توقع القيمون على القطاع السياحي ان تتحسن حركة السياحة والاصطياف في لبنان بدءاً من الشهر الجاري، بعدما تأجلت انطلاقتها في منتصف الربع الثاني كما كان يحصل كل سنة وبفعل الظروف السياسية والامنية القاسية التي افرزها حادث اغتيال الرئيس رفيق الحريري. الا انهم ربطوا هذا التحسن"التدريجي"بشرط توفير ظروف الاستقرار الامني وبعدم حصول أي حادث يزعزع ثقة السائح بالوضع في البلاد. ولم تثنِ التطورات التي شهدتها الساحة اللبنانية وخصوصاً"صخب"الانتخابات النيابية، المعنيين عن اطلاق ورشة ترويجية وتسويقية نفذها اطراف محليون واقليميون هدفها تشجيع السياح والمغتربين على العودة الى لبنان، وجهة سياحية رئيسة. كما لم يفوّت لبنان موسم المؤتمرات ذات الطابع الاقليمي والدولي، التي اعتاد على استضافتها في اشهر الربع الثاني من كل سنة، فاستقطبها مجدداً وتقاطعت اعمالها مع حادثي اغتيال وانتخابات نيابية"صاخبة". وكانت مبادرة"صيف لبنان"اخيراً التي اطلقت حملة ترويجية هدفها اعادة توثيق الصلة التي بناها لبنان في الاعوام الاخيرة مع دول الخليج وغيرها من الدول العربية. وفي هذا الاطار، نفذت فاعليات عاليه، التي استقطبت حصة كبيرة من حركة السياحة الداخلية والخليجية، خطة لتأمين البنى الاساسية لخدمة السائح، تبدأ بمحطة نقل مركزية وخطة للسيطرة الامنية وتنظيم المواصلات داخلها وحملة لتجميل الشوارع. وفيما لم ينكر القيمون على القطاع السياحي والفندقي تراجع الحركة عن الاعوام السابقة، لا سيما العام الماضي، الا انهم لم ينفوا ايضاً ان الحركة"جيدة"نسبة الى الاوضاع القائمة. وقالت اوساط في القطاع ان الحركة تنتعش خارج منطقة بيروت استناداً الى الحجوزات في الفنادق وتحديداً من فئة خمس نجوم. واظهرت الاحصاءات الاخيرة لوزارة السياحة ان عدد السياح الذين توافدوا الى لبنان في الاشهر الخمسة الاولى من العام الجاري بلغ 301 ألف و446 سائحاً في مقابل 372 ألفاً و689 سائحاً في المدة نفسها من العام الماضي، بتراجع نسبته 19.11 في المئة. وبينت الاحصاءات ان اعداد السياح في ايار مايو من العام الماضي بلغت 85133 في مقابل 67 ألفاً في الشهر نفسه من العام الجاري، بتراجع نسبته 21.2 في المئة، بسبب استمرار الاوضاع السياسية والامنية المتردية التي سادت عشية الانتخابات النيابية. ولوحظ بحسب توزع الجنسيات ان الاوروبيين احتلوا المرتبة الاولى ليبلغ عددهم 23186 سائحاً الفرنسيون ثم الالمان واخيراً البريطانيون، واحتل السياح العرب المرتبة الثانية ليبلغ عددهم 20079 ، ثم الاميركيون 11926، والآسيويون 7102 ومن اوقيانيا 3629 ومن افريقيا 1041. ويشار الى ان الاحصاءات لا تشمل اللبنانيين المغتربين والسوريين والفلسطينيين. وكشف رئيس بلدية عاليه وجدي مراد لپ"الحياة"ان"مواطنين خليجيين حجزوا عدداً من المنازل في المدينة كما حجزوا شققاً مفروشة"، لافتاً الى"حجز فيلات في مناطق اصطياف مجاورة". واكد ان حركة الحجوزات تحسنت في الشهر الجاري، متوقعاً ان"ينطلق الموسم فعلياً بدءاً من 15 من الجاري، على ان تتعزز الحركة في آب أغسطس المقبل". ولم ينف مراد ان"السائح الخليجي أرجأ زيارته للبنان حتى أواسط الشهر الجاري". فيما اعتبر رئيس نقابة اصحاب المطاعم بول عريس ان"الحركة افضل مما كنا نتوقع قبل اسبوع"، مشيراً الى"قدوم سياح خليجيين ولكن عددهم قليل"، الا انه رأى ان"مجيء هؤلاء سيشجع آخرين على القدوم". ولاحظ عريس حركة"ارتياد لمطاعم وسط بيروت التجاري من اللبنانيين المقيمين والمغتربين والخليجيين الموجودين". في حين اعتبر"الحركة في خارج بيروت عادية". وتمنى عريس"الاسراع في تأليف الحكومة لإضفاء جو من الثقة على البلاد وألا يحصل أي حادث امني آخر". وطالب بتعميم"منح تأشيرة الدخول الى لبنان على المطار، التي تمنح الآن الى المواطن من دول مجلس التعاون الخليجي وللمواطنين الاردنيين بموجب قرار صدر اخيراً، الى جميع المواطنين العرب مما يساهم في تعزيز حركة الدخول الى لبنان". واعتبرت مديرة العلاقات العامة في فندق فينيسيا ميشال ريشاني ان"حركة الحجوزات مستمرة ونسبة الاشغال جيدة اكثر مما كنا نتوقع في ضوء الاحداث الامنية التي حصلت في لبنان". ولفتت الى ان"الحجوزات تتم قبل اسبوع وليس قبل شهر كما كان يحصل عادة"، مؤكدة ان"الوضع جيد ولو كان متراجعاً عن العام الماضي". وتوقعت ريشاني"تحسناً في حركة الحجوزات في الشهر الجاري والشهر المقبل"، لكنها ربطت هذا التحسن"المسجل يومياً باستمرار الاستقرار الامني وبالتالي الاستقرار السياسي". واعلنت مديرة المبيعات والتسويق في فندق بالم بيتش رشا اسكندراني انه"تم تأجيل بعض الحجوزات من جانب السياح الخليجيين من تموز يوليو الى آب او الى اجل غير محدد. كما لم يؤكد آخرون حجزهم لهذه الفترة في انتظار ان تتبلور الاوضاع الامنية في لبنان". واعلنت اسكندراني"تحسناً خجولاً لنسبة الاشغال في تموز"، لكنها اكدت"استمرار تحسن الحركة في حال لم تحصل أي انتكاسة امنية اخرى". كما رجحت"الا تكون هذه النسبة مئة في المئة في آب كما جرت العادة". واشارت الى ان هذه النسبة بلغت في حزيران يونيو الماضي 57 في المئة، فيما كانت في ايار 35 في المئة".