يحاول الاتحاد الأوروبي منذ أزمة الرسوم الكاريكاتورية، وضع استراتيجية تواصل تساعد المسؤولين الأوروبيين على عدم الخلط بين مفهومي الإرهاب والإسلام. وحتى قبل الجدل الذي أثارته الرسوم الدنماركية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كان الاتحاد الأوروبي قرر أواخر 2005"توحيد المفردات والعبارات"المستخدمة عند الحديث عن المسائل المرتبطة بالإرهاب، في إطار خطة أشمل تهدف إلى محاربة التطرف. ومنذ ذلك الحين، سمحت اجتماعات لخبراء، من بينهم متخصصون في الشؤون الإسلامية ولغويون، بوضع وثيقة أولى من المفترض إنجازها بحلول نهاية السنة، تؤكد مقدمتها أن"التصنيف غير الإرادي والناتج من استخدام خاطئ للكلمات يمكن أن يساهم في تعزيز الأصولية". وتدعو الوثيقة عموماً الحكومات الأوروبية"التي لا تشكل مرجعاً معترفاً به في المسائل الدينية"، إلى"الحد من استخدام العبارات الدينية"وعدم تصنيف المسلمين على أساس دينهم الذي غالباً ما يشكل"جزءاً من هويتهم". ثلاث عبارات ويشير الاتحاد الأوروبي إلى ثلاث عبارات تمثل إشكالية في الخطاب السياسي وهي"التيار الإسلامي"و"الأصولية"و"الجهاد". وتتضمن الوثيقة أولاً توصية بعدم استخدام عبارة"الإرهاب الإسلامي"التي تشير في اللغات الأجنبية إلى مفهومين، أولاً الإرهاب المتعلق بالديانة الإسلامية، وثانياً الإرهاب المتعلق"بأيديولوجيا سياسية". وفي الحال الأولى، يعتبر الاتحاد الأوروبي انه لا يجوز ربط الإرهاب"بديانة بكاملها". لكن حتى في المفهوم الثاني، فإن"العبارة لا تخلو من المشكلات"إذ"أن الكثير من الإسلاميين لا يلجأون إلى العنف لبلوغ أهدافهم السياسية". وبالتالي، فإن الوثيقة توصي بتسمية المجموعات التي تنفذ اعتداءات باسمها، والحديث عن"الإرهاب الذي يشكل تفسيراً خاطئاً للإسلام". أما كلمة"أصولية"فيجب"تجنبها في الخطابات السياسية"لأنها تشير إلى معتقدات"قد لا تكون مرتبطة بالضرورة بأجندة سياسية". وتضيف الوثيقة أن هذه العبارة"نادراً ما يكون لها معنى سلبي لدى المسلمين". وفي ما يتعلق بكلمة"الجهاد"، يعتبر الخبراء تعبير"الإرهاب الجهادي... ينسجم مع تبريرات الإرهابيين لأعمالهم". لكن الوثيقة تضيف أن"معظم المسلمين قد يعتبرون هذا التعبير مهيناً لأنهم لا يوافقون على تفسير الإرهابيين لكلمة جهاد"، وهو"الكفاح المسلح الذي يشكل واجباً لكل مسلم". وبحسب فريسو روسكام ابينغ الناطق باسم المفوض الأوروبي للعدل فرانكو فراتيني، فإن توضيح هذه المصطلحات موجه إلى المسؤولين والموظفين غير المتخصصين في الثقافة الإسلامية. وأضاف أن"المسألة ليست استخدام كلمات صحيحة، بل الحد من التحريض على التطرف".