قبل 24 ساعة من اجتماعات مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا للبحث في الملف النووي الإيراني، قدمت طهران اكثر تقويماتها تفصيلاً لاقتراحات الدول الكبرى الست الساعية إلى إقناعها بالتخلي عن نشاطاتها النووية الحساسة. راجع ص 8 وأعلنت طهران انها ستستقبل اليوم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حاملاً رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وسيجري الوزير محادثات مع نظيره الايراني منوشهر متقي تتناول"الملف النووي والتطورات في فلسطين والعراق وقضايا أخرى اقليمية"بحسب الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي. وجاء اعلان زيارة الوزير السعودي لطهران غداة اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية لدول مجلس التعاون اول من امس في الرياض تركز على الملف النووي الايراني. ورجحت مصادر مطلعة تحدثت الى"الحياة"في طهران أن تكون زيارة الأمير سعود الفيصل تنطوي على مساع عربية للوقوف على آخر المواقف الإيرانية من عملية السلام في الشرق الأوسط، وتعاون طهران في إطار مبادرة السلام العربية، اضافة الى البحث في التعاون العربي - الخليجي - الإيراني في الموضوع العراقي، عشية استضافة طهران اجتماع وزراء الخارجية والدفاع في الدول المجاورة للعراق الذي تحضره مصر. تزامن ذلك مع محادثات اجراها في القاهرة سكرتير مجلس الامن القومي الإيراني علي لاريجاني المكلف الملف النووي، مع الرئيس حسني مبارك وكبار المسؤولين، اضافة الى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي قال ان لاريجاني حمل تطمينات الى الدول العربية في شأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي لبلاده. وقال لاريجاني في مؤتمر صحافي في العاصمة المصرية ان العرض الغربي الذي تلقته بلاده"يحوي نقاطاً ايجابية مثل تقديم مفاعلات نووية لايران واقتراح بفتح حوار في شأن الاستقرار الإقليمي". وزاد ان العرض تضمن اقتراح الدول الغربية"اجراء مشاورات مع ايران في شأن ترتيبات أمنية في المنطقة والاستفادة من القدرات الايرانية لمصلحة الاستقرار الاقليمي". وابدى استعداد طهران"لتقديم هذا الحافز من أجل الأمن والاستقرار في المنطقة، لأن ايران قوة اقليمية". وفي رد على تحديد الرئيس الأميركي جورج بوش مهلة"أسابيع"لطهران للتجاوب مع العرض وتحديد الاتحاد الأوروبي المهلة بأنها الى حين قمة الدول الثماني الكبرى منتصف تموز يوليو المقبل، قال لاريجاني:"سبق أن قلنا إننا سندرس الاقتراحات ونرد"، واضاف:"قيل إن إيران أعطيت مهلة محددة وهذا غير صحيح". وأشار إلى أن بلاده"لن تقبل التهديد"في المفاوضات، مشيراً الى أن"لغة التهديد تتناقض مع لغة التفاوض"، فيما أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية أن طهران لن تتنازل عن"حقها"في المجال النووي، لافتاً الى انها بدأت"تدرس"العرض الذي قدمته الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا. وقال آصفي:"صنفنا فحواه فئات، بعضها مقبول والبعض الآخر غامض، ويجب تعزيز بعضها لكننا لا نقبل بعضاً منها". وزاد أن"الجمهورية الإسلامية لا تحاول المماطلة أو كسب الوقت، بل التوصل إلى رد يرضي كل الأطراف". وأعلن أن طهران رفضت بعض النقاط في العرض الغربي، وستطرح تعديلاتها في شكل عرض مضاد. وللمرة الأولى منذ وقف الحوار مع الأوروبيين، زار طهران أمس وفد من مجلس العموم البرلمان البريطاني ترأسه النائب توني لويد، والتقى رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي ونواباً. في الوقت ذاته، أعرب رئيس مجلس الشورى الإيراني غلام علي حداد عادل عن ارتياحه لأن"الأوروبيين عادوا إلى عملية التفاوض".