أضافت منظمة التجارة العالمية مشكلة جديدة على مشاكل العلاقات المعقَّدة بين الهندوباكستان، عندما وضعت البلدين أمام خيار صعب: أما التقدم بتسجيل مشترك واحد للعلامة التجارية للرز البسمتي الذي ينتجه البلدان، أو تخلي أحدهما عن التسمية للبلد الآخر. وبموجب قانون المنظمة للعلامات التجارية الجغرافية، فإن حقوق ملكية العلامة التجارية الجغرافية علامة منتج ينتسب لإقليم، دولة، مدينة، بلدة، قرية، تُعطى فقط للدولة العضو التي اشتهرت، أو عُرِفَت تقليدياً أو بسبق تاريخي، بإنتاج أو تصنيع ذلك المُنتج أو المادة، ولا يحق لدولة أخرى أن تطلق اسماً تجارياً على منتج مماثل، حتى وإن قامت بتمييزه بإضافة كلمة فرعية إلى جانب اسمه الأصلي. وعلى هذا الأساس، طلبت المنظمة من الهندوالباكستان إيجاد حل لموضوع الاسم التجاري للرز البسمتي، على رغم أن البلدين يميّزان منتوجهما بعبارة"بسمتي - باكستان"و"بسمتي - الهند". وعلى رغم أن الهندوباكستان دخلتا في حوار ثنائي، لتشكيل لجنة مشتركة للنظر في أوجه التسجيل المشترك للرز البسمتي، إلا أن مصدراً في الوفد التجاري الباكستاني في المنظمة، أبلغ"الحياة"، أن هناك معارضة قوية داخل وزارة الزراعة والمواشي الباكستانية، لتسجيل البسمتي الباكستاني، كعلامة تجارية مشتركة مع البسمتي الهندي. وأشار إلى أن بلاده ترى أن مثل هذا التسجيل سيكون لمصلحة الهند وليس باكستان،"اذ هناك اعتراف دولي بأن الرز البسمتي المُنتج في الأراضي الباكستانية، أفضل نوعية من البسمتي الهندي وأكثر شهرة منه، وأن الهند تقوم بتسويق الرز الباكستاني في السوق العالمية تحت اسم"البسمتي الباكستاني". غير أن المسؤول التجاري الباكستاني أقرَّ، من جهة أخرى، بأن إجراءات بلاده في تنفيذ المستلزمات الأساسية لتسجيل الرز البسمتي الباكستاني في السوق العالمية كانت"بطيئة"، في حين قامت الهند بتسجيل رزّها البسمتي في قوانينها، وفي السوق المحلية، وأنها أنجزت مستلزمات تنفيذ التسجيل في السوق العالمية قبل أشهر. ولا يتفق المصدر مع الرأي القائل إن منظمة التجارة العالمية وضعت باكستان في موقف صعب، وأنه لم يعد أمامها من خيار سوى التوجه نحو الهند، لتسجيل رزّها مع البسمتي الهندي، كعلامة تجارية واحدة. وقال: هناك اتفاق بين البلدين للوصول الى حلٍّ مرضٍ للموضوع. كما ان منظمة التجارة كانت أعاقت خلال السنوات القليلة الماضية تسمية"الكونياك الصيني"، إذ لا يوجد في العالم الآن سوى الكونياك الفرنسي، المنتج في"كونياك"الشمالية، والشمبانيا الفرنسية المُنتج في بلدة منطقة"شامباني"الشمالية الشرقية، وجبنة الغرويير السويسرية المنتجة في بلدة غرويير في غرب البلاد، وجبنة الفيتا اليونانية. وعلى رغم أن ألمانيا والدنمارك وفرنسا وبريطانيا، التي تنتج جبنة"الفيتا"إلى جانب اليونان، اعترضت على قرار للمحكمة الأوروبية بأن كلمة"فيتا"غير مُرتبطة بمكان، أو دولة، أو منطقة جغرافية معيّنة، كي تحصل على صفة العلامات التجارية الأصلية المحمية، إلا أن المحكمة ردّت بأنه إذا كانت لا توجد هناك منطقة جغرافية معينة باسم"فيتا"، إلا أن التقليد التاريخي لصناعة هذه الجبنة أتى من بلاد الإغريق، وهو تقليد راسخ في القِدَم مستمد من الأجداد.