سيطرت ميليشيا"المحاكم الإسلامية"في الصومال على مدينة جوهر، اخر معاقل زعماء الحرب، لتصبح غالبية المدن الاستراتيجية في البلاد في قبضتها. وفي المقابل، وافق البرلمان الانتقالي على طلب الحكومة الموقتة الضعيفة نشر قوات أجنبية لحفظ السلام في البلاد، ما يثير شكوكاً حول مستقبل التعاون بين الإسلاميين والسلطات الانتقالية. واستولت"المحاكم"على جوهر 90 كيلومتراً شمال مقديشو، بعد معركة قصيرة صباح أمس، أعقبت قصفا بالقذائف الثقيلة استمر طوال ليل أول من أمس. وقُتل ما لا يقل عن 12 شخصاً في الهجوم الذي شنه الإسلاميون بعد تأكيد قادتهم أمس أنهم لا يعتزمون مهاجمة المدينة. وقال رئيس اتحاد"المحاكم الإسلامية"شيخ شريف أحمد، مخاطباً أنصاره الذين احتشدوا في استاد جوهر التي فر منها زعماء الحرب:"لقد تحرر الناس في جوهر من زعماء الحرب الذين تحكموا فيهم لوقت طويل. هذا نصر من الله". وكان هذا الهجوم متوقعاً منذ بضعة أيام، على رغم نفي شيخ أحمد عزم ميليشياته مهاجمة جوهر كبرى مدن منطقة وسط شابيل، إذ تقدمت"المحاكم"من مدينة بلعد 60 كيلومتراً جنوب جوهر التي نشرت فيها قوات ضخمة. وشن المسلحون هجومهم صباح أمس، فأحكموا كماشة حول المدينة من الشمال والجنوب قبل السيطرة عليها. وتركزت المعارك على جبهتين، الأولى قرب بلدة بورو جنوب والثانية قرب بوران شمال غرب حيث مطار المدينة. وأعلنت"المحاكم"حظر تجوال في المدينة منذ الثامنة مساء أمس وحتى فجر اليوم. وقال شيخ حسن، وهو من الزعماء المحليين الموالين للمحاكم الاسلامية:"أخيراً... أصبحنا في البلدة". وبعد الاستيلاء على جوهر، أصبحت الميليشيات الإسلامية تسيطر على معظم جنوبالصومال، ما يثير تساؤلاً حول ما إذا كانت ستساعد الحكومة الانتقالية الضعيفة أم أنها ستفرض حكماً اسلامياً. غير أن قراراً اتخذه البرلمان الانتقالي المجتمع في بيداوة أمس، بدعوة قوات أجنبية لحفظ السلام في الصومال، قد يهدد تجاوب"المحاكم"مع الحكومة، خصوصاً أن قادتها علقوا حواراً بدأوه مع السلطات الانتقالية بعدما سيطروا على مقديشو، بسبب دعوة القوات الأجنبية التي يرفضها الإسلاميون. واعلن رئيس البرلمان شريف حسن شيخ أدان أن المجلس المؤلف من 199 عضواً، صوت بغالبية 125 صوتاً في مقابل 73، بالموافقة على خطة نشر قوات من دول شرق افريقيا التي اشرفت على عملية السلام في الصومال. وقبل ساعات من اندلاع القتال في جوهر فر أربعة من أمراء الحرب من البلدة، بينهم الوزير السابق محمد أفراح قنياري وعيسى بوتان، بعدما كانوا وصلوا إليها من مقديشو. وقال حليفهم الرئيسي رئيس الشرطة السابق الكولونيل عبدي حسن أوالي إنه سيتخلى عن قضيتهم. وأضاف:"قررت التخلي عن عضويتي في التحالف بعد ضغوط من عشيرتي". وازدادت عزلة زعماء الحرب إقليمياً، خصوصاً بعدما فرضت دول شرق افريقيا عقوبات عليهم، بينها منع السفر وتجميد الارصدة. وما زال هناك ثلاثة زعماء حرب هم موسى سودي يالاهو وعمر محمود فينيش وبشير راغي شيرار في شمال العاصمة، حيث وعدهم زعماء قبيلة"ابغال"بحمايتهم، بعدما رفضوا سلطة"المحاكم"في مناطق نفوذهم. وتأتي التطورات الميدانية قبل يوم من اجتماع دولي، برعاية أميركية، بهدف مساعدة الحكومة الانتقالية على بسط سيطرتها في الصومال. واستغربت الجامعة العربية عدم دعوتها إلى الاجتماع. ودعا الامين العام للجامعة عمرو موسى أمس الى دعم الحكومة الصومالية الانتقالية و"التوقف الفوري"عن دعم أمراء الحرب، في انتقاد مبطن لواشنطن التي دعمت زعماء"التحالف".