طهران، واشنطن – «الحياة»، ا ف ب، رويترز - اعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان «التعاون الجيّد» بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يبق اي «نقطة غامضة» بين الطرفين. جاء ذلك بعد لقائه المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي غداة وصوله الى العاصمة الايرانية لإجراء ترتيبات حول ارسال مفتشين دوليين الى مفاعل ايراني جديد قرب قم، كشفت عنه طهران قبل ايام. واعلن البرادعي ان مفتشي الوكالة سيزورون المنشأة الايرانيةالجديدة لتخصيب اليورانيوم التي يتم بناؤها قرب قم في 25 الشهر الجاري. وأكد البرادعي ان «من المهم لنا ارسال مفتشينا للقيام بزيارة شاملة لموقع تخصيب اليورانيوم المعني والتحقق من انه يبنى لدوافع سلمية»، وذلك بعدما اثار كشف ايران عن المصنع الجديد (وسط البلد) في 25 ايلول (سبتمبر) الماضي، قلقاً وانتقادات في بعض العواصمالغربية. وقبل لقائه نجاد، قال البرادعي في مؤتمر صحافي مع رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي ان «هناك قلق حول نيات ايران المستقبلية وهذا ليس امر للتحقق. انه مسألة بناء ثقة ولذلك نجري الآن محادثات سداسية». واضاف ان «ايران تمتلك تكنولوجيا التخصيب وتقوم بدورة وقود ولديها منشآت ابحاث وسيكون لديها مصنع نووي. لكن لا يزال هناك بعض الاسئلة حول نياتها، وبالتالي فإن عمليات التفتيش مستمرة». واصر البرادعي: على ان الوكالة الذرية الدولية «لا تملك دليلا ملموساً على أن هناك برنامجاً جارياً في إيران لتصنيع أسلحة (نووية)»، مشيراً الى وجود «مزاعم بأن إيران قامت بدراسات متعلقة بالتسليح، إلا انها قضايا ما زلنا ندرسها». وترافق وصول البرادعي الى طهران السبت، مع تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، اشار الى ان تحليلا سرياً لعاملين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلص الى ان ايران امتلكت «معلومات كافية تجعلها قادرة على تصميم وانتاج» قنبلة نووية بالاستناد الى اليورانيوم عالي التخصيب. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اوروبيين لم تكشف هوياتهم ان هذا التقرير يشدد في مقدمته على «الطابع الموقت» لنتائجه، مشيراً الى انه يجري التحقق بشكل اضافي من الادلة التي افيد بأن مصدرها وكالات استخبارات وتحقيقات خاصة للوكالة. وكتبت الصحيفة ان التقرير يصف برنامجاً معقداً يديره وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي و «يهدف الى تطوير شحنة نووية يمكن نقلها عبر نظام صواريخ شهاب-3» التي يمكنها بلوغ اسرائيل وبعض مناطق اوروبا. ويبدو ان البرنامج بدأ في مطلع 2002 كما افادت الصحيفة. ورأت «نيويورك تايمز» انه اذا كانت ايران تمكنت فعلا من صنع رأس نووي فذلك لا يعتبر سوى قسم من عملية معقدة لصنع سلاح نووي. من جهة أخرى، اعلن البرادعي الذي يقوم بسابع زيارة لإيران منذ 2003 ان الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا ستجتمع في فيينا في 19 الجاري، لمناقشة اقتراح تخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج. واوضح: «سنعقد اجتماعاً لمناقشة التفاصيل التقنية ونأمل في ان نخرج باتفاق في اقرب وقت ممكن»، موضحاً ان الاجتماع سيعقد تحت رعاية الوكالة الدولية التي تتخذ من فيينا مقراً لها. واضاف ان ايران طلبت تعاون الوكالة لشراء الوقود الضروري لمفاعل الابحاث في طهران. وقال: «استشرت عدداً من المزودين وسعدت برد ايجابي، ان هذا المفاعل يهدف الى انتاج نظير مشع (ايزوتوب) طبي لمرضى مصابين بالسرطان». وتلقى مدير الوكالة الدولية دعوة زيارة،الخميس الماضي، اليوم الذي صادف عقد لقاء في جنيف الاول منذ تموز (يوليو) 2008، بين كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي وممثلي الدول الست الكبرى (الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والمانيا) والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا. وتشتبه الدول الغربية واسرائيل في ان طهران تسعى الى صنع السلاح النووي تحت غطاء برنامج مدني وهو ما تنفيه طهران منذ سنوات. وتمخضت مفاوضات جنيف عن اتفاق حول زيارة يقوم بها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى موقع تخصيب اليورانيوم الجديد قرب قم والذي عزز شكوك الغرب حول طبيعة البرنامج النووي الايراني. وفي جنيف اتفقت الاطراف ايضاًُ على مبدأ تخصيب اليورانيوم بشكل مخفف خارج ايران.