رأى مراقبون في اسرائيل ان نتائج استطلاعات الرأي التي افادت أمس بأن شعبية حزب"كديما"الذي أسسه رئيس الحكومة ارييل شارون لم تتأثر مع تأزم وضعه الصحي، لا تعكس حقيقة الوضع الذي قد ينشأ في الدولة العبرية مع انصراف شارون ودخول اسرائيل في حقبة جديدة. وأشار هؤلاء الى ان الاستطلاع"تم في عين العاصفة وفي أوج عدم اليقين، وفي ظل موجة من الشفقة على شارون والتعاطف معه"، مضيفين ايضاً ان نتائج الاستطلاع تنم اساساً عن صدمة وحزن شعبيين، وان أوساطاً في حزب"كديما"نفسه تدرك ان شعبية الحزب ستتراجع في الاسابيع المقبلة وتتمنى ان يحصد الحزب 32 مقعداً في الانتخابات المقبلة. وكان استطلاعان نشرت نتائجهما صحيفتا"هآرتس"و"يديعوت احرونوت"أفادا بأن"كديما"بزعامة اولمرت سيحصل على 39 - 40 مقعداً لو جرت الانتخابات اليوم، في مقابل 18 - 20 لحزب"العمل"و15 - 16 لحزب"ليكود". وأفاد الاستطلاعان ان"كديما"سيحصل على 42 مقعداً في حال اسندت زعامته الى شمعون بيريز. واجتمع اولمرت أمس مع بيريز وسط أنباء عن احتمال عودة الأخير الى أحضان حزبه السابق"العمل"، وهي عودة لا يستبعدها مراقبون يرون ان بيريز سيقرر وجهته بناء لما سيقترحه عليه كل من اولمرت وزعيم"العمل"عمير بيرتس. ورفض بيريز الرد بشكل قاطع في ما إذا كان سيبقى في"كديما"، وقال ان لقاءه اولمرت تناول"مواصلة السياسة التي بدأها شارون في حكومة الوحدة الوطنية لجهة محاربة الارهاب بلا هوادة وبذل جهد بلا توقف لتخطيط عملية السلام". وفيما تظاهر أقطاب"العمل"و"ليكود"بوقف نشاطهم الانتخابي في انتظار ما سيؤول اليه وضع شارون، نقلت الصحف العبرية عن قريبين من بيرتس وزعيم"ليكود"نتانياهو انهما شرعا في جس النبض مع شخصيات تركت حزبيهما وانتقلت الى"كديما"لاعادتها، وفي مقدمهم رئيس مركز"ليكود"سابقاً الوزير تساهي هنغبي. الى ذلك، تسود اسرائيل أجواء ترقب شديد ومتابعة للاخبار الواردة من مستشفى"هداسا"في القدس حيث يصارع شارون الموت. وعكست الصحف العبرية الصادرة أمس هذه الأجواء مبينة الشعبية غير المسبوقة، بحجمها التي يحظى بها شارون واصطفافاً يكاد يكون غير مسبوق جمع شرائح المجتمع الاسرائيلي بأسره، باستثناء أصوات اليمين المتطرف التي تمنت الموت لشارون. وبدا ان الاسرائيليين سلموا بحقيقة نهاية حقبة شارون فواصلوا حياتهم كالمعتاد، مسمرين في ساعات المساء والليل أمام شاشات التلفزة لتلقف أي خبر من المستشفى. أما الصحف، فصدرت هي ايضاً بملاحق خاصة سردت فيها حياة شارون بإيجابية، مقللة من شأن السجال الذي دار لعقود من الزمن حول شخصيته. والتقى المحللون، من اقصى اليسار الى اقصى اليمين في تعداد محاسن شارون"سيد الأمن"و"ديغول اسرائيل"و"آخر رواد جيل العام 1948".