ترشحت العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة لمواجهة عشية قمة"الثمانية الكبار"المقررة بعد شهرين وذلك اثر اتساع الخلاف بين البلدين على ملفات دولية وإقليمية، في مقدمها المشكلة الايرانية، وتبادلهما اتهامات عنيفة اخيراً، ما دفع البعض في موسكو الى الحديث عن"ملامح حرب باردة جديدة". وردّ مسؤولون روس بعنف على الانتقادات الحادة التي وجهها نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني الى موسكو أول من أمس، اذ قال ناطق باسم الكرملين ان الولاياتالمتحدة تمارس سياسة"المعايير المزدوجة"في تعاملها مع روسيا وغيرها من الدول. وزاد ان حديث تشيني"غريب وغير مفهوم"، معتبراً انه يرمي الى اهداف أخرى، في اشارة الى الخلاف حول سبل التعامل مع طهران. واللافت ان أوساطاً روسية ركزت أمس، على أنباء نشرتها وسائل اعلام أميركية عن"لقاء سري"جرى أخيراً بين تشيني وپ"شخصية ديموقراطية روسية"لم يتم تحديد هويتها. وتركز النقاش في الاجتماع على أوضاع الحريات في روسيا وما وصف بأنه"خطوات قام بها الكرملين تشكل تراجعاً عن مسار الديموقراطية الذي وضعت أسسه في تسعينات القرن الماضي". واللافت ان صحيفة"واشنطن بوست"ذكرت ان الادارة الأميركية نشطت اخيراً في جمع معلومات عن اوضاع حقوق الانسان والحريات في روسيا، ضمن تحضيراتها لقمة الدول الصناعية المقررة في سان بطرسبورغ في تموز يوليو المقبل. وبحسب الصحيفة فإن الادارة نشطت اخيراً في مناقشة"آليات التحرك"بعد تزايد القلق ازاء ملف الديموقراطية في روسيا. وأشارت الى ان أحد الخيارات المطروحة أمام الرئيس جورج بوش حالياً، هو ان تسبق وصوله الى سان بطرسبورغ زيارة أوكرانيا المجاورة لپ"إبداء تضامن واشنطن مع الجمهوريات السوفياتية السابقة التي تتعرض لضغوط من موسكو". وعلى رغم ان العلاقات الأميركية - الروسية مرت بمرحلة"دفء"في عهد الرئيس بوريس يلتسن والولاية الاولى لخلفه فلاديمير بوتين، فإن السحب بدأت تتشكل بكثافة خلال الاعوام الاخيرة، وتبادل الطرفان اتهامات أكثر من مرة وأشار سياسيون روس الى تعاظم قلق الكرملين بسبب"سياسة التطويق"التي تتبعها واشنطن مع موسكو وهي تقوم على توسيع تواجد قوات حلف شمال الاطلسي في محيط روسيا، اضافة الى تعزيز النفوذ الاميركي في الدول المجاورة مثل أوكرانيا وجورجيا . في المقابل اتهمت واشنطن الروس باستخدام ثرواتهم من النفط والغاز"لابتزاز جيرانهم". وأشار تقرير للخارجية الاميركية عن أوضاع حقوق الانسان، الى ان الكرملين"عمل بنشاط لتركيز السلطات بيده وپ"خنق"الصحافة والقضاء على مؤسسات المجتمع المدني الوليدة". يذكر ان الرئيس الروسي كان وجّه انتقادات عنيفة لواشنطن اكثر من مرة، معتبراً سياساتها في الشرق الأوسط"كارثية وتحمل أخطاء كبرى". وقال في لقاء مع رجال اعمال روس اخيراً، ان واشنطن تختلق العقبات لمنع روسيا من الانضمام الى منظمة التجارة العالمية. ويعتبر البعض في موسكو ان الوضع الحالي يدفع نحو بدء"حرب باردة جديدة"تشتد فيها المواجهة بين البلدين قبل حلول العام 2008 وهو تاريخ انتخابات الرئاسة في كل من روسياوالولاياتالمتحدة، علماً بأن استطلاعاً أجراه مركز مستقل اخيراً، دلّ على توافر قاعدة شعبية واسعة تدعم بوتين، اذ اعتبر 57 في المئة من الروس ان الولاياتالمتحدة"خطر على الأمن العالمي"، فيما أدلى 33 في المئة فقط برأي مخالف.