اسم المشمش في اللاتينية هو"إرمينياكا"، وللوهلة الأولى قد يشير هذا الاسم الى ان بلاد أرمينيا هي منبته الأصلي، ولكن الواقع هو أن أصل المشمس هو بلاد الصين، اذ ان شعوبها عرفته منذ أكثر من 5000 سنة، وكانت أشجاره تنبت في تلك البلاد في شكل بري، ومنها انتشرت زراعة المشمس الى بلدان البحر الأبيض المتوسط، ويقال ان الاسكندر الكبير هو الذي أدخل المشمش الى أرض الاغريق والرومان بعد عودته من غزواته الآسيوية. أما اليوم، فإن زراعة المشمش منتشرة بكثرة في بلدان حوض المتوسط. والمشمش يعد من أشهى الفواكه الصيفية على الاطلاق، ويقبل الناس على أكله بنهم لأنه يمتاز بطعم لذيذ لا مثيل له في الفواكه الأخرى. وهناك أنواع عدة من المشمش، من بينها البلدي والعجمي والوزري والتدمري والكلابي وغيرها. أما عن المزايا الصحية والغذائية للمشمش فهي الآتية: ان مئة غرام من المشمش تعطي حوالى الخمسين سعرة حرارية، وهذا يعني ان المشمش يحتل درجة متوسطة من حيث غناه بالطاقة مقارنة بالفواكه الأخرى، ولهذا فإن على السكريين أن يأكلوه باعتدال، ولا ينصح به لأولئك الذين يتبعون ريجيماً تخسيسياً. ان المشمش يحتوي على كمية معتدلة من السكاكر 10 غرامات لكل 100 غرام. ويشكل السكروز 60 في المئة منها، أما الباقي فيتوزع على سكر الغلوكوز، وسكر الفواكه، وسكر السوربيتول. يعتبر المشمش من أغنى الفواكه على الاطلاق بالكاروتين الفيتامين أ، وهذا الفيتامين مشهود له بفائدته المضادة للأكسدة، ولذا فهو نافع في حماية الجلد والقلب والأوعية الدموية والعينين. اضافة الى الكاروتين، يحتوي المشمش على مجموعة ثمينة من الفيتامينات الأخرى، مثل الفيتامين ث المضاد للرشح والالتهابات، والفيتامين ب1 الذي يتحد مع حامض الفوسفور لتكوين خميرة لها دورها في تفكيك السكريات. والفيتامين ب2 الذي يسهم في الوقاية من اضطرابات الرؤية وسوء التغذية، كما انه يشارك في تأمين عمل أنزيمات كثيرة لها دورها في استقلاب السكاكر والأدهان والبروتينات. والفيتامين ب3 الذي يلعب دوراً مهماً في انجاز أكثر من 200 من التفاعلات الكيميائية في الجسم. وفي تأمين حسن جريان الدم، وفي صنع الكريات الحمر والنواقل العصبية والهورمونات الجنسية، الى جانب اشرافه على ضمان تنفيذ الكثير من الوظائف العصبية والهضمية. ان المشمش غني بالمعادن، ويحتل معدن البوتاسيوم رأس القائمة 315ملغ/ 100 غرام لهذا يوصى به للمرضى الذين يتناولون المدرات البولية لأنها تستنزف هذا المعدن في الجسم. واضافة الى البوتاسيوم هناك معادن أخرى كثيرة هي الصوديوم والحديد والكلس والمغنيزيوم والكبريت والمنغنيز والفلور والبورو الكوبالت. توجد في المشمش كمية معتبرة من الالياف التي تتوزع مناصفة ما بين ألياف البكتين التي تنتفخ بالماء فتتحول الى مادة جيلاتينية، وألياف الهيميسللوز التي تساعد على دفع الفضلات البرازية وطرحها من الأمعاء. يبقى أن نذكر بعض الملاحظات المتعلقة بالمشمش: 1 - ان قمر الدين المصنوع من المشمش يعتبر غذاء ممتازاً خصوصاً للمصابين بفقر الدم والرياضيين والناقهين والحوامل وأصحاب الأعمال المرهقة. وينصح بقمر الدين في فترات الصيام لأنه يقي الجسم من الانهاك والتعب ويساعد على تحمل مشاق العطش والجوع. 2 - ان الپ"إكي دنيا"هي أحد أنواع المشمش، أو في شكل أدق هي التي يطلق عليها اسم المشمش الهندي، وهذا النوع مفيد في تنظيم عمل الأمعاء لدى المصابين بالإسهال نظراً لاحتوائه على مادة العفص وحامض التفاح وحامض الطرطير وحامض الليمون. 3 - ان نوى المشمش الحلوة مفيدة ومغذية كالمكسرات، ويستخرج منها زيت شبيه بزيت اللوز، أما نوى المشمش المرّة فيجب الحذر كل الحذر منها لأنها تحتوي على حامض السياندريك الذي يعتبر من السموم القاتلة.