نعى رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الرئيس رفيق الحريري الذي سقط ظهر امس"شهيد لبنان الواحد". وقدم"أحرّ تعازيه الشخصية وتعازي الدولة والشعب اللبناني الى عائلة الفقيد الكبير، سائلاً له الرحمة ولها الصبر والسلوان". وترأس لحود جلسة استثنائية لمجلس الوزراء احالت الجريمة الى المجلس العدلي. وتلقى لحود اتصالاً هاتفياً من الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، الذي قدم له التعازي، واتصالاً مماثلاً من الملك الأردني عبدالله الثاني. كما نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء عمر كرامي الرئيس الحريري. واستدعت الجريمة عقد مجلس الدفاع في جلسة طارئة برئاسة لحود الذي دان بشدة عملية الاغتيال واعتبرها محاولة ترمي الى الفتنة. وقال:"إن هذه الجريمة النكراء تظهر مدى الحقد الذي تضمره ايادي الشر لهذا البلد والتي لا تفرق بين احد وهدفها فقط تقويض السلم الأهلي والاستقرار". واعتبر لحود"ان اغتيال الرئيس الحريري علامة سوداء في تاريخنا الوطني الذي كان للرئيس الشهيد آثار مشرقة فيه، اسهمت في شكل بالغ في رفع آثار الحرب وإحياء النهضة الاقتصادية والإعمارية وإشراك المجتمع الدولي في مسيرة إعادة الإعمار والتطور...". وأكد لحود ان"هذه الجريمة لن توقف مسيرة السلام التي قرر لبنان المضي بها وأن المسؤولين عنها سيحاسبون امام القضاء بما يتلاءم مع حجم جريمتهم". كما دعا جميع اللبنانيين الى اقصى درجات اليقظة والوعي والصبر والانضباط بما يحول دون استغلال هذه الحادثة المفجعة للمس بأمن الوطن واستقراره. وقرر المجلس الأعلى الاقتراح على مجلس الوزراء اتخاذ التدابير الآتية: - إعلان الحداد الرسمي لمدة 3 ايام، وإقفال المؤسسات والإدارات الرسمية والخاصة اعتباراً من 15 وإلى 17 الجاري ضمناً، اضافة الى اليوم المحدد للمأتم اذا وقع خارج هذه الفترة. - إقامة مأتم وطني للرئيس الشهيد، وتشكيل لجنة خاصة للتنظيم والرعاية من مختلف النواحي بالتنسيق مع عائلة الشهيد. - الطلب الى قيادة الجيش بالتنسيق مع الإدارات الأمنية من امن داخلي وأمن عام وأمن دولة، اتخاذ كل التدابير اللازمة لضبط الوضع الأمني من جميع جوانبه. وفي الإطار ذاته، عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية في قصر بعبدا، تبنى فيها اقتراحات مجلس الدفاع الأعلى، وشكل لجنة وزارية برئاسة نائب رئيسه عصام فارس وعضوية الوزراء: ياسين جابر وكرم كرم وعدنان القصار وابراهيم الضاهر، مهمتها تنظيم المأتم الوطني ورعايته من مختلف النواحي بالتنسيق مع عائلة الشهيد وعوائل الشهداء. وأذاع وزير الإعلام ايلي الفرزلي المقررات المتخذة، وجاء فيها انه بعد المداولات:"قرر المجلس ان يقوم الرئيس لحود باتصالات تشمل اركان البلاد السياسيين والروحيين من الاتجاهات كلها، تأكيداً للتضامن الوطني في وجه المؤامرة التي يتعرض لها البلد والتي تشكل هذه الجريمة النكراء وجهاً متقدماً من وجوهها تحقيقها". وأكد مجلس الوزراء:"انه ما لم يؤخذ بالأمن لا يجوز اخذه بالكلمة، وأن الأبواق لا يجوز ان تُسقط اسوار اريحا من هنا، كانت الضرورة للتأكيد والتمني على وسائل الإعلام المعنية الابتعاد عن كل ما يؤدي الى زرع بذور التفرقة والفتنة في هذه المرحلة". وأشار الى ان مجلس الوزراء اعطى توجيهات اكيدة وصارمة لضرورة معرفة هوية الجناة والعمل من اجل تحقيق هذه الغاية،"ونحن نتابع الموقف ولا يجوز ان نستبق الأمور". وأوضح"تبلغنا الرسالة الصوتية التي ارسلت الى محطة عربية فضائية الجزيرة والتي تبنت بموجبها"جماعة النصر والجهاد في بلاد الشام"العملية. وحوّلت الى الجهات المختصة لدرسها لأننا لا نستطيع ان نستبعد اي امر". وجاء في بيان بري:"انعى الى الشعب اللبناني والأمتين العربية والإسلامية، استشهاد دولة الرئيس رفيق الحريري النائب والزميل والصديق ورائد الإعمار وأحد ركائز الوفاق الوطني". وصدر عن كرامي بيان جاء فيه:"إن خسارتنا كبيرة بغياب الرئيس الحريري الذي لم ينس اللبنانيون ما قدمه لبلده، وما له من اياد بيض".