اخاف ان لايصمد امام الزمن ، المثل العامي المشهور (زي الرز ) ، الذي يدل على الكثره والتنوع ، بعد ان رأينا ماحدث للرز قبل سنتين ، فقد ارتفعت اسعاره ، وقررت الهند وقتها ، وهي التى نستورد منها نصف مليون طن رز في السنة، قررت وضع رسوم على التصدير ، وربما ايقافه ، كما ارتفعت في نفس الفترة اسعار الرز في الدول المشهورة بانتاجه ،مثل تايلند والفليبين ، لدرجة انه تم توزيع الرز ، في حصص على المستهلكين ، واخاف ان يتحول هذا المثل العامي ، لا سمح الله ، الى دليل على الندرة لا الكثرة. ولكن بدأت هناك مبشرات لحل الازمة، فالاسعار عاودت الانخفاض ، ومصر البلد الشقيق تنتج الرز ، وقد زاد الانتاج المصري في السنة الماضية، ولديهم الارض والنيل ، والمشكلة، ان رز مصر لايصلح الا للمحشي والسليق . والرز منتج غريب على جزيرة العرب ، وليس هذا بمقام البحث عن تاريخ الرز ، ونكتفي بالقول بأن الهند تنتج 200 نوع من الرز البسمتي ، وان الرز من الاطعمة التي لايمكن زراعتها مطلقا ببلاد العرب ، لانه يزرع بما يشبه الاحواض المائيه ،من كثرة حاجته للماء . ولقد قال احد المؤرخين العرب : ان دخول الرز الى جزيرة العرب علم الحريم الكسل ، لسهولة طبخه ، بينما يحتاج قرص الخبز ، الى طحن وعجن وخبز . وليس الرز بالغذاء الصحي ، لانه من النشويات ، و كثرة تناوله تسبب السمنهوانتفاخ الكرش ، وليس في الرز قوة ، كما يقول المثل . وقد نبهني احد الاصدقاء الى حقيقة مهمة، تؤكد المثل العامي السابق ،حين قال لي : انظر الى الهنود والبنقال والباكستان ، كلهم متشابهون،ولكن يتفوق الباكستانيون على الباقين ،في القوة البدنية، والسبب ان الهنود والبنقال يأكلون الرز ، بينما يأكل الباكستانيون الشباتي وهو نوع من انواع الخبز . واكبر استهلاك للرز في بلدنا ، في ولائم الزواج ، حيث يدعى للوليمة كل من يعرف العروسين ، من بعيد او قريب ، اضافة الى من يندس من الغرباء بين المعازيم ، حتى يصل العدد الى الف نفر ، فتمتد تباسى الرز ، عندئذ ، مئات الامتار . واذا اردنا الصحة ، وتخفيض اسعار الرز ، فعلينا تقليل استهلاكه في البيت ، والاقتصار في ولائم الزواج على الاقرباء ، والاصدقاء المقربين ، والانتباه للطفيليين ، والغرباء المندسين .مع التفكير في استبدال الرز في وليمة الافراح بالاكلات الاخرى مثل المرقوق و المطازيز .