تواجه محادثات التجارة العالمية أسبوعاً حاسماً بعد ان حذر رئيس منظمة التجارة العالمية باسكال لامي من انه اذا لم تتخذ قرارات كبرى قريباً فقد يعني ذلك فشل المفاوضات التي بدأت قبل أكثر من أربع سنوات. وسيحاول وزراء من أكثر من 50 دولة أي ثلث أعضاء المنظمة في جنيف كسر الجمود في مجالات السلع الزراعية والصناعية الرئيسية التي تشهد انقسامات عميقة. ويقول ديبلوماسيون ان من دون التوصل لاتفاق سريع على تجارة الحاصلات الزراعية والسلع الصناعية التي تمثل نحو 75 في المئة من التجارة العالمية لن تتمكن منظمة التجارة العالمية من اختتام جولة الدوحة من مباحثات تحرير التجارة قبل انتهاء السنة. وقال لامي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية""نحن نحتاج الى اتخاذ قرارات سياسية كبرى الآن". وللتوصل الى أساس للاتفاق يتعين ان تقدم الولاياتالمتحدة تنازلات في شأن دعم الحاصلات الزراعية وان يقدم الاتحاد الاوروبي تنازلات في شأن الرسوم الجمركية على السلع الزراعية وان توافق الدول النامية الكبرى على خفض الرسوم على السلع الصناعية. وقال المفوض التجاري الاوروبي بيتر ماندلسون:"على كل منا أن يبذل جهداً أكبر وعلى كل منها أن يبدي مرونة". لكن الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي لم يبتعدا كثيراً عن المواقف التي أعلناها منذ مدة طويلة بعد جولة من المباحثات في عواصم عدة وفي مقر المنظمة في جنيف. ويقول الديبلوماسيون ان نجاح المباحثات سيعطي الاقتصاد العالمي دفعة ببلايين الدولارات ويسهم في تخفيف حدة الفقر. أما الفشل فانه سيقوي الاتجاهات الحمائية ويؤخر أي محاولة جديدة لتحرير التجارة العالمية لسنوات. ويتعين على منظمة التجارة العالمية استكمال جولة الدوحة هذه السنة بما في ذلك مسائل أخرى عدة مثل تجارة الخدمات وذلك لأن صلاحيات رئاسة خاصة في الولاياتالمتحدة للتفاوض على القضايا التجارية ستنتهي في 2007 ولا يتوقع أن يجدد الكونغرس العمل بها. لكن في اشارة الى مدى صعوبة المهمة وزع السفير النيوزيلندي كروفورد فالكونر الذي يترأس المفاوضات الزراعية مسوّدة بها أكثر من 700 نقطة بين أقواس لم يُتفق عليها بعد.