يلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابه السنوي امام البرلمان اليوم، وينتظر ان يضمنه رداً على انتقادات الإدارة الأميركية للكرملين اخيراً، فيما اتخذ السجال الدائر مع واشنطن بعداً آخر مع توجيه جمهوريات سوفياتية سابقة إشارات تأييد للموقف الروسي. وتتجه أنظار النخب السياسية والاقتصادية في روسيا الى خطاب بوتين الذي يحمل في العادة تقويماً للأوضاع الداخلية والسياسة الروسية على الصعيد الخارجي. ويتزامن خطاب بوتين هذا العام، مع تصاعد حدة المواجهة بين موسكووواشنطن، اذ تبادل الطرفان اخيراً اتهامات بعدما وجّه نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني قبل ايام، انتقادات عنيفة الى الكرملين واتهمه بالتراجع عن مسار الديموقراطية واستخدام ثروات روسيا لابتزاز جيرانها. ودفعت هذه الأجواء مراقبين في موسكو الى ترجيح ان يضمن الرئيس الروسي خطابه رداً مباشراً على ما وصفت بأنها"حملة منظمة تحركها دوائر في الإدارة الأميركية ضد روسيا". وكانت مراكز روسية توقعت في وقت سابق ان تكون الفقرات المكرسة للسياسة الدولية في خطاب بوتين،"حادة وانتقادية"خصوصاً ان تسريبات من الكرملين لمحت الى ان"مشكلة الطاقة"ستشكل محوراً أساسياً في التقويم الرئاسي للمرحلة الماضية، والمهام المطروحة امام روسيا خلال العام المقبل على هذا الصعيد. ومعلوم ان سياسة روسيا في مجال تصدير الطاقة وخصوصاً الى جاراتها في الجمهوريات السوفياتية السابقة، كانت العنصر الأساس للحملة الأميركية التي شارك فيها قبل يومين الرئيس جورج بوش. ولم يستبعد مراقبون ان يطرح بوتين اليوم تأسيس ادارة خاصة للإشراف على السياسة الروسية في مجال الطاقة تخضع مباشرة لسيطرة الكرملين. واللافت ان الموقف الروسي تلقى اشارات تأييد مباشرة من عدد من الجمهوريات السوفياتية السابقة، إذ استغلت كازاخستان وأوزبكستان مناسبة الاحتفالات بعيد النصر على النازية التي صادفت امس، لإعلان عزمها على توثيق العلاقات مع موسكو والتأكيد ان"أواصر صداقة ابدية تربط بين شعوبها"بحسب ما جاء في رسالة وجهها الرئيس الكازاخي نور سلطان نزاربايف الى نظيره الروسي. وأكد الرئيس الأوزبكي اسلام كريموف على ان بلاده ستواصل توطيد التعاون مع موسكو في كل المجالات. وأعربت كل من بيلاروسيا الحليف الأقرب الى موسكو وأرمينيا وأذربيجان عن مواقف مماثلة، واللافت ان هذه المواقف جاءت بعد مرور ايام قليلة على اجتماع مجلس منظمة"شانغهاي"التي تضم روسيا والصين وأوزبكستان وطاجيكستان وكازاخستان وقيرغيزيا. وأسفر الاجتماع عن اتفاق على تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين الدول الأعضاء وتنشيط العلاقات على مختلف المستويات. في المقابل، سارت كل من أوكرانيا وجورجيا خطوة اضافية نحو إعلان انفصالهما عن رابطة الدول المستقلة في تحرك وصف بأنه يدخل ضمن مشروع"إعادة الاصطفاف"في الفضاء السوفياتي السابق، بحسب ديبلوماسي روسي. وتوقع مراقبون ان تنحاز مولدافيا التي خاضت مفاوضات صعبة مع موسكو أخيراً لتحديد أسعار الغاز الروسي، الى أوكرانيا وجورجيا اللتين أعلنتا نيتهما تسريع وتيرة الاستعدادات الجارية من اجل انضمامهما الى حلف شمال الأطلسي، الخطوة التي تعارضها موسكو بشدة وتعتبرها جزءاً من"طوق"تسعى واشنطن والحلف العسكري الى إحكامه حول روسيا.