كشفت مصادر فلسطينية عن جهود تبذلها قيادة حزب"العمل"الاسرائيلي والقيادتان المصرية والأردنية لعقد لقاء قمة بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود اولمرت. وقالت ان احد ابرز قادة"العمل"افراييم سنيه زار عباس في رام الله اخيرا واقترح عليه عقد اللقاء، مشيرة الى ان حزب"العمل"، الشريك الرئيس في حكومة اولمرت، يسعى الى استئناف المفاوضات. وتضمن اتفاق الشراكة بين حزبي"العمل"و"كديما"اجراء مفاوضات مع شريك فلسطيني - ان وجد، علما ان الشطر الأول من الاتفاق اجراء مفاوضات مع شريك فلسطيني كان مطلباً ل"العمل"، فيما كان الشطر الثاني"ان وجد"مطلب"كديما"الذي لا يخفي زعيمه اولمرت نيته تطبيق"خطة الانطواء"الخاصة برسم حدود اسرائيل من جانب واحد. وتوقعت هذه المصادر ان يعقد لقاء عباس - اولمرت بعد عودة الأخير من واشنطن. وكان عباس أجرى اتصالاً هاتفيا مع اولمرت الجمعة الماضي هنأه فيه بتشكيل الحكومة الجديدة التي حازت ثقة الكنيست الخميس الماضي، واتفق الجانبان على معاودة الاتصال بعد عودة الأخير من زيارته الاميركية. ولا يعوّل المراقبون كثيراً على اللقاء المرتقب بين الزعيمين لتباعد تطلعات كل منهما، ففيما يتطلع عباس الى تطبيق"خريطة الطريق"التي تنص في مرحلتها الأولى على وقف الاستيطان والشروع في مفاوضات تنتهي باقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة، يتطلع اولمرت الى تجميع المستوطنين في الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة وضمها الى اسرائيل واتمام بناء الجدار العازل الذي يبتلع 10 في المئة من أراضي الضفة، واكمال مشروع القدس الكبرى الذي يصل المدينة مع مستوطنة"معاليه أدوميم"على نحو يفصل وسط الضفة وشمالها عن جنوبها. ويحاول اولمرت وقادة"كديما"التنصل من التفاوض مع عباس بحجة وجود"حماس"في الحكم و"ضعف"عباس، وفق ما جاء على لسان غير مسؤول في هذا الحزب. ويرجح ان تجري اتصالات وربما مفاوضات بضغط من قادة حزب"العمل"، لكن لا يتوقع لهذه الاتصالات ان تستمر طويلا او ان تثمر عن اي اتفاقات ولو مرحلية.