أفرغ أقطاب الأحزاب الاسرائيلية الثلاثة الكبرى"كديما"و"العمل"و"ليكود"ما تبقى في جعبتهم من ذخيرة ليرشق الواحد منهم الآخر في محاولة أخيرة لاستمالة"الأصوات العائمة"التي قد تحسم نتائج الانتخابات للكنيست ال17. ووفقاً لكل التقارير، فإن ثمة قلقاً جدياً في أوساط قادة"كديما"من تراجع شعبية الحزب في الأسابيع الأخيرة، في جميع استطلاعات الرأي لمصلحة المنافس الأبرز حزب"العمل"، وهو ما دفع أركان"كديما"الى اطلاق الدعوة الى"المترددين"بحسم مواقفهم ودعم الحزب لتمكينه من تشكيل ائتلاف حكومي قوي. واستغل زعيم الحزب القائم بأعمال رئيس الحكومة ايهود اولمرت جلسة الحكومة الاسبوعية لتوجيه نداء الى الاسرائيليين باستغلال حقهم في التصويت والذهاب الى صناديق الاقتراع قائلاً ان المشاركة في التصويت تمنح المواطن حق تحديد مصير الدولة وطبيعة نظامها. وتابع مستغلاً حضوراً كبيراً لوسائل الاعلام العبرية ان روح رئيس الحكومة آرييل شارون وطريقه يشكلان اللبنة الأساسية في المنظومة السياسية والعامة التي ستنشأ في اسرائيل في السنوات المقبلة. ويعكس لجوء اولمرت الى شارون الشعور غير المريح الذي يرافقه وسائر سدنة"كديما"حيال تراجع شعبية الحزب، وهو المدرك ان ذكر اسم شارون، الذي يتمتع بشعبية هائلة في أوساط الاسرائيليين، قد يضع حداً لتدهور الحزب الذي يفتقر الى جهاز تنظيمي وكأنه يقول لمستمعيه ان شارون اقام"كديما"ليسير باسرائيل في طريق جديدة تحظى بدعم غالبية الاسرائيليين، بل باتت محط"إجماع قومي". وكان قياديون في"كديما"أنحوا باللائمة على اولمرت لتصريحه قبل اسبوع بأن نتائج الانتخابات حُسمت لمصلحة حزبه، ما أدى برأيهم الى تراجع شعبيته وكان دفع هذا التصريح بعدد من مؤيدي"كديما"الى تغيير رأيهم ودعم أحزاب أخرى مرشحة لدخول الائتلاف الحكومي لقطع الطريق على تزايد نفوذ اليمين، وهو ما يعرف ب"التصويت التكتيكي". وعلى خلفية الاعتقاد في"كديما"بأن شعبية حزب"العمل"بزعامة عمير بيرتس تعززت على حساب"كديما"، شن القطب الثاني في"كديما"زعيم العمل سابقاً شمعون بيريز هجوماً على خلفه بيرتس وقال ان الأخير ليس أهلاً لمنصب رئيس حكومة. ورد بيرتس بالقول ان بيريز بات يشكل"ورقة التين لصندوق التفاح المعفن"في"اشارة الى قياديين في"كديما"شاركوا في التحريض على رئيس الحكومة السابق اسحق رابين ومهدوا الى اغتياله عام 1995". وتوقع بيرتس ان يشهد"كديما"انشقاقاً بعد توزيع الحقائب الوزارية"لأن من ترك حزبنا وانضم الى كديما انما فعل ذلك بحثاً عن مناصب وزارية". وعلى ذكر رابين فقد لجأ"العمل"في دعايته الانتخابية الأخيرة امس الى إبراز تاريخ الرجل من خلال الادعاء بأن بيرتس يكمل طريق رابين. ونصبت في مفارق الطرق يافطات كبيرة كتب عليها"اسرائيل تنتظر العمل"لتذكّر باليافطات التي جاءت برابين الى الحكم عام 1992"اسرائيل تنتظر رابين". أما الضلع الثالث في المعركة الانتخابية حزب"ليكود"، فرأى ان يلوّح ببرنامجه السياسي المتشدد، وان تبنى خريطة الطريق الدولية وتحفظات اسرائيل ال14 منها، ليقول زعيمه بنيامين نتانياهو للاسرائيليين ان"كديما"و"العمل"يشكلان محوراً يسارياً وان"ليكود"هو الممثل الحقيقي لليمين. وقال نتانياهو ان"ليكود"يتعرض لمحاولة موجهة لتحطيمه وتلطيخ سمعة الحزب وسمعته شخصياً"لادراك خصومنا ان ليكود هو العثرة الكبرى أمام تنفيذ الانسحاب الواسع من الضفة الغربية الذي يعد له اولمرت".