدستور الياباني لا يشير إلى عدم التحرك والموت في حال تعرضت البلاد إلى اعتداء", وذلك في نداء من اجل تعزيز القدرات العسكرية اليابانية بعد تنفيذ كوريا الشمالية تجاربها الصاروخية، علماً انه كان اقترح قبل أيام تزود اليابان"بقدرة هجوم محدودة"كي تستطيع الرد على اعتداء خارجي محتمل. ويحظّر الدستور الياباني الذي اقرّ عام 1947 مشاركة البلاد في حرب، ما يجعل تسليح"قوات الدفاع الذاتي", وهو الاسم الذي يطلق على الجيش الياباني, يهدف إلى تأمين دفاع بسيط عن الأراضي المحلية.