بعد يوم من توجيه الولاياتالمتحدة تحذيراً شديد اللهجة الى قيادات شيعية وسنية لكبح جماح"فرق الموت"و"الارهابيين"من الطائفتين، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين ان أكثر من 30 الفاً سجلوا نازحين هذا الشهر. وقال الناطق باسم الوزارة ستار ناوروز ان"هناك ازدياداً خطيراً في عدد العائلات المهجرة خلال الاسابيع الثلاثة الماضية"، معترفاً بأن كثيرين"فروا الى خارج البلاد أو لجأوا الى أقاربهم من دون أن يدري بهم أحد ولم يسجلوا أسماءهم للحصول على مساعدات". وأضاف أن"هذه العائلات تعرضت الى التهديد في مختلف أنحاء العراق وهذا ما أجبرها على ترك منازلها"مضيفاً أن الوزارة تبني مخيمات جديدة للنازحين. وتتمثل خطورة التهجير بأن منفذيه من الطائفتين متطرفون يسعون الى زج العراق في حرب أهلية. ونصبت حوالي 50 عائلة سنية غادرت منازلها في منطقة حي الجهاد غرب بغداد بعد المواجهات الطائفية الأسبوع الماضي خيماً في حدائق جامع ابن تيمية بعد تلقيها تهديدات بالقتل. وقال عضو جبهة"التوافق"السنية حارث العبيدي ل"الحياة"ان"جماعات مجهولة توجه إلى الأهالي في عدد من المناطق السنية كحي الجهاد والعامرية والغزالية تهديدات بالقتل او النزوح". وأضاف ان احصاءات جبهة"التوافق"رصدت نزوح حوالي 1500 عائلة سنية من البصرة باتجاه بيجي والموصل وتكريت بعد تلقيها تهديدات خلال الاشهر الثلاثة الماضية. وزاد ان"وجود السنة في مناطق في بغداد مثل مدينة الصدر والطالبية والشعب اصبح محفوفاً بالخطر بعد تنفيذ مسلحين مجهولين عمليات اغتيال على الهوية الطائفية". وشهدت بغداد امس مواجهات ذات طابع طائفي في منطقة الدورة بعد الاضطراب الطائفي والعشائري في المحمودية المحاذية لهذا الحي. وأفادت مصادر الشرطة بأن مسلحين مجهولين هاجموا منطقة الرشيد قرب المحمودية مستخدمين قذائف الهاون والاجتياح المباشر، فيما هاجم آخرون مناطق البعيثة وعرب جبور في الدورة. واتهم شهود عشائر سنية تسكن"مثلث الموت"جنوببغداد بالهجوم على احياء ذات غالبية شيعية متاخمة لمناطقها، فيما يتهم أهالي الدورة ميليشيا شيعية بتنفيذ حملة مماثلة في مزارع مجاورة لحي ابو دشير. الى ذلك نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن علي عباس جاكير، مدير الهجرة والمهجرين في محافظة واسط ومقرها الكوت قوله"وصلتنا 3112 عائلة شيعية نازحة أُرغمت على ترك منازلها في مناطق ابو غريب، والطارمية، والمحمودية والمدائن، ومنطقة الدورة". واوضح ان"النازحين الى الكوت بمعدل خمسين عائلة في اليوم حتى بلغ عددهم في أطراف وضواحي المدينة 15000 نسمة، وجميعهم يعانون ظروفاً صعبة جداً".