صعدت ايران لهجتها الى درجة التلويح ب"سلاح النفط"مجدداً امس، مؤكدة رفضها وقف تخصيب اليورانيوم، وهو"الشرط المسبق"الذي وضعه الغرب للتفاوض معها في شأن عرض الحوافز الذي قدم اليها اوائل الشهر الجاري. جاء ذلك في وقت يتوقع وصول الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الى طهران"قريباً"، بحسب ما اعلن سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني خلال استقباله وزير الخارجية التركي عبدالله غل في طهران. راجع ص 10 وقال لاريجاني المكلف الملف النووي لبلاده ان زيارة سولانا تهدف الى مناقشة تفاصيل العرض الغربي، مكررا رفض اي"شروط مسبقة"للتفاوض. وأكد ان بلاده تدرس"بجدية"العرض الذي يتضمن مجموعة حوافز، بينها تزويد ايران اجهزة طرد بديلة لتخصيب بدرجة تكفي لإنتاج طاقة كهربائية ولا تتيح تطوير أسلحة نووية. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الايرانية إسنا عن لاريجاني قوله:"آمل في أن يكون الاجتماع مع سولانا مفيداً في تسوية مسائل معينة تتعلق بالاقتراح"، مؤكداً ان"لدى إيران نهجاً ايجابياً ازاء الاقتراح، يمكن أن يعيد القضية من مجلس الامن إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وعشية زيارته واشنطن في الخامس من تموز يوليو المقبل، اجرى وزير الخارجية التركي محادثات في طهران، داعياً الأطراف المعنية بالأزمة الى"التعاطي بهدوء مع الموضوع"، مضيفاً ان ايران"تتعامل ببرودة اعصاب في تصنيف الاقتراحات"التي تلقتها من الدول الغربية". وشدد الوزير التركي على ان من مصلحة كل الاطراف التوصل الى"حل سلمي"للملف النووي الايراني، مؤكداً ان"تركيا ترى نفسها مسؤولة في الموضوع". في غضون ذلك، دعا الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي الاوروبيين الى"عدم التضحية بالدقة من اجل السرعة"، مؤكداً ان طهران"في حاجة الى وقت للرد"على اقتراح الدول الست الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا. وتوقع ان يكون الرد في منتصف آب اغسطس المقبل، وحض الاوروبيين على"تقدير الموقف الايراني الايجابي"مبدئياً. وطالب آصفي الولاياتالمتحدة بالتخلي عن"لغة التهديد والوعيد"والافساح في المجال امام مفاوضات بين ايران والجانب الأوروبي. وشدد على وجود"نقطة وسط"لحل الأزمة، معتبراً ان الشروط المسبقة"تعقد الأمور اذا لم تصعبها". في المقابل، صعّد وزير النفط الإيراني كاظم وزيري همانه لهجته مهدداً باستخدام سلاح النفط"في حال تعرضت المصالح الإيرانية لأي اعتداء، اما في حال عدم حصول ذلك فليست لديها نية لاستخدام النفط كسلاح، لأنها تسعى للتعامل الايجابي مع العالم". واعتبر وزيري همانه ان اي اعتداء على ايران سيمنعها من تصدير نحو 3 ملايين و400 الف برميل يومياً، ما يرفع سعر برميل النفط الى حدود المئة دولار.