بعد أقل من أسبوعين على إعلان رئيس مجلس إدارة شركة"مايكروسوفت"العملاقة للبرمجيات تفرغه للعمل الاجتماعي بدءاً من 2008، من خلال"مؤسسة بيل وميليندا غيتس"الخيرية، قرر المستثمر وارن بافيت ثاني أغنى رجل عالمياً بعد بيل غيتس، الذي يحتل المرتبة الأولى أن يهب معظم ثروته الشخصية التي تتمثل بأسهم في مجموعة"بركشاير هاثاواي"، إلى"مؤسسة بيل وميليندا غيتس"الخيرية. وسيعطي بافيت نحو 85 في المئة من حصته في مجموعة"بيركشاير هاثاواي"المالية التي يقودها، أي عشرة ملايين سهم فئة"ب"بقيمة إجمالية تبلغ نحو 30 بليون دولار وفقاً لسعر السوق، إلى"مؤسسة بيل وميليندا غيتس"، في ما يعتبر أكبر تبرّع خيري في تاريخ الولاياتالمتحدة. وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى انه بعد إتمام تحويل هذه الهبة، تصبح"مؤسسة بيل وميليندا غيتس"الخيرية أكبر مؤسسة اجتماعية ناشطة عالمياً، بأصول إجمالية تبلغ نحو 60 بليون دولار من 30 بليون دولار حالياً. وفي رسالة وجهها إلى بيل وميليندا غيتس، قال بافيت لهما:"من خلال عملكما في المؤسسة الخيرية التي أسستماها، أظهرتما فطنة ودراية واندفاع لا مثيل لها، بهدف تحسين ظروف عيش ملايين الناس الذين لم يكونوا محظوظين مثلنا نحن الثلاثة". وأضاف:"أنتما لم تفرقا بين الناس على أساس لون البشرة والعرق والدين... وأنا مسرور بضم ثروتي إلى مصادر الأموال التي تستخدمونها لعملكم الخيري". ورد الزوجان غيتس على هذه المبادرة، قائلين:"نشعر بتواضع كبير بأن يوجّه بافيت جزءاً كبيراً من أمواله إلى جمعيتنا الخيرية"، علماً انها تنفق سنوياً نحو 1.5 بليون دولار على مشاريع لمكافحة الأمراض والفقر وترويج التعليم عبر العالم. وستودع الهبة في شكل تدريجي، على أن تقدم نسبة 5 في المئة من حصة بافيت في"بركشاير هاثاواي"سنوياً للجمعية. ومن شروط الهبة أن يستمر أحد الزوجين غايتس على الأقل بالتعاطي في شكل مباشر فيها. وفضلاً عن تقديم الهبة لجمعية"غيتس"، تعهد بافيت أيضاً بتوزيع حصته الباقية في أسهم مجموعته إلى الجمعية التي أسستها زوجته الراحلة سوزان تومسون، التي ستحصل على مليون سهم فئة"ب"بقيمة إجمالية 3.1 بليون دولار. في حين ستتوزع الحصة الباقية من الأسهم 1.5 مليون سهم فئة"ب" بالتساوي على ثلاث مؤسسات خيرية أسسها أولاده الثلاثة، سوزي وهاورد وبيتر. ولفتت الصحيفة إلى ان بافيت 75 سنة قرر توزيع ثروته الضخمة خلال حياته، مشيرة إلى انه لطالما قال ان"أولاد الأغنياء يفقدون الاندفاع والطموح إذا ورثوا ثروة أهلهم كاملة".