أختار اليوم من نشاط دانيال بايبس أن اتحدث باختصار عن منتدى الشرق الأوسط ومراقبة الحرم الجامعي، ومرة أخرى أسجل رأيي الشخصي باختصار شديد، فكل نشاط بايبس موجه لخدمة اسرائيل وضد العرب والمسلمين، ثم اتوكأ على مصادر أميركية وغيرها، وما يزعم هذا الاعتذاري الاسرائيلي عن نفسه. أسس بايبس منتدى الشرق الأوسط كمنظمة مستقلة سنة 1994، وفي سنة 2004 كان المنتدى يضم 15 موظفاً مع موازنة سنوية بمليون دولار. ويزعم الموقع الالكتروني للمنتدى أنه"مؤسسة فكرية تعمل لتحديد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط والترويج لها، وهي تشمل محاربة الاسلام الراديكالي، وجعل الفلسطينيين يقبلون اسرائيل... وتأكيد المصالح الأميركية ازاء المملكة العربية السعودية، واحتواء التهديد الايراني". كل هذا يترجم بإسرائيل، فالمصالح الأميركية في الشرق الأوسط ليست موازية لمصالح اسرائيل، بل مناقضة لها أحياناً بحسب دراسة هارفارد، والاسلام"الراديكالي"هو عند بايبس كل إسلام يرفض الهيمنة الأميركية والاسرائيلية، والفلسطينيون لا يعرفون أي اسرائيل يقبلون، فهي دولة بلا حدود، أما المصالح الأميركية ازاء السعودية، فهي شراء البترول، والسعودية تنتج أكثر كثيراً من حاجة شعبها لتهدئة أسواق النفط العالمية، إلا أنني أدعوها الى ركل المصالح الأميركية، وإنتاج ما تحتاج اليه، لا ما تريد الولاياتالمتحدة، وهي أكبر مستهلك للنفط، وأكبر ملوث للبيئة. وقد تعبت عن الحديث عن ايران، فهي يستحيل أن تهدد أميركا، بل انها لا تهدد اسرائيل، وكل حديث آخر كذب صفيق. ومن مزاعم المعهد الأخرى عن نفسه أنه يرى أن اسلحة الدمار الشامل مصدر مشاكل للولايات المتحدة، وهذا كلام عجيب من جماعة اسرائيل، فأسلحة الدمار الشامل الوحيدة في الشرق الأوسط هي في اسرائيل وتهدد كل بلد آخر. يكفي بدل هذا الرجل أن ننظر الى بعض الأسماء بين 20 خبيراً في الاسلام والاسلاميين والشرق الأوسط، فهناك باتريك كلوسون، من معهد واشنطن الموالي لاسرائيل، ومارتن كريمر، ووليام كريستول رئيس تحرير ويكلي ستاندارد، وأحد غلاة المحافظين الجدد، وميراف وورمزر الاسرائيلية زوجة ديفيد وورمزر، ولوران مورافييك وروبرت ساتلوف. كل هؤلاء من الاعتذاريين المحترفين لاسرائيل، وهناك من العرب زياد عبدالنور وحبيب مالك والعربي الأميركي جوزف زياد، ثم هناك الباكستاني تسبيح سيّد الذي اعتاد أن يسبّح بحمد دانيال بايبس. الطيور على أشكالها تقع، وفصلية المنتدى تخلط السم بالدسم، وهي تنشر مقالات ضد مجلس العلاقات الأميركية الاسلامية، أو ضد السعودية، وحتى ضد تركيا بعد نجاح الاصلاحيين الاسلاميين هناك في تسلّم الحكم. وأخشى أن يضيق المكان فأنتقل الى مراقبة الحرم الجامعي، وهي عملية مكارثية خالصة تريد ارهاب الاساتذة في دراسات الشرق الأوسط ليغضوا النظر عن اسرائيل وجرائمها النازية ضد الفلسطينيين. ونشر الموقع الالكتروني للمراقبة بعض كلام الأستاذة مريام كوك من جامعة ديوك عن نشاط هذه المراقبة. وهي قالت:"ان مراقبة الحرم الجامعي حصان طروادة بدأ يغيّر قواعد اللعبة في الجامعات الأميركية ككل، وليس في دراسات الشرق وحدها. وهم يهددون أسس التعليم الجامعي الأميركي". مراقبة الحرم الجامعي تزعم أنها تريد تحسين مستوى دراسات الشرق الأوسط، وأنا أصر على أنها تريد تطويعها لخدمة اسرائيل، وقد شنّ موقع المراقبة حملة عنيفة على البروفسور رشيد خالدي، وهاجم بايبس تعيينه في كولومبيا خلفاً لإدوارد سعيد، ورد رشيد خالدي بقوة على التهم، خصوصاً معاداة أميركا التي اتهم شخصياً امثال بايبس بها لأنهم في ولائهم الكامل لاسرائيل يزيدون الكره للولايات المتحدة ويسهلون عمل الارهابيين في تجنيد المغرر بهم. وطبعاً فرأيي غير الأكاديمي هو أن ظِفر رشيد الخالدي أشرف من دانيال بايبس وكل الاعتذاريين الاسرائيليين. وبما أن بايبس يشجع الطلاب على كتابة التقارير عن اساتذتهم، فإنه لا بد من أن يوجد طالب متطرف، ليكودي أو كديمي، يكتب التقارير، وبعد حملة على دراسات الشرق الأوسط في جامعة كولومبيا حققت الجامعة في الموضوع، وأصدرت تقريراً في 31/3/2005 يقول ان اساتذة دراسات الشرق الأوسط لم يمارسوا نشاطاً واسع النطاق لإرهاب الطلاب المؤيدين لاسرائيل، غير أن لجنة من خمسة أساتذة انتقدت البروفسور جوزف مسعد لتجاوزه"أصول التصرف المتعارف عليها في صفوفه". التحقيق تبع تصوير مجموعة من الطلاب فيديو بتمويل من مشروع داوود، وهذا يمثل جماعة مؤيدة لاسرائيل في بوسطن، تزعم أن الاساتذة يضايقون الطلاب. المنطق يقول ان كل طالب ساقط، مثل سقوط بايبس الاخلاقي، سيدّعي انه اضطهد طالما أن هناك من سينتصر له. عصابة بايبس هاجمت البروفسور خوان كول الذي تحدثت عن قضيته قبل أيام، والبروفسور فواز جرجس، وهاجمت البروفسور جون اسبوزيتو من جامعة جورجتاون، واعتبره صديقاً من ارقى مستوى مهني واخلاقي. بل انها هاجمت من اعتبرتهم أكاديميين معادين لاسرائيل، مع أن هدفها كان أستاذين اسرائيليين من دعاة السلام هما الكسندر جوف وعساف روميروفسكي. ويبدو أن جورجتاون مهمة لقربها من وزارة الخارجية، لذلك يدرس شلدون ادلسون، وهو أغنى يهودي في العالم، تمويل توسيع كبير للدراسات اليهودية فيها. لا أحتاج الى التعليق على مثل هذا التطرف، فهو يتحدث عن نفسه.