عاودت ميليشيات"المحاكم الإسلامية"في الصومال تقدمها نحو مدينة جوهر الشمالية، آخر معاقل"تحالف إرساء السلم ومكافحة الإرهاب"المدعوم من الولاياتالمتحدة، بعد إعلان زعماء الحرب عزمهم قتال الإسلاميين لاستعادة السيطرة على العاصمة مقديشو. وقُتل ما لا يقل عن ستة أشخاص في مدينة بيداوة، مقر الحكومة الانتقالية العاجزة، خلال اشتباكات بين مسلحين وحرس الرئيس عبدالله يوسف. وقال شهود إن الإسلاميين اقتربوا من مدينة جوهر 90 كيلومتراً شمال مقديشو في وقت متقدم من مساء أول من أمس، بعدما كانوا تراجعوا أخيراً، بطلب من وجهاء المنطقة. وقال زعيم إحدى ميليشيات"المحاكم الإسلامية"سياد محمد:"تحركت قواتنا في اتجاه مقاتلي زعماء الحرب. لا يمكنني الجزم بمواقعنا الآن، لكنني اعرف أن رجالنا تحركوا خلال ليل"أول من امس. وأقام زعماء التحالف أمس خطوط دفاع جديدة في جوهر، استعداداً لهجوم الإسلاميين، فيما فر مئات السكان من المدينة. وقال شهود إن زعيم الحرب حسن بهيسو أرسل تعزيزات وآليات مجهزة بأسلحة رشاشة إلى خطوط الدفاع في قرى عدة في محيط جوهر. وأضاف أحدهم:"علمنا أن الميليشيات تجمع عناصرها في بلعد جنوب جوهر ووالوين غرب وهي مستعدة لمهاجمة مدينتنا. لقد أرسل بهيسو ما يكفي من المقاتلين إلى القرى لاقامة خطوط دفاع". لكن سياد محمد قال إنه"إذا استمرت تحركات زعماء الحرب، فلن يكون لدينا خيار سوى مهاجمتهم، لأنهم يتحضرون للهجوم علينا". وفي مقديشو، ضم زعيم الحرب علي نور مقاتليه إلى قوة من قبيلة"سعد"التي ينتمي إليها، مشيراً إلى أن معركة الإسلاميين المقبلة ستكون ضد قبيلته التي تسكن مقديشو. وقال:"ارادت المحاكم مهاجمتنا صباح أمس. رأينا بعض مقاتليهم يتحلقون حول مواقعنا. وتراجعوا عندما أدركوا ضعفنا. لكن القتال قد يبدأ في أي وقت". وفي غضون ذلك، قال صحافيون محليون إن ما لا يقل عن ستة أشخاص قُتلوا في بلدة بيداوة في قتال بين رجال ميليشيات محليين وحرس الرئيس الصومالي الموقت عبدالله يوسف. وأضافوا أن يوسف لم يكن حاضراً خلال الاشتباكات. لكن الاشتباك ليست له صلة على ما يبدو بالمعارك بين"المحاكم الإسلامية"وزعماء الحرب. وذكرت تقارير إعلامية أن القتال اندلع عندما حاولت شاحنة حكومية مثبتة عليها مدافع ثقيلة المرور من نقطة تفتيش تحرسها ميليشيا محلية طلبت أموالاً. من جهة أخرى، عبر مجلس الامن عن قلقه البالغ لتصاعد أعمال العنف في الصومال، داعياً إلى الالتزام بحظر الاسلحة في البلاد. ودعا في بيان تلته مندوبة الدنمارك لدى الاممالمتحدة ايلن لوي جميع أطراف النزاع إلى"استئناف الحوار في إطار المؤسسات الفيديرالية الانتقالية، حفاظاً على استقرار البلاد وسلامة شعبها". وأيد المساعي المبذولة من أجل المصالحة. واتفق أعضاء مجلس الامن على تتبع التطورات في الصومال خلال الاسابيع المقبلة، على أن يرفع إليهم الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في الصومال فرنسوا فال، تقريرا مفصلاً بعد نحو أسبوع. وعلق كوفي أنان على انتصار الإسلامية قائلاً:"علينا ألا ننسى أن زعماء الحرب ارتكبوا الكثير من الفظاعات على مدى السنوات ال15 الماضية ... حرموا الشعب الصومالي من حرية التحرك والنشاط ولدينا نحن تجربة مع زعماء الحرب حين كنا منتشرين هناك". وحض الصوماليين على البحث معا عن وسيلة لاحلال الاستقرار في بلادهم واعادة اعمارها.