حذرت كوريا الشمالية أمس، من تزايد مخاطر المواجهة العسكرية الجوية بينها وبين الولاياتالمتحدة بسبب تحليق طائرات التجسس الأميركية في أجوائها، فيما أبدى السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون عدم استعداد بلاده لإجراء محادثات مباشرة مع بيونغيانغ في شأن احتمال إطلاق صاروخ بعيد المدى من طراز"تايبودونغ - 2". وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية ان الخرق"غير القانوني"لطائرات الاستطلاع الاميركية في الأجواء الكورية ونشاطاتها التجسسية"تجعل خطر المواجهة العسكرية اكبر حجماً". ودأبت بيونغيانغ على انتقاد واشنطن بسبب طلعات الاستطلاع الجوية لقواتها، وتضمن ذلك غالباً لهجة تهديد. وفي نيويورك، أكد السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة بولتون ان الحل الوحيد لتخفيف التوتر الناتج من المزاعم الأخيرة في شأن تحضير كوريا الشمالية لتجربة إطلاق صاروخ، يتمثل في عودة الدولة الشيوعية الى المحادثات السداسية التي تهدف الى تفكيك برنامجها النووي والمجمدة منذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي. ورفض اقترح بيونغيانغ إجراء محادثات مباشرة في شأن التجربة المحتملة. وقال بولتون:"نركز حالياً على إقناع كوريا الشمالية بعدم إطلاق الصاروخ. وإذا أطلقته فوق اليابان فسيعتبر ذلك تهديداً واضحاً للسلام والأمن الدوليين". واتهم بولتون بيونغيانغ باستخدام التهديد بإجراء التجربة كوسيلة للضغط على الولاياتالمتحدة للدخول في محادثات مباشرة، علماً ان كوريا الشمالية تزعم أن الحظر الذي فرضته موقتاً على تجارب الصواريخ البعيدة المدى عام 1999 لا يسري إلا في حال تحاورت مع أميركا. ورفض مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون كشف امكان محاولة اسقاط الصاروخ الكوري الشمالي، لكن مسؤولين أميركيين آخرين استبعدوا هذا الأمر في ظل ترجيح اتجاه الصاروخ نحو البحر. ودعا وزير الدفاع الأميركي السابق وليم بيري الولاياتالمتحدة الى تدمير الصاروخ الكوري الشمالي عبر توجيه ضربة وقائية. وأعلن بيري الذي تولى وزارة الدفاع في عهد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في مقال كتبه في صحيفة"واشنطن بوست"انه اذا تابعت كوريا الشمالية تحضيرات الاطلاق, فيجب على الولاياتالمتحدة ان تعلن فوراً انها ستضرب الصاروخ قبل اطلاقه وتدميره. وفيما حض بولتون الصين، الحليفة الوثيقة لكوريا الشمالية، على بذل مزيد من الجهود لاقناع بيونغيانغ بالتراجع عن تنفيذ التجربة، أبدت يانغ يو، الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية قلق بلادها الشديد من الوضع الحالي. وطالبت الأطراف المعنيين بمضاعفة الجهود في سبيل تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة. تزامن ذلك مع إعلان وو داوي، كبير المفاوضين الصينيين في المحادثات السداسية، انها دعت كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة الى إجراء محادثات مباشرة. وقال وو داوي ان زعم كوريا الشمالية امتلاكها حق اختبار صواريخ، في مقابل إصرار الولاياتالمتحدة على أن التجربة ستنتهك الاتفاقات القائمة التي وقعتها بيونغيانغ يجعلان تسوية المسألة أمراً صعباً. وأضاف ان"تجربة كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ يجب ألا تؤثر في المحادثات السداسية". وفي اليابان، اعلن وزير الدفاع الياباني فوكوشيرو نوكاغا ارسال سفن وطائرات استطلاع لجمع معلومات عن احتمال تنفيذ كوريا الشمالية للتجربة. وفي روسيا، استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير الكوري الشمالي لديها باك وي تشون، من اجل تحذيره من اي نتائج"سلبية"يمكن ان تنتج من اطلاق الصاروخ، ما يؤكد تبدل لهجة القيادة الروسية التي قللت حتى الآن من مخاطر التجربة.