أعاد رجل الدين الإيراني النافذ احمد جنتي أمس، تأكيد موقف بلاده الرافض لوقف تخصيب اليورانيوم مع استعدادها لإجراء محادثات حول العرض الأخير الذي قدمته الدول الكبرى المتخوفة من البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وتواصلت الجهود الديبلوماسية في شأن الملف النووي الإيراني على رغم تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية سبق اجتماع مجلس محافظي الوكالة الأسبوع المقبل في فيينا وأكد أن إيران توسع عمليات تخصيب اليورانيوم، الأمر الذي اعترفت به طهران أمس. ودعت إيران الدول التي ستشارك في اجتماع الوكالة اعتباراً من الاثنين، إلى"ضبط النفس"وعدم تعريض الجهود الديبلوماسية التي تبذلها الدول الكبرى للخطر. وقال المندوب الإيراني لدى الوكالة علي اصغر سلطانية:"نطلب من الجميع ضبط النفس". وأكد أن بلاده"تتعاطى في شكل إيجابي"مع المفاوضات الجديدة وينبغي ألا"يؤثر" اجتماع فيينا"في هذا المناخ الذي يتجه نحو الإيجابية". جنتي وقال جنتي الذي يترأس مجلس الحرس الثوري المحافظ في خطبة الجمعة:"يجب أن نحصل على تخصيب اليورانيوم بنسبة تتراوح بين .53 في المئة و5 في المئة وعليهم الغربيون أن يقبلوا ذلك". واعتبر جنتي أن عرض الدول الكبرى الذي يتضمن حوافز"ليس جيداً"بالنسبة إلى طهران.وقال"يبدو أن الدول الكبرى تريد من جديد تنازلات منا. هذا العرض جيد لهم وليس جيداً بالنسبة إلينا. فليعلموا أن شعبنا ومسؤولينا ومرشدنا الأعلى ليسوا مستعدين للتراجع خطوة واحدة عن مواقفهم المشروعة". غير أن جنتي لم يستبعد إجراء مفاوضات مستقبلية حول البرنامج النووي الإيراني. وقال:"المفاوضات خيار دائم. لن يمتنع أحد عن الذهاب إلى المفاوضات لإزالة غموض محتمل عن بعض النقاط". التخصيب مستمر وأكد مسؤول إيراني لوكالة الأنباء الطلابية الإيرانية أن بلاده سرّعت نشاطاتها النووية من خلال ضخ غاز"هكزافلورور اليورانيوم"يو أف 6 في أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم. وقال المسؤول الذي لم تكشف هويته إن"إيران باشرت مرحلة جديدة بضخ غاز يو اف 6 في أجهزة الطرد المركزي". وأضاف أن"الجمهورية الإسلامية تريد إقامة سلسلة من ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي بحلول نهاية العام الجاري"، في إشارة إلى السنة الإيرانية التي تنتهي في آذار مارس 2007. وذكر المسؤول أن كل المعدات المستخدمة في مراكز التخصيب صنعت محلياً. وكانت إيران أعلنت في نيسان أبريل الماضي، أنها قامت بتخصيب كمية من اليورانيوم بنسبة 3.5 في المئة بواسطة سلسلة مترابطة من 164 جهاز طرد مركزي قبل أن تعلن في الثاني من أيار مايو الماضي، إنجاز عملية تخصيب يورانيوم بنسبة أعلى. وكانت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا زائد ألمانيا توافقت في فيينا على إجراءات تحفيزية وأخرى ردعية لإقناع إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم الذي قد يفضي إلى امتلاك السلاح النووي. وتسلمت طهران العرض الثلثاء الماضي، من الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. ولكن في اليوم نفسه، أفاد تقرير لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الإيرانيين كثفوا أنشطتهم في مفاعل ناتانز. وينتظر أن يقدم سولانا إلى وزراء خارجية الدول الأوروبية تقريراً عن نتائج المباحثات الأولية التي أجراها خلال تقديمه العرض الدولي إلى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي .