احتل الباذنجان مكانة مرموقة فاقت كل أنواع الخضروات، ويبدو هذا الأمر جلياً في عدد الأكلات التي تصنع أو تحضر منه. أصل الباذنجان بلد الهند وهو أشهر من أن يعرف في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. يقال ان كلمة"باذنجان"أصلها فارسي اذ يسمى"إبذنج"ومعناه مناقير الجن. ولكن هناك من يعتقد ان اسم الباذنجان جاء من السريانية ومعناه"ابن الجنينة". الشعراء العرب تغنوا بالباذنجان ومن بينهم ابن المعتز الذي قال فيه: وابذَنْجْ بستان رأيته/ على طبق يحكي لمقلة وامِقِ قلوب ظباء أفردت عن جسومها/ على كل قلب منهم كف باشق الأوروبيون عرفوا الباذنجان بفضل العرب بعدما نظروا اليه في البداية نظرة ازدراء وخوف ولكنهم مع مرور الوقت أحبوه وكرموه على موائدهم. وكان أول ذكر للباذنجان عند الغربيين في كتاب الراهب"ألبير الكبير"في القرن الثالث الميلادي. وفي اليابان هناك مثل يقول:"اذا حلمت بثلاث منه فهذا يعد من علامات الحظ". العلامة الطبيب ابن سينا ذكر الباذنجان في كتابه"القانون"بقوله:"انه غذاء واف يشد المعدة ويدر البول ويقطع الصداع ويطيب رائحة العرق". والأطباء العرب القدامى وصفوا الباذنجان بأنه غذاء منعش ومفيد في الصيف. أنواع وأشكال الباذنجان كثيرة ومتنوعة ولكنها في شكل عام تملك الخواص والمواصفات الآتية: * الباذنجان يعد من الخضروات الفقيرة بالسعرات الحرارية لا بل يحتل مركز الصدارة في هذا المجال، اذ ان 100 غرام تعطي 22 سعرة فقط. من هنا فإنه يوصف بكثرة للراغبين في تخسيس أوزانهم وطبعاً يجب أكله مشوياً أو مسلوقاً أو نيئاً والابتعاد عن الباذنجان المقلي لأنه يكون مشرّباً بالزيت الغني بالطاقة وهذا بحد ذاته يتعارض مع الريجيم التخسيسي. * يحتوي الباذنجان على مقادير ضئيلة من أملاح الكلس والحديد والفوسفور وهو غني بمعدن البوتاسيوم وهذا الأخير له أهمية كبرى للجسم فهو موجود في كل خلية من الخلايا، اذ انه يتحكم بحركة الماء ويلعب دوراً استراتيجياً في نقل الاشارات العصبية وفي حدوث التقلصات العضلية. ان نقص البوتاسيوم في الجسم يتمظهر بالتعب الشديد واذا كان النقص كبيراً فإنه يقود الى الاصابة بالشلل وحدوث الاضطرابات القلبية وهبوط ضغط الدم. * توجد في الباذنجان كمية عالية من البكتين، وهي مادة ليفية غروية ذات فعالية منشطة للأمعاء اذ تساعدها في طرد فضلاتها. ان الياف البكتين تتحول في الأمعاء الى كتلة جيلاتينية ذات تأثير كبير، فهي أولاً تساهم في ابطاء امتصاص السكاكر من قبل الأمعاء، وثانياً تصطاد جزئيات الكوليسترول، وثالثاً تقلل من امتصاص الطاقة ورابعاً تعمل على تنظيم حركة الأمعاء فتساعدها على طرد فضلاتها. من هنا فإن الباذنجان يقدم خدمات وقائية جمة للأشخاص المعرضين لخطر الأمراض القلبية الوعائية والداء السكري والبدانة والإمساك. * يعتبر الباذنجان مصدراً مهماً لطلائع مادة السيروتونين، وهذه الأخيرة هي ناقل عصبي مهم له دور على أكثر من صعيد خصوصاً في التحكم بشهية الشخص ومزاجه ونشاطه. ان نقص السيروتونين يعرض الجسم لهزات صحية هو في غنى عنها. يتم تصنيع السيروتونين اعتباراً من الحامض الميني التريبتوفان. ويعرض نقص السيروتونين في بلاسما الدم صاحبه الى عوارض شتى مثل الكآبة والخلل في الشهية واضطراب المزاج والتعب الجسدي والفكري، اضافة الى الحاجة الملحة لتناول السكاكر البسيطة التي تحرض على صنع السيروتونين. وهناك اختصاصيون يعتقدون أن الأشخاص الذين يتناولون السكاكر السريعة الامتصاص هم أقل اصابة بالكآبة لأن تلك السكاكر تشجع على صنع مادة السيروتونين الباعثة للانشراح. * يحتوي الباذنجان على كميات قليلة من الفتيامين A والفيتامين C اضافة الى مقادير ضئيلة من البروتينات والمواد الدهنية والنشويات. والأفضل أن يؤكل الباذنجان بقشره لأن الفيتامنيات والأملاح المعدنية موجودة فيه. تركيب الباذنجان في كل 100 غرام الطاقة 22 سعرة البروتين 0.9 غ الدهن آثار السكاكر 4.5 غ الماء 91.2 غ الألياف 2.5 غ البوتاسيوم 240 ملغ المغنيزيوم 16 ملغ الحديد 0.4 ملغ