تناول التقرير الأسبوعي الأخير للبنك الأهلي التجاري السعودي"توجهات وآفاق سوق الذهب السعودية"، مشيراً إلى ان تاريخ استخدام الذهب في السعودية يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وأضاف ان شركة"معادن"الحكومية، تستخرج المعدن الثمين حالياً من منطقة"مهد الذهب"بواقع 9.3 طن سنوياً، ما يمثل 5.8 في المئة من الطلب على الذهب في المملكة. ولفت التقرير إلى ان السعودية هي خامس أكبر دولة مستهلكة للذهب عالمياً وأكبرها في الشرق الأوسط، إذ ان الطلب السعودي السنوي على المعدن الأصفر ناهز 4.25 في المئة من السوق العالمية في 2005، موضحاً ان سوق المجوهرات السعودية تضم نحو 4 آلاف متجر مجوهرات، ونحو 250 مصنّعاً أهمها لازوردي وطيبة وموصلي، و30 متجر تجزئة كبيراً، حيث تشكل الرياض نحو 37.5 في المئة من سوق التجزئة الخاصة بالذهب في السعودية، تليها مدينة جدّة بنحو 25 في المئة. سوق الذهب العالمية كما أشار التقرير، استناداً إلى إحصاءات"مجلس الذهب العالمي"، إلى انه بيع نحو 3.75 طن من الذهب عالمياً في العام الماضي بقيمة إجمالية 53.6 بليون دولار، لكن الطلب العالمي على الذهب، لا سيما في آسيا والشرق الأوسط بدأ يتراجع هذه السنة بفعل ارتفاع أسعاره إلى مستويات قياسية. إذ تراجع الطلب العالمي في الفصل الأول من السنة الحالية نحو 16 في المئة إلى 836 طناً، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ومن حيث الوزن، استهلك نحو 2.76 طن ذهب بقيمة 39.1 بليون دولار في العام الماضي. وأضاف ان صناعة المجوهرات، شكلت نحو 72.9 في المئة من الاستهلاك العالمي، في حين تم شراء نحو 599 طن 8.57 بليون دولار لأغراض استثمارية، شكلت 16 في المئة من الطلب الإجمالي، تلاها الإنتاج الصناعي بنحو 419 طناً 5.9 بليون دولار، أي 11.2 في المئة من الطلب العالمي. الى ذلك لفت التقرير إلى ان ارتفاع أسعار الذهب عالمياً، عزز الطلب عليه من جانب صناديق الاستثمار لا سيما"الصناديق المتداولة في البورصة" في العامين الماضيين بنحو 26 في المئة، في حين تراجع نمو الطلب عليه من جانب صناعة المجوهرات، إلى نحو 5 في المئة. وفي ما يختص بالسوق السعودية، بلغ الطلب على الذهب نحو 159.6 طن في العام الماضي، مرتفعاً نحو 13 في المئة عن العام السابق، بفضل ارتفاع الطلب الاستثماري بنحو 42 في المئة والطلب عليه للمجوهرات نحو 12 في المئة، علماً ان نحو 95.5 في المئة من الطلب على الذهب في السعودية هو مخصص للمجوهرات. ومن ناحية استهلاك الذهب لكل مواطن، تحتل السعودية مرتبة متقدمة، إذ استهلكت 6.87 غرام ذهب للفرد في العام الماضي، مقارنة ب1.29 غرام في الولاياتالمتحدة، و0.68 غرام في الهند أكبر دولة مستهلكة للذهب عالمياً. وتوقع التقرير ان يتراجع الطلب السعودي على الذهب في السنوات القليلة المقبلة بسبب تراجع الطلب على المجوهرات المصنوعة من الذهب. إذ لفت إلى انه على رغم استمرار ارتفاع الطلب المحلي على المعدن الأصفر، ارتفعت وارداته بوتيرة أقل بدءاً من 2001، لتبلغ نحو 21.6 في المئة، إلى 45 طناً في 2004، في حين شكل الطلب الإجمالي عليه في العام نفسه نحو 141 طناً، ما يشير إلى الاعتماد على إعادة تصنيع الذهب المحلي بهدف تلبية الطلب الفائض البالغ نحو 96 طناً. أسعار الذهب العالمية وأوضح التقرير ان سعر الذهب يتأثر بأسعار الفائدة والوضع السياسي العالمي وأداء الاقتصادات الكبرى، مشيراً إلى انه تراوح بين 372.45 دولار و537.00 دولاراً للأونصة بين 1995 و2005. وأضاف ان المعدل السعري للذهب ارتفع نحو 8.54 في المئة في العام الماضي، إلى 444.74 دولار للأونصة، موضحاً ان"سعر الذهب ارتفع عالمياً في بداية السنة الحالية إلى مستويات قياسية لم تسجل منذ 1980، بفعل ارتفاع أسعار النفط العالمية والتشنج السياسي في الشرق الأوسط"، وعاد فتراجع في الأسابيع القليلة الماضية بسبب انتعاش سعر صرف الدولار أمام العملات العالمية. لكنه توقع استمرار ارتفاعه في السنة الحالية والسنة المقبلة على ضوء ارتفاع الطلب عليه من قبل المحافظ الاستثمارية.