أكدت استطلاعات جديدة للرأي في اسرائيل نشرت أمس ان اعلان زعيم حزب"العمل"سابقاً شمعون بيريز دعمه حزب"كديما"الجديد بزعامة رئيس الحكومة ارييل شارون ضخ مزيداً من الزخم للحزب الجديد الذي لم يمض على ولادته"اسبوعان فمنحته النتائج مكانة الحزب الأكبر الذي يفوز ب37-39 مقعداً لو جرت الانتخابات اليوم، في مقابل انهيار شبه تام لحزب"ليكود"الذي طلقه شارون ليبقيه مع 9-11 نائباً فقط. ووفقاً لاستطلاعي صحيفتي"معاريف"و"هآرتس"، فإن تحليق حزب"العمل"بزعامة عمير بيرتس توقف مع مغادرة بيريز عند 26 مقعداً. لكن اللافت انه بمقدور شارون في حال تحققت النتائج في صناديق الاقتراع أواخر آذار مارس المقبل، ان يشكل حكومة جديدة بمشاركة"كديما"و"العمل"من دون الحاجة الى أحزاب صغيرة أخرى كما حصل لدى تشكيل غالبية الحكومات في تاريخ الدولة العبرية. ونقلت الصحف الاسرائيلية عن اجواء كآبة واحباط تخيم على حزب"ليكود"المنشغل في المعركة على زعامته. كما تحدثت عن أصوات في الحزب تتهم"المتمردين"بما آل إليه وضع"ليكود"وانهم تعاملوا بفظاظة وغطرسة وانتهازية مع شارون حتى اضطروه الى الانشقاق. وكتبت"هآرتس"ان مخاوف حقيقية تراود أقطاب الحزب من مغبة"هروب جماعي"باتجاه"كديما"أو"العمل"سيقضي على الجهاز التنظيمي للحزب"ما يحتم العمل على وجه السرعة لمواجهة هذا الاحتمال وتقليص الأضرار". وتابعت الصحيفة نقلاً عن مصادر رفيعة في"ليكود"قولها ان مهمة مقارعة شارون وحزبه الجديد صعبة للغاية وان شارون أعاد عملياً تشكيل"ليكود"جديد ولم يتجه نحو اليسار كما يحلو للبعض اتهامه. وتشير هذه المصادر لتعزيز ادعائها، الى نتائج استطلاع"هآرتس"التي افادت بأن 65 في المئة من مصوتي"ليكود"في الانتخابات السابقة قالوا انهم سيصوتون لحزب"كديما"في مقابل 16 في المئة فقط قالوا انهم متأكدون من أنهم سيمنحون اصواتهم ل"ليكود". وفي"العمل"ايضاً، ثمة قلق من ان يلحق ناشطون بارزون ببريز الى حزب"كديما"، إذ أشار استطلاع"هآرتس"الى ان الزخم الذي حققه انتخاب بيرتس لم يعد ملموساً وانه بينما قال 82 في المئة من مصوتي"العمل"غداة انتخاب بيرتس انهم سيصوتون للحزب، أعلن 40 في المئة منهم الاسبوع الجاري انهم سيصوتون لحزب"كديما". وذكرت صحيفة"هآرتس"ان مؤيدي"العمل"في الكيبوتسات يدرسون هم أيضاً امكان دعم"كديما". في المقابل أوردت صحيفة"معاريف"ان حزب"العمل"قد يتلقى دعماً غير متوقع من كثيرين من أنصار حزب"ميرتس"اليساري، خصوصاً بعد اعتزال زعيمه السابق يوسي سريد الحياة السياسية وفشل الزعيم الحالي يوسي بيلين في رص الصفوف، وسط توقعات الاستطلاعات بانخفاض تمثيل الحزب في الانتخابات المقبلة من 6 مقاعد الى 4 فقط. من جهته، هاجم بيرتس بشدة رئيس الحكومة شارون واتهمه بالتسبب في اتساع ظاهرة الفقر في اسرائيل جراء سياسة حكومته. ورد بيرتس على الغمز منه لافتقاره الى"خلفية أمنية"بالقول ان حوله مجموعة من"أقطاب المؤسسة العسكرية الذين اقاموا الجيش والمنظومة الأمنية ويفهمون في المسائل الأمنية وكيفية الحفاظ على أمن اسرائيل، ليس اقل منك لكنهم يتفوقون عليك في كيفية التعامل مع البشر". وبينما تفادى بيرتس التهجم على سلفه بيريز على خلفية انسحابه عملياً من"العمل"، قال الأخير ان انتخاب بيرتس زعيماً للحزب هو"مغامرة خطيرة"، معرباً عن تشكيكه في قدرة بيرتس على تقلد منصب رئيس حكومة"إذ يفتقر الى الحنكة والتجربة السياسية ولذا فهو ليس قادراً على قيادة الدولة الى بر الأمان". وزاد:"اننا نعيش في زمن تحتاج فيه الدولة الى تكتل ووحدة في المبادئ وهذا ما نتمتع به أنا وشارون". وردت أوساط بيرتس على هذه الأقوال بوصفها ب"العنصرية"، وتوقعت ان يخلع بيرتس القفازات بعد ان يستمع الى ما سيقوله شارون وبيريز في المؤتمر الصحافي المشترك المتوقع مساء غد.