تصادف اليوم الذكرى الپ19 لاغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رشيد كرامي، ومن المقرر ان يقام مهرجان حاشد غداً في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس للمناسبة، يشارك فيه سياسيون من المعارضة وفي مقدمهم رئيس الحكومة السابق عمر كرامي الذي يستقبل، في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في منزله في طرابلس، النائب السابق سليمان فرنجية. وعشية الذكرى اعتبر رئيس الجمهورية اميل لحود"ان جريمة اغتياله أتت في سياق المخطط التآمري الذي استهدف ولا يزال وحدة لبنان وأمنه واستقراره"، غامزاً في كلامه من قناة رئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع. وإذ نوه لحود بالصفات والمزايا الوطنية التي تمتع بها الرئيس الشهيد، اعتبر"ان اغتياله كان يهدف الى القضاء على أي مبادرة وفاقية بين اللبنانيين، والى منع أي تقارب في ما بينهم، لأن الذي خطط للجريمة ونفذها أراد شرذمة اللبنانيين واللعب على الوتر الطائفي الذي يشتت البلاد ويهز كيانها ويبعدها عن الخط الوطني الذي كان الرئيس الشهيد أحد اركانه البارزين، نظراً الى ما كان يتحلى به من صفات لازمت مسيرته الوطنية في ظروف صعبة ودقيقة مر بها لبنان، وكان خلالها رجل دولة بامتياز تمسك بثوابت حمت الخيار الوطني وعملت للبنان الواحد الموحد في إطار السيادة والاستقلال". وأكد أن الرئيس رشيد كرامي سقط"شهيد هذه المبادىء التي ميزت هذه العائلة اللبنانية العريقة التي ضمت في عدادها رجل الاستقلال المغفور له الرئيس عبد الحميد كرامي والرئيس عمر كرامي". ولفت لحود الى ان"في الوقت الذي يسعى فيه لبنان إلى كشف ملابسات جريمة اغتيال احد رؤساء وزرائه البارزين المغفور له الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يستغرب اللبنانيون كيف ان مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي الذين دانهم القضاء وأصدر أحكامه بحقهم، ثم اطلقوا لاعتبارات سياسية ومصالح انتخابية، يراهنون اليوم من جديد من خلال مواقفهم على العودة بالبلاد الى الأجواء والخيارات والظروف التي استشهد الرئيس كرامي في ظلها، الأمر الذي يؤكد أن المؤامرة ضد لبنان لا تزال مستمرة على أيدي الجهات نفسها، وان اختلفت الأدوات والوسائل". وقال لحود:"كما استطاع اللبنانيون في الماضي القريب، ولا سيما في الأول من حزيران من العام 1987، ان يتغلبوا على ما يحاك ضد وطنهم من مؤامرات، كذلك سيتمكنون اليوم أيضاً من خلال وحدتهم وتضامنهم وتمسكهم بثوابتهم الوطنية من تجاوز هذه المرحلة الحرجة من تاريخ وطنهم، ليعود كما أراده الرئيس الشهيد، وطن الدور والرسالة في محيطه والعالم، الوطن الصغير بحجمه، الكبير بحضوره وبما حققه شعبه من إنجازات وطنية وقومية ليس أقلها انجاز التحرير من الاحتلال الإسرائيلي الذي نحيي هذه الأيام ذكراه السادسة". وشدد على"ان ذكرى الرئيس رشيد كرامي لا تختصر في يوم واحد من ايام السنة، بل هي حية على الدوام". وأكد لحود امام وفد المجلس العام الماروني"ان الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، تتطلب تضامناً بين اللبنانيين والتفافاً حول القضايا التي تعزز الوحدة الوطنية وتمنع أي محاولات تهدف إلى إضعاف قدرة لبنان على المواجهة أو تؤثر على تضامن ابنائه". وشدد على ان"هناك قواسم مشتركة كثيرة بين اللبنانيين يجب إبرازها والعمل على تعزيزها، لا سيما ان اعداء لبنان يراهنون على تظهير الخلافات الداخلية لإظهار اللبنانيين وكأنهم منقسمون، فيما الواقع ان الأكثرية الساحقة منهم تدرك أين تكمن مصلحة بلدهم وتتصرف على هذا الاساس". وشدد الرئيس لحود على أن لبنان"لا يقوم إلا على الحوار والتوافق بين أبنائه فلا غلبة لفريق على آخر، ولا تهميش لدور مجموعة على حساب مجموعة اخرى". واعتبر"تجمع اللجان والروابط الشعبية"في بيان له ان"اذا كانت الحقيقة مطلب كل اللبنانيين في الجريمة - الزلزال التي أدت الى استشهاد رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، فإن العدالة هي الأخرى تبقى شعار كل اللبنانيين في معاقبة قتلة رئيس وزراء اخر هو الرئيس الشهيد رشيد كرامي". ودعا التجمع الى اوسع مشاركة شعبية في مهرجان الغد. وحيّا رئيس المجلس النيابي نبيه بري"روح الراحل الطاهرة، باعتباره ركناً من أركان الدولة والوحدة والوفاق والتعايش الوطني، ولأنه خص الجنوب دائماً برعايته وعاطفته النبيلة ودعم بقوة مشروع المقاومة بمواجهة حروب اسرائيل ضد لبنان". ورأى"أن هذه الذكرى يجب أن تشكل محطة من أجل الدفع الى الامام بمشروع الدولة وبناء الثقة بالدولة وبأدوارها على قاعدة ترسيخ السلم الأهلي وعناصر الوحدة الوطنية وتعزيز المشاركة والحوار الوطني". وحيا رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي روح الرئيس الشهيد كرامي، وقال:"كان عن حق صمام الامان في وجه كل محاولات العبث بلبنان وسلخه عن محيطه العربي. وفي اللحظات الحرجة وقف ثابتاً وعنيداً في الدفاع عن الوطن وحماية مؤسساته، رافضاً الانجراف خلف نهج التطرف ليبقى عن حق رجل الاعتدال والوطنية الصادقة المجردة من اي انفعال او مصلحة شخصية". واكد ان"الهدف الاساس من اغتياله كان ضرب المصالحة الوطنية والقضاء على كل امل في انهاض الدولة اللبنانية واعادة بناء مؤسساتها، وكم نحن في حاجة اليوم الى تعزيز وفاقنا الوطني وعيشنا الواحد في كنف الدولة العادلة والقادرة". زهرا : لحود يقلل من أهمية موقع الرئاسة رد النائب انطوان زهرا كتلة"القوات اللبنانية" في حديث صحافي على كلام أطلقه الرئيس لحود بحق مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس كرامي بالقول:"ما يلفتنا استعمال لحود هذا الموقع الجليل للإمعان في التقليل من أهمية موقع الرئاسة، وبدل ان يكون هذا الموقع لجمع اللبنانيين حول الخيارات الوطنية، نجده يُستعمل من خلال استقبالات لا تمت الى الرئاسة بصلة، في محاولة لبث الأحقاد والخلافات بين الأطراف اللبنانية والاتهامات الشخصية". وناشد زهرا"المخلصين في هذا الوطن ان يبادروا الى تعطيل هذا الدور السيئ الذي يقلل من دور الرئاسة الاساسي في لبنان في انتظار تحرير هذا الموقع من شرّه".