اعتبر المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، باسكال لامي، ان مفاوضات الجولة الجديدة من محادثات منظمة التجارة العالمية"لم تصل إلى طريق مسدود"، على رغم انقضاء موعد البت في أجزاء مهمة من الاتفاق العالمي، الذي كان مقرراً في نهاية الشهر الجاري. وأوضح، مضيفاً لمسة إيجابية على الأنباء السيئة بشأن تأجيل جولة محادثات الدوحة المتعثرة مجدداً، ان هناك تقدماً تحقق في الأسابيع الأخيرة، لكنه لا يكفي لإبرام اتفاق حول خفض الرسوم الجمركية والدعم على السلع الزراعية والصناعية. وكان مقرراً ان يفسح الاتفاق بشأن السلع الزراعية والصناعية القضيتان الأكثر حساسية الطريق في الصيف المقبل، أمام اتفاق أوسع يشمل تجارة الخدمات، على ان يليها في نهاية السنة الجارية اتفاق شامل على تحرير التجارة العالمية. وأقر لامي ان أعضاء بارزين في المنظمة - الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةوالبرازيل والهند - ما زالوا غير مستعدين لإظهار أوراقهم كلها في المفاوضات التي انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة في أواخر 2001،"ما فوّت على الجميع مواعيد نهائية عدّة". وحض أعضاء منظمة التجارة العالمية على عدم الانتظار حتى الصيف للتوصل إلى اتفاق بشأن السلع الزراعية والصناعية، حجرا الزاوية في"جولة الدوحة". وحذر خلال اجتماع لرؤساء وفود أعضاء منظمة التجارة العالمية 149 دولة الجمعة الماضي من ان الانتظار طويلاً للتوصل إلى مسودة اتفاق بشأن السلع الزراعية والصناعية غير ممكن، قائلاً:"ليس مممكناً ببساطة تأجيل مسودة الاتفاق إلى تموز يوليو المقبل، لأن ذلك يعني الفشل". دور الاتحاد الأوروبي وأميركا وأوضح لامي ان المفاوضات، التي وصفت بأنها فرصة قد لا تتكرر لتعزيز النمو الاقتصادي العالمي وإخراج ملايين المواطنين من الفقر المدقع، تحتاج إلى خطوة من قبل الاتحاد الأوروبي لخفض رسومه الجمركية المرتفعة على السلع الزراعية. كما على الولاياتالمتحدة في الوقت نفسه أن تخفض أكثر الدعم الزراعي الهائل الذي تقدمه لمزارعيها، إضافة إلى الاقتراحات التي قدمتها سابقاً، في حين يجب على الدول النامية الميسورة البرازيل والهند الموافقة على فتح أسواقها بشكل أكبر أمام الواردات الصناعية. وفي معرض تعليقه على تقاذف المسؤولية في تعثر المحادثات بين واشنطن وبروكسل الاتحاد الأوروبي الجمعة الماضي، أشار لامي إلى ان الوقت الحالي"ليس وقتاً للوم أو تبادل الاتهامات... بل للتحلي بالعزيمة وإعادة تركيز الجهود والعمل معاًً بشكل بنّاء أكثر". وكانت الدول الأعضاء في المنظمة اتفقت على تسريع المحادثات، من خلال إجراء جلسات مفاوضات دائمة في مقر المنظمة في جنيف، حول موضوع السلع الزراعية والصناعية، على أمل تذليل العقبات المتبقية. يذكر أن على المحادثات ان تحقق تقدماً في تموز المقبل على أبعد تقدير، كي يتوفر الوقت لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل قبل نهاية السنة الجارية، إذ على الكونغرس الأميركي الموافقة على الاتفاق قبل انقضاء أجل التفويض الممنوح للرئيس الأميركي والذي يخوله إبرام اتفاقات تجارية في ظل تدخل محدود للمشترعين الأميركيين حتى منتصف 2007