شهرتها كصحافية تتفوق على شهرتها كمؤلفة سينمائية، فمشوارها السينمائي لا يتجاوز ستة أفلام إلا أنها استطاعت من خلالها أن تعبر عن نفسها مؤلفة جادة تجيد تصوير مشاكل المجتمع الذي تعيش فيه. وخلال الاعمال التي قدمتها لم تكتف حُسن شاه بطرح المشكلة من بعيد، كما يفعل غيرها من المؤلفين وانما تعيش داخل المشكلة كأنها تجربة شخصية خاصة بها. من بين أعمالها التي قدمتها قصة فيلم"أريد حلاً"الذي أدى الى تغيير بعض مواد قانون الاحوال الشخصية، كما أنه كان أول عمل درامي يتناول قانون الخلع. هي الكاتبة حُسن شاه التي كرمها المهرجان القومي للسينما عن أعمالها الفنية. عن شعورها بعد تكريمها قالت التكريم يكون دائماً امراً جميلاً في حياة أي إنسان وأنا في عملي الصحافي أو في أفلامي القليلة التي قدمتها حاولت أن أقول كلمة صادقة لمصلحة المجتمع الذي أعيش فيه، وأفلامي القليلة كان لها تأثير، فبعد أن قدمت فيلم"أريد حلاً"فكرت الحكومة المصرية في تغيير بعض قوانين الأحوال الشخصية، وكان أول عمل درامي يتناول قضية الخلع التي تم التعتيم عليها لمدة 14 قرناً، فالخلع ذكر في القرآن الكريم وأنا نبهت الى هذا، وهذا القانون أنقذ سيدات كثيرات ومنهن الشخصية التي استعرتها في الفيلم والتي ظلت لمدة 12عاماً داخل المحاكم. وقد أخذت قصة الفيلم عن تجربة واقعية لإحدى السيدات ويكفيني أنني كنت سبباً في تغيير قانون الأحوال الشخصية". صحافية أولاً أعمالك السينمائية قليلة ولا تتجاوز ستة أفلام فهل انشغالك بالعمل الصحافي هو الذي أبعدك من التفرغ للسينما أم هناك أسباب أخرى؟ - الصحافة هي التي أخذتني من السينما، وأنا اعتبر نفسي في البداية صحافية وبعد ذلك أي شيء آخر. عندما التحقت بالمعهد العالي للسينما لم أكن أفكر في احتراف الكتابة السينمائية، التحقت بالمعهد بسبب حبي للنقد السينمائي وكنت الأولى على الدفعة. وقام ببطولة فيلم التخرج الذي قدمته، شادية وكمال الشناوي وأحمد مظهر وشكري سرحان ومدة الفيلم 25 دقيقة. وقد اعتذر بعض الفنانين عن عدم المشاركة، وكانوا أقل نجومية من الابطال الذين قدموه وكان سبب اعتذارهم انه عمل من دون أجر ولن يعرض على الجمهور. وكانت تربطني صلة قوية بالفنانة شادية التي رحبت على الفور، ووقتها كانت تقوم بتصوير فيلم مع المخرج اشرف فهمي وطلبت اجازة من تصوير ذلك الفيلم كي تقوم بدورها في فيلم"موقف"، مشروع التخرج الخاص بي، والنجوم الذين قاموا ببطولة الفيلم لم يكونوا ينظرون الى المقابل المادي بقدر اعجابهم بالفكرة". كيف جاء تحولك من صحافية وناقدة سينمائية الى مؤلفة؟ - الفضل في هذا يعود للفنانة فاتن حمامة فهي التي اقترحت عليّ تقديم فيلم"أريد حلاً"عندما كنت أزورها في منزلها. فهي زميلة دراسة، وعندما فكرنا في فكرة الفيلم اقترحت عليّ تناول قانون الاحوال الشخصية وبعد الانتهاء من كتابة السيناريو رفضه أكثر من منتج بحجة أنه عمل واقعي، إلا أن فاتن حمامة أصرت على خروج الفيلم للنور وتصدى لانتاجه الفنان صلاح ذو الفقار. النجاح الذي حققه فيلم"أريد حلاً"والصدى الذي أحدثه ألم يجعلك تفكرين في التفرغ للكتابة السينمائية؟ - النجاح الذي حققه الفيلم لم يغرني بالتفرغ للسينما فالصحافة تجري في دمي. لو تفرغت للسينما لأصبحت مليونيرة لكن أتمنى أن أموت والقلم في يدي، ورحلتي الصحافية كانت ممتعة الى أقصى درجة اذ قابلت شخصيات مؤثرة لم أكن أحلم بلقائها. الصحافة هي التي وفرت لي هذا. آخر أفلامك السينمائية كان"القتل اللذيذ"الذي قدم قبل خمس سنوات فما سبب ابتعادك من السينما خلال السنوات الماضية؟ - السينما لم تعد تناسبني بما يقدم فيها حالياً من أفلام هزيلة وهابطة وسخيفة ان أكثر المخرجين موهبة يجلسون من دون عمل.. اين سعيد مرزوق وداود عبد السيد وخيري بشارة ومحمد خان أنا؟ عندما اريد أن أتناول أحد المواضيع اقدمها في باب اريد حلاً الذي أقدمه في صحيفة"الأخبار". ألا يوجد موضوع يستفزك لكتابته سينمائياً؟ - الوقت غير مناسب لتقديم أي أعمال على شاشة السينما وعندما يأتي إلي أحد المنتجين الجادين ويطلب مني فيلماً سأكتب له، فأنا لا أعرض أعمالي على أحد ومن يريدني أن أكتب له عليه ان يأتي اليّ ويلح في طلبه، وأفلامي التي قدمتها كتبتها، بناءً على طلب مخرجيها والمنتجين.