عززت مؤشرات الحركة السياحية في لبنان في الأشهر الخمسة الأولى من هذه السنة التي سجلت دخول 460 ألف سائح بزيادة نسبتها 23 في المئة مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي، وحركة الحجوزات على شركات الطيران وفي الفنادق التي يتوقع أن تصل الى 90 و100 في المئة، التوقعات بأن يحقق موسم السياحة والاصطياف للعام 2006 الجاري قفزة جديدة بعد التراجع العام الماضي، ليقفل العدد على 1.6 مليون سائح. ويتوقع أهل القطاع السياحي في لبنان أن تكون هذه السنة"مميزة"، مع الأمل في استمرار الهدنة على المحاور السياسية التي عاهد عليها السياسيون في لبنان، لتحويل هذه التوقعات الى وقائع تبرز نتائجها الجيدة في نهاية السنة. وأكد وزير السياحة اللبناني جو سركيس ل"الحياة"التوقعات بدخول 1.6 مليون سائح لهذه السنة، موضحاً أن هذه التقديرات مبنية على مؤشرات. وأعلن أن"التحدي يتمثل في أن تحقق السياحة مجدداً نسبة مساهمتها في الناتج المحلي التي كانت تسجلها قبل الحرب وكانت 20 في المئة"، لافتاً الى أنها"تشكل الآن 9 في المئة"، متوقعاً أن"ترتفع الى نحو 11.5 في المئة هذه السنة". اذ قدر أن تحقق السياحة هذه السنة إيرادات"تتفاوت بين 2 و2.5 بليون دولار، على أساس أن السائح ينفق معدل 900 دولار". ولم يغفل ما ينفقه اللبناني المغترب الذي يزور لبنان ويتخطى بكثير ما ينفقه السائح. واعتبر رئيس نقابة اصحاب الفنادق في لبنان بيار أشقر في حديث الى"الحياة"أن"الوضع السياسي غير المستقر والسجالات الكبيرة التي تشهدها الساحة اللبنانية منذ فترة، تنعكس ضرراً على القطاع السياحي". لكنه أكد أن"على رغم هذه الظروف السياسية والخروقات الامنية، أظهر لبنان أن لديه مقومات أكبر مكنته من تخطي الأوضاع، مثبتاً أنه وجهة سياحية تستقطب كل أنواع السياحات الطبية والمؤتمرات والمعارض والتزلج والبحر والاصطياف". وأعلن أشقر أن الحركة السياحية"كانت جيدة منذ بداية السنة، وكذلك المؤشرات لموسم الصيف الذي بدأ في الاول من ايار مايو، كاشفاً أن"نسبة الاشغال في فنادق بيروت كانت 70 في المئة في ايار"، متوقعاً أن"تكون أكثر في حزيران يونيو الجاري وعلى مدى أشهر الصيف المقبلة". وأشارت احصاءات وزارة السياحة اللبنانية الى أن عدد السياح في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري البالغ 460 ألفاً، يزيد على عددهم في المدة نفسها من العام الماضي والبالغ نحو 302ألف سائح، وعن العدد المسجل عام 2004 والبالغ نحو 372.7 ألف سائح". كما ترتفع النسبة الى 53 في المئة مقارنة بالعام الماضي. وأظهرت الاحصاءات أن عدد السياح في ايار الماضي بلغ نحو 109.5 ألف سائح". وأكد أشقر ان على"رغم الوضع الجيد، لا يزال طموحنا مكبوتاً قياساً الى امكاناتنا الكبيرة". ولفت الى تأثير الوضع السياسي في الحركة السياحية، متمنياً أن"يأخذ السياسيون اجازة"، مبدياً"استعداد القطاع لتنظيم رحلة سياحية للسياسيين تستمر ثلاثة أشهر، قابلة للتمديد، لكي يتمتع لبنان بالسياحة والازدهار". وكشف عن"إقبال كبير للسياح العرب واللبنانيين المغتربين من القارة الاميركية واستراليا". وأعلن المدير التجاري في شركة طيران الشرق الاوسط"ميدل ايست"نزار خوري ل"الحياة"، أن حركة الحجوزات على طائرات الشركة"زادت بنسبة تتفاوت بين 10 و15 في المئة". ولفت الى"حركة كثيفة من المواطنين في الدول العربية وخصوصاً من دول الخليج واللبنانيين المقيمين فيها، وحجوزات من لبنانيين مغتربين من اوروبا والولايات المتحدة واميركا الوسطى". وأعلن رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والباتسيري في لبنان بول عريس ل"الحياة"أن"بشائر الموسم جيدة"، في ضوء الحجوزات في الفنادق والشقق المفروشة. وتمنى على الحكومة أن"يشمل قرار تسهيل حصول الزوار على تأشيرة الدخول في المطار دولاً عربية أخرى ومجاورة، ليشمل مصر والجزائر وتونس واليمن وتركيا، ودولاً من اوروبا الشرقية، بعدما سمحت بذلك للمواطنين من الاردن والعراق". ورأى أن ذلك"يسهم في زيادة عدد السياح الراغبين في زيارة لبنان، ليس في موسم الصيف فقط بل على مدى العام". واعتبر عريس أن قرار المدارس الكاثوليكية بتأخير افتتاح الموسم الدراسي من ايلول سبتمبر الى تشرين الاول أكتوبر"جيد وينعكس ايجاباً على الموسم السياحي وإطالة مدته الى نهاية ايلول، بعدما كان يعطل ثلثه، وخصوصاً السياحة الداخلية والاصطياف". وتحدث عريس عن المزايا التي يتمتع بها لبنان والسياحة فيه، لافتاً الى أنه"بات من أرخص الدول في المنطقة في مجال الخدمات السياحية والاقامة، فضلاً عن تميزه بالتنوع الجغرافي بين الجبل والبحر ومناخه، والتنوع في قطاع المطاعم والملاهي"، مشيراً الى المطعم اللبناني الذي"أثبت جدارته بالانتشار الذي حققه في مختلف الدول العربية، بوجود فروع لنحو 30 مطعماً". ويشهد مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت حركة ناشطة مع انطلاق فصل الصيف ووصول أعداد كبيرة من السياح والزائرين الى لبنان، لتمضية اجازاتهم الصيفية في الربوع اللبنانية، لا سيما منهم عائلات عربية وخليجية، اضافة الى عدد من المغتربين اللبنانيين الذين يصلون من دول الانتشار في المغتربات لتمضية فصل الصيف. ومع ازدياد الحركة في المطار، بدأت السلطات والدوائر الرسمية المختصة في هذا المرفق ورشة عمل لمواكبة هذا النشاط، منعاً لحصول اي خلل قد يعوق أو يؤخر وصول السياح والمصطافين الى لبنان. واستنفرت كل الكوادر العاملة في المطار لتكون في خدمة الواصلين من الخارج وتسهيل امورهم، ما يترك انطباعاً ايجابياً لدى جميع الوافدين من خلال حسن الاستقبال والمعاملة والتقديمات المميزة على كل الصعد.