حذر قائد الشرطة العراقية في كركوك شمال من تسلل عناصر"القاعدة"الى المدينة، مؤكداً اعتقال سبعة من أعضاء"مجلس شورى المجاهدين"الذي شكله زعيم تنظيم"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"أبي مصعب الزرقاوي قبل مقتله بشهور قليلة. فيما أعلن الجيش الاميركي ان"المنزل الذي كان فيه الزرقاوي قصفته طائرتان كانتا في مهمة روتينية". وقال اللواء شيركو شاكر ان"بعض سكان المدينةكركوك يوالون انصار"القاعدة"ويسعون الى توفير الملاذ للقادمين منهم الى ديالى، حيث قتل الزرقاوي الاربعاء الماضي"، مؤكداً ان"حملات دهم وتفتيش واسعة تنفذها الشرطة العراقية والاجهزة المختصة في عدد من المناطق لاعتقال تلك العناصر التي تمكنت من الفرار الى المدينة". في غضون ذلك قال قائد الحرس الوطني العراقي في شمال البلاد اللواء انور حمه امين"تمكنا من الحصول على معلومات استخباراتية تفيد بأن عناصر"القاعدة"تسعى الى نقل المعركة الى كركوك"، مشيراً الى ان"أنصار ومريدي الزرقاوي يوفرون لتلك العناصر المكان ووسائل النقل". الى ذلك، اكد مسؤول في الشرطة في كركوك أمس اعتقال سبعة من اعضاء"مجلس شورى المجاهدين"التابع لتنظيم"القاعدة"، يعتقد انهم فروا من بعقوبة. وقال النقيب شاخوان محمود ان"قوات اميركية وعراقية محمولة جوا دهمت منازل مهجورة في مناطق تابعة لكركوك واعتقلت سبعة من اعضاء المجلس". واضاف ان"المعلومات تشير الى ان هؤلاء فروا من بعقوبة بعد مقتل الزرقاوي من جهته، تعهد تنظيم"القاعدة"أمس شن"عمليات كبرى تزلزل العدو"لكنه لم يسم خليفة للزرقاوي. وجاء في بيان للتنظيم نشر على موقع على الانترنت ان"مجلس الشورى عقد اجتماعا عقب مقتل الزرقاوي لبحث الاستراتيجية وتجديد البيعة لأسامة بن لادن"زعيم"القاعدة". وأفاد محضر الجلسة الذي نشر على موقع يستخدمه في الغالب متشددون اسلاميون ان التنظيم بصدد"الاعداد لعمليات كبرى تزلزل العدو وتقض مضاجعه بالتنسيق مع بقية الفصائل، كما أشار الى"تجديد البيعة لأمير تنظيم القاعدة أبي عبدالله اسامة بن لادن حفظه الله، وسيرى من جنده في العراق ما يسر قلبه ويبهج خاطره بإذن الله."وكان ابن لادن اعلن الزرقاوي نائبا له في العراق. وفي كانون الثاني يناير اقامت"القاعدة"في العراق مع بعض الجماعات المتشددة الاخرى"مجلس شورى المجاهدين"لتنسيق عملياتها. ويلقى باللوم على الزرقاوي في حملة التفجيرات والاغتيالات. ويقول مراقبو"القاعدة"ان خليفته ربما يكون شخصية محلية تزيد من تركيز الهجمات على القوات الاميركية والعراقية وتحد من التفجيرات الانتحارية وقطع الرؤوس. الى ذلك، صرح ضابط اميركي ان طياراً تابعاً لسلاح الجو كان في مهمة روتينية عندما صدرت إليه الاوامر بقصف"هدف حساس"تبين انه المنزل الذي كان الزرقاوي فيه. ونفى الناطق باسم القوات المتعددة الجنسية الجنرال وليام كالدويل معلومات اوردتها صحف تحدثت عن تطويق جنود اميركيين منزل الزرقاوي وطائرات مستعدة للقصف، مؤكداً ان العدو الاول في العراق قتل خلال مهمة تحليق روتينية لطائرتين. واضاف ان الطيارين"لم يكونا على علم مسبق بأن عليهما قصف هذا الهدف عندما كانا في مهمتهما الروتينية". واوضح ان"الامر اعطي اليهما بالتوجه الى مكان يقع فيه منزل هو الهدف". وتابع ان الطائرتين المشاركتين في المهمة الروتينية كانتا تتزودان وقوداً واحداهما كانت ما زالت مرتبطة بطائرة التزود، موضحا ان قاذفة ألقت قنبلتين تزن كل منهما 250 كيلوغراما وادتا الى تدمير المنزل. واضاف ان"الطائرة الثانية كانت تتزود". وكان الزرقاوي قتل مع خمسة اشخاص آخرين بينهم طفلة في غارة جوية قرب قرية هبهب شمال بغداد. واوضح الضابط نفسه ان المهمات الروتينية"تجري دائما بطائرتين. افترق أحد الطيارين عن زميله لان العملية كانت آنية وحساسة". وتابع ان الطيار ألقى قنبلة"جي بي يو-12"موجهة بالليزر، ثم قام بدورة قبل ان يلقي قنبلة ثانية"جي بي يو-38"موجهة بنظام"جي بي اس"للملاحة عبر الاقمار الاصطناعية لان الاوامر التي صدرت تقضي بالقاء القنبلتين. واكد الجنرال كالدويل ان قرار شن الغارة الجوية أصدره على الارجح قائد قوات التحالف في العراق الجنرال جورج كيسي. واضاف ان اي قوة امنية لم تكن قرب المنزل الذي كان الزرقاوي يعقد فيه اجتماعا مع مستشاره الديني الشيخ عبدالرحمن واربعة آخرين. و"لم تكن هناك قوات اميركية في الموقع". ولا يعلق الجيش الاميركي عادة على نشاطات قواته الخاصة. وقال اللفتنانت كولونيل توماس فيشر قائد كتيبة اميركية في الفرقة الرابعة للمشاة، ان قواته كانت في الموقع"بعد خمس دقائق"من الهجوم. واضاف"كنا نقوم بدوريات في المكان". واكد الجنرال كالدويل ان الغارة جرت بعد مطاردة عبدالرحمن اسابيع وليس نتيجة اتصال آني. واضاف"تابعناه اسابيع وقام عبدالرحمن بتحركات عدة شكلت مؤشرا إلى انه سيلتقي الزرقاوي". واضاف انه عندما وصل عبدالرحمن الى المنزل قدر العسكريون الاميركيون ان الاجتماع منعقد مع الزرقاوي واتخذ القرار بشن الغارة. ووصف كايسي الانباء التي تحدثت عن ضرب الجنود الاميركيين الزرقاوي حتى الموت بعد الغارة الجوية بأنها"سخيفة". وقال رداً على سؤال لشبكة"فوكس نيوز"على معلومات نشرتها الصحافة البريطانية قال"هذا هراء". وأوضح:"لاحظ جنودنا الذين وصلوا الى المكان بعد الغارة ان الشرطة العراقية وضعت الزرقاوي في سيارة اسعاف، فأخرجوه منها لاعطائه الاسعافات الأولية لكنه فارق الحياة".